أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الأمير عبدالله,, لفتة إنسانية
إن مبدأ التنمية الاجتماعية يهتم أولاً في أساسه على قاعدة الإنسان كفرد وكمجموع، وبذلك تسعى المملكة العربية الى الرقي بالإنسان متكاملاً من أجل صالح الوطن,, وعندما قرأت في جريدة الجزيرة حول الفتاة التي فقدت والديها بحادث سيارة، وجاءت لفتة سمو الأمير عبدالله ولي العهد سريعة وحاسمة وأمر بتعيينها معلمة في احدى المدارس,, لتستطيع القيام بأعباء تربية سبعة إخوة أصغر منها,, هنا أبسط حبي ببساطة,, وصدق,, وتتضارب في أعماق ضميري أغان حارة تستمد دفئها من قلوب حنونة,, تبذل الخير بصدق النوايا,, حيث ترتبط بوثاق لا تنفصم عراه,, مع الإنسانية,, مع الله,, مع الخير,, تجتاح روحي قوة فأتجاوز الواقع لأبدو ذات الثبوت,, يصمت التعبير ويبدو قاصراً أمام الأمير عبدالله ,, وهو يتجاوب سريعا مع تلك الحالة الإنسانية في مجتمعنا, ويظهر الأمل كأفصح حديث لأيام قادمة,, حين يخترق الحنان آفاق الحزن,, وتبدو الحقيقة اوسع موضوعية وأكثر امتداداً ووضوحا في التعبير عن يقظة الشعور,, وتبدأ رحلة الحياة التي نطعمها دماء ايامنا في مرتع الصلاة والانتظار,, في السابق كانت المشكلة الاساسية في مجتمع الجزيرة هي تعليم البنات,, وفي ردح قصير من الزمن امتدت مئات المدارس في أنحاء المملكة وقراها ومدنها وصارت الفتاة تتعلم في الجامعات بل وفي أكبر جامعات العالم، وصارت بالفعل نصف المجتمع المنتج,, لقد كان وراء ذلك دراسة وبحث جاد للوصول الى حل تلك المشكلات أو العقبات التي وقفت أمام مسيرة التنمية الاجتماعية، وبناء الانسان في ذلك الوطن الكبير قلباً وعطاء كان شيئا أساسيا وهاما لإكمال مسيرة البناء لكل أركان التنمية الوطنية الاقتصادية والعلمية والمستقبلية.
المملكة لم تتجاوز فقط مشكلة تعليم البنات,, لأنه ليس من المعقول أن تكون هناك تنمية تعتمد على رقي الإنسان ونصف المجتمع معطل,, ولكنها وصلت الى القمة وأصبح لدينا كوادر نسائية عملاقة في كل مرافق المجتمع,, وها هو (الأمير عبدالله) يؤكد من خلال احتوائه لعثرات الإنسان مع القدر,, بأن الله سبحانه وهبنا قدرات كبيرة تعتمد على التفكير والتماثل والعمل الجاد,, وأن الأمر يحتاج الى رغبة ودافع إنساني وذكاء لتحويل تلك القدرات الى عمل فاعل وجاد، نستفيد منه في تعمير المجتمع,, أنه لأمر حيوي وهام أن يكون التعامل مع الظروف المحيطة بأسلوب عصري وإنساني راق,, وبدلاً من إعطاء مساعدة بسيطة ووقتية,, كان الذكاء في طريقة التعامل مع مجريات الحياة بشكل عقلاني دائم يرتكز على عنصر الإنسان كقوة ادوار دافعة ومؤثرة,, وتجاوز الظروف القاهرة والتعامل مع حساباتها المفاجئة بطريقة أفضل حيث يلتقي الإنسان بشكل إنساني شامل واحترام قدرات الفرد بتوفير عمل دائم له يمنحه الاستقرار النفسي والمادي بشكل متصل,, إنها ايجابيات التجارب والخبرات والقلوب الواعية التي تدفع بنا للوصول الى حالة التوازن بين الأمل والواقع,, صدى مشاعري تتكاثف امام لحظات ألم صادقة,, أننا لا نخلق الألم لأنفسنا,, ولكنها هي الحياة، لذلك فإن كل الحلم أن نتجاوز العلاقات التقليدية,, لنخوض غمار ملحمة عظيمة بين ذواتنا وبين قدرنا,, ان نكون انسانيين حتى القمة,, (والأمير عبدالله) جعل الأحلام حقيقة فأكثر وضوحاً في التعبير عن يقظة الشعور لتلوح بيارق التفاؤل بالشوق والوعد,, لقد جعل الفرحة جذلاً في الشفاه مع بسمة كل صباح، ودمعة كل مساء,, إن حفظ كرامة المرأة في بلدنا,, يعني حفظ كرامة الوطن بأجمعه,, انها لغة حب,, نحو الوطن,, نحو الإنسان,, نحو الحياة,, فشكراً.
منى عبدالله الذكير

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved