| عزيزتـي الجزيرة
بالرغم من أهمية حزام الأمان من حيث كونه يساعد بعد توفيق الله في تخفيف حدة إصابات بعض الحوادث حسبما ثبت من خلال تجارب الآخرين قبلنا وهو ما حدا بالسلطات الأمنية في بلادنا إلى الاهتمام بتطبيقه وإدراجه ضمن لائحة السير الجديدة, اقول بالرغم من ذلك فهناك الكثير من الملاحظات والتبريرات الوجيهة لمن يحبذون جعل استخدامه غير إلزامياً خاصة داخل المدن، ومن ذلك ما أشار إليه الكاتب المعروف الأخ راشد الحمدان فيما كتبه لجريدة الجزيرة بتاريخ 8 رمضان الجاري من ملاحظات منها:
1 عدم تآلف الناس مع هذا الحزام يجعلهم غير مهيئين للتعامل الإيجابي مع المروريين بشأنه فقد ظل الناس طوال السنوات الماضية يشتري أحدهم السيارة الجديدة وتنتهي ولم يتحرك حزام الأمان من مجراه.
2 السيارات هي الأخرى غير مهيأة بالعدد الكافي من أحزمة السلامة لتربيط كل أفراد الأسرة السعودية متوسطة العدد فكيف بالأسرة الكبيرة مما يعني وجود أفراد غير مربطين يشكلون خطرا على الأفراد المربطين عند وقوع الحادث.
ولأنني أشارك الأخ الكاتب وجهة نظره فإنني أضيف من جانبي هذه الملاحظات:
1 وجود عدد كبير من السيارات غير المخدومة بهذا الحزام والمعفاة من الالتزام به وتشمل كل السيارات من موديل 85 فما دون.
2 هذا الحزام كغيره من مفردات نظام المرور سينشط المروريون لتطبيقه فترة من الزمن ثم يبدأ التراخي المألوف تدريجيا إلى أن تصبح مخالفته أمراً عاديا كما هي بالنسبة لسائر المخالفات المرورية الأخرى المتعلقة بالتهور في القيادة وقطع الإشارة والتفحيط والوقوف غير النظامي وغيرها من الممارسات التي صار المروريون يرونها بأنفسهم ثم يطنشون عن التعامل معها لأن جهودهم في ضبطها تضيع في الإدارات والمكاتب التابعة لهم.
3 استخدام هذا الحزام ليس نافعاً بالضرورة فقد يأتي الخطر من استخدامه لكن الراجح أن نفعه أكبر من ضرره وفقاً لقناعات المسؤولين أما قناعات الناس هنا فعلى العكس من ذلك, ومن طريف ما يذكر في هذا المقام ضد هذا الحزام ما جاء في تقرير مسؤولي معهد أبحاث الجريمة في فرنسا المقدم إلى القاضي هرفيه إستيفان حول حادثة مصرع الأميرة ديانا ومعها عماد الفايد اثر ارتطام سيارتهما بجدار أحد الأنفاق هناك بسبب السرعة وهي أشهر حادثة مرور اهتم بها الإعلام العالمي في كل مكان وقد تضمن التقرير فيما تضمنه أن حارس الأميرة الذي ما يزال على قيد الحياة والناجي الوحيد في هذا الحادث لم يرتد حزام الأمان أثناء الصدمة وإنما انقذته بإرادة الله الوسائد الكهربائية.
كما أذكر بالمقابل إنصافا لهذا الحزام كيف كان سبباً بعد توفيق الله في إنقاذ سائق السيارة الفلبيني الذي ارتطمت سيارته بحافة الطريق السريع بين الدمام والجبيل وانقلبت في الهواء ثلاث مرات وظل هو في مكانه لم يسقط لارتدائه لهذا الحزام,, ذكر هذا شهود عيان لجريدة الجزيرة التي نشرت هذه الحادثة بتاريخ 18 رمضان منوهة بقيمة الالتزام بتعليمات المرور ومنها ربط حزام الأمان.
هذه الملاحظات والشواهد الهدف من ذكرها ترشيد الاهتمام بهذا الحزام وعدم اعطائه من الاهتمام أكثر مما يستحق فلا نهمله ونهمش وجوده كما كان الحال في السابق ولا نلزم الناس به حتى في مشاويرهم القصيرة داخل المدن فالتوسط خير في كل الأمور, شاكرين ومقدرين لمسؤولي الأمن في بلادنا وفي مقدمتهم سمو سيدي وزير الداخلية اهتمامهم بسلامة المواطنين في الحل والترحال.
محمد الحزاب الغفيلي محافظة الرس
|
|
|
|
|