أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 20th December,2000العدد:10310الطبعةالاولـيالاربعاء 24 ,رمضان 1421

مقـالات

وسميات
الملكة ,, والديك
راشد الحمدان
تناقلت الأخبار أن ملكة بريطانيا اصطادت ديكاً برياً,, ولوت عنقه وذبحته وضج الشعب البريطاني, كيف تجرؤ الملكة على هذه الفعلة, وأن هذا امتهان وتهاون بحياة هذا المخلوق الضعيف, هكذا يفكر الغرب المادي فمبدأ هذه النوعيات من البشر,, البكاء على الحيوانات, أما الآدميين الذين يقتلون ويشردون,, فهم يفرحون لذلك, ومعروف أن الاستعمار البريطاني لم يترك شاردة ولا واردة من فنون الامتهان والقرصنة في المناطق التي عاش فيها سرقاً ونهباً إلا وفعله, ولم يحتج أحد من هؤلاء البريطانيين في أفريقيا, وفي الهند وفي الشرق الأوسط أفعالهم الشنيعة تعكس حقدا وكراهية هذا النوع من البشر للآخرين, أما مثل هذه الحيوانات التي لا تقدم ولا تؤخر فإنها عندهم لها مكانتها, ولو أنهم شاهدوا الصيد في البلدان الأخرى ماذا يفعلون,, على كل هذا الاحتجاج يعكس المتناقضات في التفكير الإنجليزي, أليسوا هم الذين جلبوا اليهود وأسكنوهم أرض فلسطين وساعدوهم على الأمن والاستقرار, فهم أول من تبنى اليهود في المنطقة وتصرفهم ينبع من كراهية للإسلام أولاً الذي هو في الأصل دين العرب حتى انتشرت الإرساليات التبشيرية في بلدان الشرق الأوسط وفي تركيا وفي أفريقيا فتنصر من تنصر, وعاثوا في تلك البلدان فساداً,, والإنجليز هم الذين رفع أحدهم وهو اللورد جلاد ستون القرآن الكريم في البرلمان الإنجليزي وصاح بأعلى صوته وقال,, مادام هذا الكتاب موجود,, فلن تقوم لنا قائمة ولن نحقق أهدافنا,, هذا النموذج من البشر يضجون ويلجون لأن الملكة لوت عنق الديك البري وذبحته, يا لها من فظاعة وعمل بذيء, لكن ان تذبح الشعوب وتمتهن كرامتهم, وتسرق أملاكهم,, فهذا ,, لا بأس به, هذا هو التفكير الغربي,, لا قيمة للإنسان إلا أن يكون مستعبدا لهم مسلماً وتابعاً لهم.
ونحن نعرف أن كثيرا من الغربيين يورثون الحيوانات أموالهم بعد موتهم ويقيمون الدعاوي في المحاكم على من يريد أو يسيء إليها, وأذكر زميلا لي عندما كنا ندرس في أمريكا منذ أكثر من ثلاثين سنة,, وكان شاطراً كان يتصيد الأرانب التي كانت تخرج في الليل في الأحراش التي حول سكننا ويصطادها لإلفها, ويخبئها إلى الليل فإذا نام الطلبة قام وذبحها في أحد الحمامات وطبخها وأكلها,, فلو علموا بأفعاله ماذا كان سيحصل لنا,, حسبي الله على الملكة التي ذبحت الديك, وحسبي الله على الإنجليز الذين ذبحوا كثيرا من الشعوب.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved