أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

القرية الالكترونية

تجريد إلكتروني
إنترنت لِك عليه!!
عبدالعزيز أبانمي
لأسباب دراسية وأكاديمية بحتة، لم تتسن لي خلال الثمانية عشر شهراً الماضية، فرصة القيام بالزيارة السنوية المعتادة للمملكة العربية السعودية وهي الزيارة التي ينتظرها دوماً الآلاف من الطلبة السعوديين ممن كان لهم النصيب الطيب في إكمال دراساتهم في مختلف أنحاء العالم بحثا عن الجديد والمفيد على الصعيد الشخصي وصنعاً لكفاءات يأمل الجميع منها ان تخدم وطنها، ومثل هذه الزيارة ينتظرها هؤلاء الطلاب بفارغ الشوق وعظيم الصبر, تعيّن عليَّ خلال تلك المدة ان أبقى على ارتباط مع الوطن عبر تلك الجلسات التي نقضيها مع كل من سنحت له الفرصة في ان يزور الوطن بحيث يدور الحديث عن شؤون الوطن وشجونه، وهل هناك حديثٌ أحلى من حديث الوطن!؟ وبشكل إجمالي كان لدخول الإنترنت في المملكة العربية السعودية كحدث مميز قصب السبق في تلك الجلسات فتصبح سوالف الإنترنت المادة الدسمة لمثل تلك الجلسات مع وجود إجماع على ان هناك فرقاً واضحاً وتطوراً مستمرا في مستوى خدمة الإنترنت عن البداية مع التشديد على تميزّ مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في قدراتها الإشرافية وامتلاكها الادوات اللازمة والفّعالة في أن تتناسب خدمة الإنترنت مع البيئة السعودية الاسلامية, كل تلك الأحاديث المشجعة دارت في ذهني وأنا استقل الطائر الميمون عائداً الى الوطن قبل ما يقارب الشهر، كنت خلالها أستحضر ذلك المشهد الذي لعب دور البطولة فيه احد زملاء الدراسة والذي يداوم فيه هذا الزميل البقاء على اتصال مرئي ومسموع مع افراد عائلته من والدين وإخوان في منطقة وادي الدواسر فيما هو يرتشف الشاي في مقر سكنه بمدينة تيجي بولاية أريزونا الأمريكية عبر الإنترنت متخلصا بذلك من اوجاع الرأس التي تجلبها الأرقام المرتفعة لفواتير الهاتف الناتجة عن كثرة المكالمات الدولية,, إذا كان الأمر كذلك في وادي الدواسر فإن وضع الإنترنت في مدينة الرياض لن يختلف عن مثيله في الولايات المتحدة الامريكية من حيث سرعة الاتصال وسهولة الدخول على الشبكة, كان ذلك استنتاجي المتفائل الذي خرجت به عقب تغليب الأمر واشباعه تفكيراً، ولكنه كان استنتاجاً متفائلاً جداً ليس له على أرض الواقع اساس، وأعني بذلك الواقع الذي عشته عقب عدة تجارب فاشلة مع مقاهي الانترنت المنتشرة في جنبات مدينة الرياض، فبعد يومين من وصولي قررت حزم أمري والتوجه الى واحدة من تلك المقاهي، وما إن دلفت داخل ذلك المكان، كان الشعور الوحيد الذي داخلني هو أنني أقف على خشبة مسرح لا يقدم سوى التراجيديا المشبعة بالمآسي فاللون السائد في المكان هو اللون الاسود الحالك القتامة ودخان السجائر يملأ المكان حتى لأنك تحتاج الى استخدام يديك تتحسس ما أمامك!! عندها شكرت الله وحمدته على أنني كنت ارتدي الشماغ فهذا هو وقت تغطية الأنف به, جلست امام إحدى الشاشات وحاولت فتح موقع hotmail. com لقراءة الرسائل الالكترونية لكن الأمر احتاج الى ما يقارب 45 دقيقة لحذف الرسائل غير المرغوبة، مُضّحياً بمسألة قراءة الرسائل الى وقت آخر, لم يداهمني اليأس رغم ذلك فقد خطر لي ان شعبية هذا الموقع وكثرة زائريه ربما كانت السبب الجوهري وراء ذلك البطء وهو ما دعاني الى محاولة فتح مواقع اخرى اقل شعبية، إلا ان البطء الشديد كان الصفة اللازمة, استعذت بالله من الشيطان الرجيم وشيطان الإنترنت وخرجت أجر أذيال الحزن على حال الانترنت، لكن بارقة امل لاحت لي عندما قلت لنفسي ان غداً يوم آخر اكثر إشراقاً وان ذلك الغد سيحمل في طياته تجربة اكثر نجاحاً, وبالفعل فقد خضت التجربة في مقهى آخر في يوم آخر حيث تبين لي من اول خمس دقائق ان هناك عطلاً في الشبكة وأنه عطل مزمن حسبما أخبرني الخبير الفلبيني الذي كان بالاضافة الى اشرافه على الأجهزة الحاسوبية، يعدَّ القهوة للزبائن!! ولكي لا أطيل عليكم في سرد تجاربي الشخصية الممُلّة مع انترنت المقاهي فإن الخلاصة هي ان الأمر يزداد سوءاً في كل مرة بحيث اصبح الشريط السفلي الذي يظهر في أسفل الشاشة والذي يدل على نسبة تحميل موقع ما الشخصية الرئيسية التي تظهر لي في الكوابيس الحاسوبية التي عانيت منها لمدة طويلة عقب انتهائي من العويل على وضع الانترنت وحاله.
أعلم ان البعض سيتساءل عن الأسباب التي لا تجعلني اشترك مع احدى الشركات التي تقدم خدمة الإنترنت وجوابي هو انني شخص أهتم بأمر المال واجور الانترنت علاوة على كلفة المكالمات التلفونية جعلتني اتردد ألف مرة في أن أفعل ذلك, ثم من يُقّدم لي الضمان بعدم تكرار انقطاع الخدمة إذ من الواضح ان خدمة الإنترنت أشبه ما تكون بقناة تلفزيونية تبث إرسالها لفترة معينة في اليوم ثم ينقطع ارسالها في بقية ذلك اليوم.
ما أعلمه يقينا هو ان الجزء الأكبر من مسؤولية عدم اكتمال جمال خدمة الإنترنت في المملكة العربية السعودية لا يُمكن تحميله على اكتاف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، إذ انها جهة ذات مسؤولية إشرافية وتوجيهية اكثر من كونها جهة تنفيذية.
ربما لعب اقتصار عدد الشركات التي يُمكن لها ان تسوق خدمة الإنترنت داخل المملكة على رقم معين دوراً في غلاء الاسعار وسوء الخدمة فالاحتكار لا يُمكن ان يأتي بخير.
وربما اضطلعت شركة الاتصالات بنصيب الأسد من اللوم وهي الشركة التي تتعدد خدماتها وتتنوع مجالات عملها، فهذا النوع من الكثرة يؤدي الى تشتيت الذهن وضياع الجهود، ولنا في خدمة الجوال وما يصاحبها من انقطاعات, اوضح مثال!
ما أعلمه يقينا هو ان خدمة الإنترنت ونحن ندخل في المملكة العربية السعودية عصرا لتجارة إلكترونية ينطبق عليها القول الشعبي المشهور (لِك عليه), وسلامتكم.
abanom@aol.com
الشركة ترد
هذا وسوف ننشر الحلقة الثالثة من هذا الموضوع يوم السبت القادم وستكون مقتصرة على وجهة نظر الشركة السعودية سعودي ان لاين نكتفي به في متابعتنا لهذا الموضوع.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved