| متابعة
* القدس العواصم الوكالات مكة المكرمة مكتب الجزيرة عبيدالله الحازمي:
يقف الفلسطينيون واسرائيل في مفترق طرق حرج يمكن أن يكون منزلقا لحرب شاملة أو مدخلا لسعي جديد لتحقيق هدف مراوغ ألا وهو التوصل الى اتفاق سلام.
ومع اندلاع انتفاضة فلسطينية قبل 11 أسبوعا سقط فيها أكثر من 320 قتيلا أغلبيتهم العظمى من الفلسطينيين أصيبت عملية السلام بضربة تكاد تكون قاضية وأجبرت اسرائيل على اجراء انتخابات عاجلة خلال 60 يوما.
الجانبان يريدان تجنب الحرب
ورغم تنبؤات مقلقة بحرب قد يتسع نطاقها في المنطقة فإن الجانبين اعلنا عن الرغبة في تجنب اشعال الموقف مع مواصلة السعي لاحلال السلام.
وبعد أن خيم جو من الكآبة على المنطقة يبحث الجانبان امكان معاودة المفاوضات ربما قبل أن يغادر الرئيس بيل كلينتون في يناير كانون الثاني.
الأمور متوقفة على الفائز في الانتخابات الإسرائيلية
ويتوقف الكثير على الفائز في الانتخابات الاسرائيلية المتوقع ان تجري في السادس من فبراير شباط ومدى صمود الفلسطينيين في المضي قدما لتحقيق أملهم المنشود في اقامة دولتهم المستقلة في الضفة الغربية وغزة.
أعلن رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك في تصريح في الآونة الأخيرة دعا فيه الى استئناف المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد انهيارها في كامب ديفيد نحن في مفترق طرق حرج, نواجه احتمالين مختلفين,, يمكننا استئناف المحادثات التي يمكن ان تؤدي بناء على أفكار نوقشت في كامب ديفيد الى قيام دولة فلسطينية مقبولة,, أو الاستسلام للعنف .
ويقول فلسطينيون واسرائيليون: انهم غير متفائلين بانتهاء القتال قريبا ولكنهم يأملون في تحقيق السلام على المدى الطويل ويتفقون على ضرورة استئناف المحادثات.
يشاركهم في الرأي سياسيون أجانب رغم شعورهم بالاحباط من عملية سلام كادت تكلل بالنجاح في كامب ديفيد ولكنها انهارت في أسوأ اشتباكات دموية منذ سنوات.
البيت الأبيض يراهن على المفاوضات
قال صامويل بيرجر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أعتقد باستئناف عملية السلام عاجلا أم آجلا سواء استغرق الأمر أسابيع أو شهوراً أو سنوات, لماذا,, لأن الجانبين يشهدان بأعينهما المستقبل بدون مفاوضات وهو يحدث أمامهما كل يوم .
وقويت التطلعات لتحقيق السلام في مايو أيار عندما اكمل باراك سحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بعد احتلال استمر 22 عاما.
كما أثار البابا يوحنا بولس آمالا مماثلة عندما زار الأراضي المقدسة في مارس آذار وكان السلام على الأبواب.
ولكن بعد تسعة أشهر فقط الأحلام تبددت باشتباكات دموية هدمت الثقة بين الجانبين ويرى مسؤولون كثيرون ان استعادتها ستستغرق وقتا طويلا.
قالت النائبة الفلسطينية حنان عشراوي لست أفهم ونحن لم نحقق تقدما خلال السنوات القليلة الماضية كيف يمكن تحقيق معجزة بإحداث تغييرات في الشهور القليلة القادمة .
ضباب يخيم على رؤية الموقف الأمريكي
كما يخيم الضباب على دور الولايات المتحدة كوسيط رئيسي في مفاوضات السلام، وغير واضح النهج الذي سيسلكه الرئيس المنتخب جورج بوش تجاه الشرق الأوسط بينما يريد الفلسطينيون انهاء احتكار واشنطن للوساطة ويطالبون بتوسيع اشتراك المجتمع الدولي في عملية السلام.
ولكن مسؤول فلسطيني قال بعد اجتماع عرفات مع وزير خارجية اسرائيل شلومو بن عامي في 14 ديسمبر انه يمكن استئناف المحادثات في أمريكا.
عرفات لا يستبعد التفاوض المباشر مع باراك
وأعلن عرفات أمس الأول بعد اجتماعه في غزة مع وفد من اليسار الاسرائيلي انه لا يستبعد اجراء محادثات مباشرة مع باراك.
وكان من المفروض ان تكون قمة كامب ديفيد ذروة سبع سنوات من مفاوضات السلام بالاتفاق على صيغة الوضع النهائي لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الذي بدأ عام 1948 بعد انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين.
ولكن الفشل في تحقيق هذا أصاب الفلسطينيين بخيبة أمل في عملية السلام التي قالوا انها لم تحقق لهم شيئا تقريبا لتحسين حياتهم اليومية واستمرار الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة.
احتدم الصراع في اشتباكات دموية بعد قيام زعيم الليكود اريل شارون بزيارة الحرم القدسي الشريف الذي يقدسه المسلمون واليهود.
وبينما يتفق الجانبان على ضرورة العودة الى المفاوضات فإنهما يختلفان حول كيفية استئنافها.
الغيوم تخيم على الجو السياسي الإسرائيلي
وتخيم الغيوم علىالجو السياسي في الدولة اليهودية بعد استقالة باراك الذي واجه انتقادات حادة لعجزه عن قمع الانتفاضة الفلسطينية.
ولكنه ينتظر أن يسعى للتوصل الى اتفاق مع عرفات لكي يكسب نقاطا قبل الانتخابات.
بيد أن الرئيس الفلسطيني قال ان هذا يعني أن عملية السلام ستتوقف حتى تجري الانتخابات.
وبينما تحتدم الانتفاضة يسود مزيد من التوتر العلاقات بين الدول العربية واسرائيل.
واستدعت مصر سفيرها من اسرائيل احتجاجا على ما أسمته استخدام القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين بينما احجم الأردن في خطوة مماثلة عن ارسال سفيره الجديد الى الدولة اليهودية.
الكنيست توافق على قانون نتانياهو للانتخابات
هذا وقد وافقت لجنة القوانين في الكنيست أمس الأول الاحد على القانون الذي اطلق عليه اسم قانون نتانياهو تيمنا برئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتانياهو الذي سيسمح له بالترشيح لمنصب رئيس الوزراء بعد استقالة رئيس الحكومة العمالي ايهود باراك.
وبموجب القانون الحالي لا يحق لنتانياهو الذي استقال من منصبه كنائب بعد هزيمته أمام ايهود باراك عام 1999 الترشح لمنصب رئيس الوزراء لأنه ليس عضوا في الكنيست.
لكن الكنيست وافقت في الأسبوع الماضي في قراءة تمهيدية على مشروع قانون يعطي الحق لكل مواطن بالترشيح لمنصب رئيس الوزراء مما يفسح المجال امام ترشح نتانياهو.
ويفترض ان تصادق الكنيست في ثلاث قراءات أخرى، جرت الأولى أمس الاثنين، على مشروع القانون هذا لكي يصبح نافذا قبل انتخابات رئيس مجلس الوزراء في شباط/ فبراير المقبل.
واعلنت لجنة العدل البرلمانية أمس موافقتها على مشروع القانون بغالبية تسعة اصوات في مقابل ستة.
نتانياهو يوافق على التعديل
لكن نتانياهو المعني الرئيسي بهذا الموضوع، لا يؤيد اقرار هذا التعديل القانوني وقد صوت اعضاء الليكود في اللجنة ضده أو امتنعوا عن التصويت.
واعلن نتانياهو في الأسبوع الماضي انه لا يريد أن يكون مرشحا بأي ثمن مطالبا في الوقت نفسه بحل الكنيست.
وفي حال انتخابه رئيسا للوزراء بدون حل الكنيست سيكون على نتانياهو التعايش مع برلمان لا يملك فيه غالبية نيابية مستقرة.
ومن جهته سيلاقي باراك في حال اعادة انتخابه صعوبة أكبر لأنه سيجد نفسه في مواجهة البرلمان نفسه الذي جرده من غالبيته النيابية بعد انسحاب أحزاب رئيسية من ائتلافه الحكومي.
مسؤول فلسطيني يؤكد مواصلة الانتفاضة
على الصعيد الفلسطيني أكد مسؤول فلسطيني بارز أن الانتفاضة الشعبية في الأراضي المحتلة ستتواصل حتى تحقيق الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وأوضح المسؤول الفلسطيني الذي طلب عدم ذكر اسمه ان القيادة الفلسطينية تلقت مؤخرا تأكيدات من الادارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بأن الحكومة الاسرائيلية على استعداد للتنازل في قضايا القدس والحدود والاستيطان.
واضاف في تصريح صحفي في عمان أمس أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قناعة بأن أية سيادة على القدس والأماكن المقدسة فيها غير فلسطينية مستحيلة.
وقال: ان أية اتفاقيات جديدة سوف تكون بضمانات دولية حقيقية تضمن تنفيذها وتحقيقها على الأرض ولن يكتفى بالتعهدات وبالوعود مشيرا الى أن القيادة الفلسطينية تعي جيدا اساليب المناورات الاسرائيلية بجميع أشكالها ومستوياتها.
وفي القدس تسعى اسرة احد جنديين اسرائيليين قتلتهما حشود فلسطينية غاضبة لمحاكمة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية لعدم تمكنهما من منع القتل.
وضرب حشد غاضب من الفلسطينيين في بلدة رام الله بالضفة الغربية فاديم نورزيتش (35 عاما) ويوسف افرايم (38 عاما) حتى الموت في مقر للشرطة في 12 اكتوبر الماضي.
وقال شقيق نورزيتش لرويترز (المسؤولية عن القتل تقع على عرفات والسلطة الفلسطينية,, كانت لديهم السلطة لمنعه ولم يفعلوا ذلك).
وأضاف: (لم نتلق أي رد فعل من السلطة الفلسطينية منذ القتل, لم يحاولوا اظهار اسفهم على ما حدث سواء للأسرة او للعالم.
طالبت بتعويض قدره 16 مليون دولار
وطلبت اسرة نورزيتش التي تشك في امكانية حصولها على تعويض مباشر من السلطة الفلسطينية من محكمة اسرائيلية تعويضاً قدره 64 مليون شيقل (16 مليون دولار) من اموال تحصلها اسرائيل وتحولها شهريا للسلطة الفلسطينية.
وستدفع الاموال التي تحصل من الجمارك وضريبة القيمة المضافة ويتم تحويلها شهريا بمقتضى اتفاقات السلام المرحلية للسلطة الفلسطينية الموقعة عام 1993 للاسرة اذا ما كسبت القضية.
وقال كمال الشيخ رئيس مقر الشرطة بعد الهجوم ان رجاله لم يطلقوا النار لتفريق الحشود بسبب قلة عددهم.
عرفات أمر باعتقال بعض المتهمين
واضاف انه اذا كانت رصاصة واحدة قد اطلقت لتحول الامر الى مذبحة, وابلغ عرفات وزير الخارجية البريطاني روبن كوك الذي زار المنطقة في اكتوبر انه امر باعتقال بعض الذين شاركوا في الواقعة وان السلطة تجري تحقيقا جادا في الامر.
وقالت دارشان ليتنر محامية الاسرة (ليس هناك سابقة لالقاء المسؤولية على السلطة الفلسطينية في هجمات جرت في الفترة الاخيرة).
واضاف: ( لا شيء يمكن ان يعوض ما حدث لفاديم,, لكن ربما يكون ايلام السلطة الفلسطينية في جيبها احد سبل تحقيق بعض العدالة).
وقال الفلسطينيون في ذلك الوقت إن نورزيتش وافرايم عميلان سريان وقالت اسرائيل انهما من جنود الاحتياط وانهما ضلا طريقهما قبل ان تقتادهما الشرطة الفلسطينية الى مقر الشرطة.
إسرائيل ردت بالقصف بالمدفعية والطائرات
وردت اسرائيل على القتل بعد ساعات فقط بإرسال طائرات هليكوبتر مقاتلة لقصف رام الله بالصواريخ ودمرت مقر الشرطة.
واحتجزت وحدة سرية تابعة للجيش فلسطينيين يشتبه في انهم شاركوا في الهجوم, واصدرت السلطات الاسرائيلية اول عريضة اتهام ضد احد المشتبه فيهم في وقت سابق هذا الشهر.
واوضح جمال ابو توما محامي السلطة الفلسطينية ان السلطة مستعدة لخوض المعركة اذا تجاوزت الدعوى مرحلتها الاولى.
وقال في رده على المحكمة ان الدعوى المدنية محاولة لتحقيق (اهداف سياسية رخيصة) ولجرح الشعب الفلسطيني وقائده الحائز على جائزة نوبل للسلام.
السلطة الفلسطينية سترفع دعوى مضادة
واضاف ان السلطة الفلسطينية سترفع دعوى مضادة اذا نظرت المحكمة هذه القضية, وقال ان المسؤولية تقع على الاسرائيليين الذين اثاروا اعمال العنف مع الفلسطينيين في اواخر سبتمبر الماضي.
وقالت المحامية الاسرائيلية ان دفوع السلطة الفلسطينية (سخيفة) وانها على ثقة من قدرتها على اثبات ان الشرطة الفلسطينية لم يكن من حقها احتجاز نورزيتش وافرايم.
وتابعت: (الهدف ايا كان ما حدث هو اثبات ان السلطة الفلسطينية تسمح بوقوع مثل هذه الأمور وانه اذا حدث ذلك فان عليهم ان يدفعوا الثمن في كل مرة).
وتنفي السلطة الفلسطينية اي مسؤولية لها عن اعمال العنف وتقول انها غير قادرة على السيطرة على الغضب في الشارع, ومن المقرر ان تصدر المحكمة حكمها في وقت قريب فيما اذا كانت الدعوى للتحول الى محاكمة.
لبنان يصر على ضرورة عودة الفلسطينيين إلى ديارهم
* بيروت اعلن لبنان أول امس انه لن يوطن مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون على ارضه مصرا على عودتهم الى ديارهم.
وقال الرئيس اللبناني اميل لحود في بيان ان لبنان متمسك بحق عودة الفلسطينيين الى ارضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ولا يمكنه ان يقبل تحت اي ظرف بتوطين الفلسطينيين على ارضه).
وجاءت تعليقات لحود بعد ساعات من اعلان مسؤولين اسرائيليين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك يعتزم ان يقدم للفلسطينيين المزيد من اراضي الضفة الغربية مقابل المرونة في مسألة عودة اللاجئين.
ويأوي لبنان 360 الف فلسطيني نزحوا من ديارهم خلال الحرب في عامي 1967 و1948 وهم محرومون من معظم الحقوق المدنية في لبنان.
وأسهم وجود اللاجئين في اندلاع الحرب الاهلية في لبنان عام 1975 وترى الحكومة في وجودهم تهديداً محتملا للتوازن الطائفي في البلاد.
ويعقد مفاوضون فلسطينيون واسرائيليون محادثات منفصلة في واشنطن هذا الاسبوع على امل استئناف محادثات السلام ووقف 11 اسبوعا من اعمال العنف التي راح ضحيتها 329 شخصا كلهم تقريبا من الفلسطينيين.
|
|
|
|
|