أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

متابعة

التاريخ عبر ودروس
ثمن السلام العادل
لرئيس الوكالة اليهودية ، في العام 1974، ناحوم غولدمان ، تصريح جاء فيه قوله بالحرف: ان انسحاب القوات الاسرائيلية من الارض العربيّة، هو ثمن السلام العادل والدائم.
وكان غولدمان ، سنتئذٍ، يحاول بمثل هذا التصريح التقرب من نقطة ازالة الحواجز من أمام أي لقاء عربي اسرائيلي، يمكن أن يتحقّق , وبغض النظر عن النوايا التي يتمثّلها مثل هذا القول، فان التاريخ أثبت ويثبت في كلّ وقت ، قبل التصريح وبعده، والى يومنا هذا ان كلّ التصريحات التي تصدر عن المسؤولين والقادة الاسرائيليين لا تتخطّى المراوغة ، وان كان مثل هذا القول او ذاك قادر على تضليل الرأي العام في الغرب بوجه خاص.
ان غولدمان ليس الوحيد بين أقرانه الذين كثيرا ما ادلوا بدلوهم في مجال حلم التقارب مع بلد عربي أو اكثر, وفي التاريخ المعاصر والقريب من وقتنا هذا نسبيا العديد من الأقوال التي تردّدت على ألسنة زعماء الحركة الصهيونية بما في ذلك حكام الدولة العبرية، وبينهم على سبيل المثال ايهود باراك رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالي قبل خوضه الانتخابات الاخيرة، بأنه قادم الى سدّة الحكم في اسرائيل وفي برنامجه ازالة العوائق القائمة بين العرب والاسرائيليين وصولا الى حالة السلام المنشود، وهو السلام العادل والشامل والدائم .
بيد ان الأيام ، قلّما تخبّىء الحقائق وراءها الى امد غير منظور , ان الممارسة على الارض، على النحو الذي يجري الآن فوق أرضنا العربية المحتلة ، كفيل بإسقاط كل الحجج والنوايا والاهداف المبيّتة, ومن هنا يتبدّى للمواطن العربي، من محيط الوطن العربي الى خليجه، ان تغيّر الحكام في اسرائيل لا يعني بالضرورة تغيّر وجهات النظر فيما يتّصل بالصراع العربي/ الصهيوني في المنطقة، ذلك لأن المصدر الموجِّه لسياستهم بعيدة المدى لا يناقض نفسه، ولا يسير في الطريق المضاد لما سبق أن رُسم او خُطط بالأمس البعيد والبعيد جدا.
واذا كانت العبرة كامنة في الالتفاف على تصريح ناحوم غولدمان، فانها تبيّن ان المصلحة العليا كما في نهج حكومات اسرائيل المتتابعة، هي فوق كلّ اعتبار، وأن السلام العادل والشامل والدائم، هو السلام الذي يتوافق مع رؤيتهم لهذه المعادلة التي ينشد العرب منها ما لا ينشده الغزاة لأرضنا العربية المحتلة في فلسطين .
ومن تتبّع السياسة الاسرائيلية، قبل غولدمان وبعده، وحتى قبل قيام الدولة العبرية في العام 1948، تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم، فان الدارس يتلمّس، وبكل الوضوح، أن هدف الحركة الصهيونية لم يكن يوما اقامة أيّ نوع من أنواع السلام مع العرب، لأن ذلك ينقض قناعتهم الوهميّة كما ينقض رؤيتهم الى ارض بلا شعب، وشعب بلا ارض .
ان هدف الصهيونية العالمية فيما يتعلق بأطماعها التوسعية في منطقتنا العربيّة لايمكن ان يوضع له حدّ الا بالمزيد من العمل العربي المركّز، كيف؟ القادة العرب وحدهم يمكن أن يجيبوا عن هكذا سؤال او تساؤل.
د,اسكندر لوقا


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved