أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

رمضان أنتَ الواحي!!
نَذُوقُ نار الشَّوق دُون جُنَاحِ
تاه الزمان بليله ونهاره
مُتعطّراً بأريجه الفَوَّاحِ
شهرٌ يزودنا الهداية والتقى
يَأسُو سَقَام القلب دُون جِراحِ
مَلِكُ الشهور فكل شهرِ دُونَه
في الفضل والتهذيب والإصَلاحِ
فرحت لمَقدمِه المساجد كلها
وتجمَّلت مِن نُوره بوِشَاحِ
والمسلمون صفوفهم منظومة
متلاحمين تلاحماً في السَّاحِ
وازَّينت كل المدائن والقرى
واستقبلت رمضان بالأفراحِ
وتلألأت أنوارها فكأنها
في ليلها مثل النهار الضَّاحي
يتسامر الصّبيان في عَرَصَاتها
بالليل حتى مَطلع الإصباحِ
والأمن في عرض البلاد وطولها
فوق البيوت مُحلِّقاً بجَناحِ
وترى المشاعل في المساجد عُلِّقت
فكأنها من لؤلؤٍ وَضَّاحِ
وترى المآذن قد تَعانَقَ نورها
مع كل نجمٍ في السما لَمَّاحِ
وتناثرت أنوارها فكأنها
درٌّ تَركّبَ في جُيُود مِلاحِ
تَشدُو المآذن بالقُران مُرتَّلاً
عند الصلاة كبلبلٍ صَدَّاحِ
في القلب تُسكبُ آيُهُ رَقراقَةً
بسَكينةٍ وهدايةٍ وصلاحِ
ومَيَامِنُ الشهر المكرَّم جَمَّةٌ
ضاقت بها ذَرعاً بطون الرَّاحِ
فيه الجِنان تفتَّحت أبوابها
فالشهر شهر مثوبةٍ وسَماحِ
ويُصفَّد الشيطان أول ليلةٍ
مِن بعد طول تمردٍ وجماحِ
ولَكَم أضَلَّ عن الهداية مَن بَغَوا
درب الهدى والحق والإصلاحِ
فيه الليالي العشر خير تجارةٍ
فإذا نَصِبتَ رَبِحتَ خير ربَاحِ
هذي الليالي الزُّهرُ لؤلؤ عِقده
والقَدر دُرَّةُ عِقده اللمَّاحِ
هي ليلةٌ قد بُوركت وتَشَرَّفت
وتَزيَّنت بفرائد الأمداحِ
هي مبدأ الوحي الكريم ونوره
هي منحة الرحمن للأرواحِ
وملائِكُ الرحمن مُنزّلةٌ بها
مِن كل أمرٍ مُحكَم وَضَّاحِ
ولحكمةٍ أخفى العليم زمانها
وتمنَّعت تِيهاً عن الإفصاحِ
شهر يجود به الكريم على الورى
مُتفضِّلاً بمثوبةٍ وسَماحِ
يمحو الذنوب بعفوه وبجوده
هل غيره لذنوبنا مِن ماحِ؟!
شهرٌ بآخره النجاة من اللظى
مِن غيظها، مِن فَيحها المُجتاحِ
كَم مِن رقابٍ من جهنم أُعتِقت
هذا لعمري غاية الإفلاحِ
رمضان شمسٌ والشهور كواكبٌ
فإذا تَجلَّى آذَنت بِرَواحِ
فيه النوافل في الأجور فرائض
والفرض غُنمٌ فَاغتَنِم ياصاحِ
ذو العلم فيه تراه جَادَ بعِلمه
ذو المال فيه تراه أكرم راحِ
قلب الغني يَرِقُّ فيه لمُعدم
ولكل عاصب بطنه مِلواحِ
يتعانق الخصمان فيه تعانُقاً
مِن بعد طول خصومةِ وتَلاحِ
شهرٌ به تهفو النفوس إلى العُلا
والمرء ترقى روحه بصلاحِ
وتُحرَّر الأبدان من شهواتها
مِن كل مسموحٍ به ومباحِ
صُومُوا تَصِحُّوا حكمةٌ نبويَّةٌ
ماتنتهي منها يد الشُّرَّاحِ
فيها الوقاية والنجاة مِن الردى
والطب يحكي صدقها ياصاحِ
طوبى لمَن صام النهار مُودِّعاً
لغو الكلام وفَحش كل وَقَاحِ
قَطَعَ النهار مُهللاً ومُكبِّراً
ومُسبحاً في غُدوةٍ ورَواحِ
قد عاذ بالرحمن مِن عثراته
مُستغفراً مِن ذنبه الفَدَّاحِ
ظمآن تحرقه الندامة والأسى
لايرتوي إلا بِفَيض سَمَاحِ
طوبى لِمَن بالليل قام مصلياً
مُتبتّلاً في خشيةٍ وصلاحِ
نور الهداية قد بدا في وجهه
مُتبلِّجاً كتَبَلُّجِ الإصباحِ
مُتدبراً آي الكتاب مُرتِّلاً
مُتنقِّلاً في روضه الفَيَّاحِ
يتلو ويَسأل ربه مِن فضله
والقلب إبَّانَ التلاوة صاحِ
والقلب يخفق رهبةً وتضرعاً
متصدعاً مِن خشية الفتاحِ
رمضان أنتَ هدايةٌ ومنارةٌ
ولأنتَ حقّاً راحة الأرواحِ
رمضان إني مِن جلالك عاجزٌ
عن وصف أفضالٍ وعن أمداحِ
هذا القصيد قريحتي جادت به
فإذا أجدتُ فأنتَ أنتَ الواحي!!

محمد أبو العز

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved