| رمضانيات
* تحقيق سعيد آل عيد
شهر رمان من المواسم ذات الروحانية التي يتحرى فيها العبد نفحات رب العالمين الصوم لي وأنا أجزي به وحيث أن هذا الشهر قد يدركه العبد العام الحالي ويغيب عنه في العام التالي بما يعطي النفس الأمل القصير في الحياة والاقبال على العبادة بكل شغف والتزود من الصالحات واجبار النفس على المداومة على الصالحات بعد انقضاء ايام رمضان ولكن الغريب ان هناك مجموعة ليست بالقليلة قلبوا الموازين في هذا الشهر فصرفوا أوقاتهم في سهر ولعب إلى غير ذلك وكان استطلاع حول هذا الموضوع:
رمضان والتنافس في العبادة
* بداية الحديث كان مع الأستاذ مرضي بن محمد المتعب مدرس حيث يعبر عن رأيه في أهمية اغتنام الوقت وخاصة في مثل هذه الأيام بقوله: الوقت كالمال وكلاهما يجب الحرص عليهما وصرفهما في الوجه الشرعي وان كان ميزة المال سهولة الحصول عليه بالسعي والكدح في الشيء المباح ويمكن ادخاره وتنميته بعكس الوقت فكل ثانية تذهب فلن تعود أبداً ولو فعل الإنسان ما فعل فلا يمكن عودته وفي شهر رمضان المبارك الفرص الطيبة كثيرة ويمكن للانسان تدريب نفسه عليها طوال أيامه بحيث تكون هي خير زاد له في حياته اليومية ويستمر على ذلك طوال العام والوقت في رمضان فرصة لزيادة الأجر بالعمل الصالح من صلاة وصدقة وتسبيح واستغفار ومن المعتاد ان النفس تجنح في هذا الشهر إلى فعل الخيرات ويمكن للإنسان ترويض نفسه على ذلك كيف لا والشياطين مصفدة ثم يورد قولاً لابن القيم يرحمه الله (ان العزائم والهمم سريعة الانتفاض قلما تثبت) والله سبحانه وتعالى يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه بأنه يحول بين قلبه وإرادته فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه حال بينه وبين قلبه وإرادته فلا يمكن الاستجابة بعد ذلك وقد قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحيكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه , ويختم بقوله: يجب على الإنسان المسلم ان يستغل مواسم الخيرات بشكل أمثل.
مسؤولية التوجيه
* ويشارك الاستاذ عويضة شايع ناصر مرشد طلابي بقوله: يهدر الشخص الكثير من الوقت في رمضان, الأجدر بالانسان في هذه الأيام عدم إهدار الوقت لأن أيام وليالي رمضان فرصة عظيمة للتوبة والعمل الصالح الصوم لي وأنا أجزي به وقد لا تتاح للإنسان إدراك هذا الشهر مرة أخرى ولكن الشيء الغريب أن هناك أشخاص يهدرون الوقت ما بين مشاهدة القنوات الفضائية وما تبثه من مسلسلات وأشياء لا تفيد وبين التجوال في الأسواق أو الزيارات الاجتماعية المتكررة وضياع الوقت في السهر الذي لا يخلو من لعب الورق بما يجلب للإنسان الإثم والوزر حيث اعرض عن طاعة الله وسعى لإشباع رغبة نفسه وهواها وترك الفرص الفاضلة تضيع سدى وهذا الإنسان بحق هو المحروم فهل ستدرك تلك الأوقات عند وقت المشيب ثم يقول: مهدرو الوقت هم المفرطون سواءً كانوا نساء أو رجالاً ومسؤولية التوجيه لاستثمار الوقت وخاصة في هذا الشهر المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات مسؤولية مشتركة في حلقة دائرية يتوسطها الوسائل الإعلامية والخطباء وائمة المساجد والمعلمين والمعلمات بحيث يتم التركيز على الدعوة بالترغيب بما يحقق الإقبال على جني ثمار فضائل هذا الشهر.
السعي قبل الرحيل
ويتحدث فارس بن عبدالله آل عيد طالب بكلية المعلمين قسم الدراسات الإسلامية عن هذا الموضوع بقوله: مما لا شك فيه ان هذا الشهر المبارك ذو أوقات وفرص أغلى من الذهب مما يجدر بالإنسان الاهتمام بساعاته وأيامه والعمل لاستغلالها الاستغلال الأمثل بما يزيد معدل رصيد الحسنات فكم نحن ضعفاء وفقراء الى الله بل مقصرين في جنب الله بما يقوي شخصية الفرد الإسلامية فعلاً وقولاً والوقت الذي يعيشه الفرد اليوم قد لا يلقاه غداً والواجب على الإنسان ان يصرف وقت حياته في عبادة الله قبل مداهمة هادم اللذات ويصف كيفية إمكانية استتغلال الوقت بقوله: لابد من تذكر قوله تعالى: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وعلى الإنسان ان يعد برنامجا يوميا يتيح للشخص صرف أغلب وقته في طاعة الله والقيام بحق نفسه وأهله والعمل على تخصيص عمل لكل وقت محدد مثل زيارات الأقارب والتسوق مع الحرص بالبعد عن كل ما يخدش حرمة الصيام ويمكن المشاركة في الأمسيات والمراكز الرمضانية بما يحفظ الوقت بعيداً عن القيل والقال والغريب ان الجميع يعلم ان الساعات الذاهبات ليست بعائدة:
مضى أمسك الماضي شهيداً معدلاً وأتبعه يوم عليك شهيد فإن تك بالأمس اقترفت إساءة فبادر بإحسان وأنت حميد ولا تبق فعل الصالحات إلى غد لعل غداً يأتي وأنت فقيد إذا ما المنايا أخطأتك وصادفت حميمك فاعلم أنها ستعود الحياة ومداومة العبادة |
ويفند الاستاذ عبدالله محمد الفاضل مدير مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بالسليل اسباب إهدار الوقت بقوله: الكثير من الناس وقته مهدور إلا من رحم الله ويعود ذلك الى ان أغلب الناس اعتادت على ذلك التفريط طوال أيام العام بعيداً عن عملية التنظيم بما يحقق للنفس الانغماس في العمل الصالح وخاصة في مثل الأيام التي تنثر عبير النفحات الإيمانية كالصيام والإحسان للفقراء والمساكين والقيام وتلاوة القرآن والإكثار من النوافل التي تتصف الباب المفتوح طوال اليوم بل مدى الحياة وقد بينها الإسلام ولكن من المؤسف انه هناك فئة من الناس حالهم في رمضان كحالهم في شعبان وغيره من الشهور حيث اللعب والتسويف في الإقبال على الله مبعدين أنفسهم عن مواسم الخيرات والعبادة وخاصة عند الشباب الذين يستمر سهرهم طول الليل والنوم كل النهار غير مبالين بأهمية هذه الفرصة المباركة والواجب على الإنسان ذو البصيرة ان يغتنم هذه الأيام بما فيها من الخير الكثير وعدم التفريط فيها فالأيام التي تمضي محسوبة من رصيد الإنسان.
الفراغ والنعمة
* أشواق الحازمي معلمة بإحدى مدارس الرياض كان لها مشاركة حيث قالت: لعل من المناسب ان يكون شهر رمضان بوابة الانفتاح على العمل الصالح في هذه الدنيا التي مصيرها الفناء ثم المحاسبة على الكبيرة والصغيرة فمن عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع وذكر منها عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه ومواسم الخيرات طوال العام كثيرة وهذه من نعم الله علينا لأجل نجدد التوبة إليها والتقرب إليه بالعمل الصالح مضاعف الأجر فيها وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ورمضان أوله رحمة واوسطه مغفرة وآخره عتق من النار والإنسان مولود على الفطرة ولكن الترويض هو السلاح في الاستمرار أو العزوف عن العبادة الخالصة لله وتتحدث عن مسؤولية التوجيه فتقول: تبقى المسؤولية في التوجيه من نصيب الأسرة والمجتمع فالدين النصيحة بما يعطي تعديل السلوك الغير سوي والاستقامة على طريق الحق المستقيم الذي به السعادة والفلاح في الدارين ولكن الشيء الذي يشتكي همه لله هو إضاعة كثير من الناس الإقبال على الله في هذا الشهر والهم كل الهم في الأكل والسهر والتسابق الى الألعاب المختلفة وبالتعاون الذي وجه الرب اليه في قوله: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان بما يعطي تقوية إيجاد البدائل المفيدة لاستثمار الوقت بما يعود بالنفع والفائدة استجابة لقوله تعالى: وسابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين وتسوق: أشواق في ختام حديثها أبيات شعرية تقول:
يا ساهيا لاهياً عما يراد به آن الرحيل وما قدمت من زاد ترجو البقاء صحيحاً سالماً هيهات إن غداً فيمن غدا غاد |
رمضان والعبادة
*وتشير عبير العتيبي مدرسة لصفوف ابتدائية الى ان الوقت في رمضان ذو أهمية في حياة المسلم بما يتوجب استغلاله بشكل الأمثل بعيدا عن التفريط وتقول: يكون اتجاه العبد للعبادة والتقرب الى الله بشتى العبادات وطلب المغفرة والرحمة من الله بما يعطي هذا الشهر الروحانية التي عرف بها من أن فرضه الله على العباد بعيداً عن جعله شهر سهر واكل وتسلية وتسوق وتصف قضاء يومها في رمضان فتقول: دائماً أضع لنفسي جدولا مما يعطني المحافظة على الصلاة في وقتها وقراءة القرآن الكريم والقيام بأعمال البيت ورعاية الأبناء دون ضياع كل الوقت في السهر والنوم وتتبع جديد الأسواق وتشير الى قول ابن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ونقص من أجلي ولم يزد فيه عملي .
الخادمة والفراغ
* نورة محمد الدوسري طالبة جامعية: قالت مع توفر سبل الراحة والإمكانات التي تلبي للفرد احتياجه مع ذلك لم يستفد الإنسان من وقت الفراغ بما يعود عليه بالمنفعة وخاصة الشباب هداهم الله بما يجعل الوقت يمضي دون الاستفادة منه في الوجه الشرعي ثم تقول: الفراغ ليس للرجل دون المرأة بل حتى المرأة لديها وقت فراغ وبنسبة 75% يذهب وقتهن دون أي فائدة سوى النفخ والطبخ والتسوق حتى وقت متأخر من الليل لا سيما لمن تمتلك خادمة مما يعطيها فرصة الخروج وقضاء الوقت كيفما تشاء والوقت دائماً يمر مر السحاب ويجري جري الريح وقد كان السلف حريصون على أوقاتهم رجالاً ونساء يقول حسن البصري: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم وقد قيل: من علامة المقت إضاعة الوقت , ثم تنتقل إلى ما قاله الشاعر:
إذا مر بي يوم ولم أقتبس هدى ولم أستفد علماً فما ذاك من عمري |
وتختم نورة حديثها بقولها: الفراغ نعمة من الله سبحانه وتعالى وسيسأل العبد عنه وفي الحديث: اغتنم خمساً قبل خمس وعد منها فراغك قبل شغلك والفراغ في حياة الكثير من الناس اليوم وخاصة في رمضان واسع يجب أن يصرف في عمارة الحياة بالطاعة.
|
|
|
|
|