| الاقتصادية
تنتشر هذه الأيام في العالم العربي حمى المسابقات ذات الجوائز الضخمة والتي كانت في البداية تستهدف جذب المستهلكين لشراء سلعة معينة بعد ان اتضح ان هذا الاسلوب هو أحد أنجح الأساليب التسويقية الحديثة.
ولكن هناك تطور خطير يحدث في تنظيم مثل هذه المسابقات فقد أصبح العديد منها عبارة عن مقامرة مكشوفة وخاصة المسابقات التي تنظمها القنوات الفضائية ذات الأسئلة التافهة لاستقطاب اكبر عدد من الاتصالات التي تصل قيمتها إلى نحو 15 ريالاً للدقيقة فتكلف المتصل فواتير تتجاوز في قيمتها فواتير خطوط الصداقة!
وتحقق عوائد بالملايين تتقاسمها هذه القنوات وشركات الاتصالات في بلدان في أقاصي الأرض ولا أدري لماذا القسوة على المشاهدين السعوديين والعرب باختيار هذه الدول بدلاً من دول ذات كلفة اتصال أقل من تلك الدول؟!
أي ان هدف هذه المسابقات لم يعد هدفاً بريئاً لتثقيف المشاهدين والترويح عنهم لفترة قصيرة بل اصبح عملية استغلال لاحلام المشاهدين في الثراء السريع دون بذل أي مجهود مما يؤثر سلباً على قيم العمل لدى الأجيال العربية التي تعاني أصلاً من العديد من الاختلالات,,, وأصبح الكثير من المشاهدين لا هم له في رمضان سوى مطاردة هواتف هذه القنوات لعله يفوز بفرصة العمر التي لا يفوز بها الا عدد قليل قد يكون من اختيار هذه القنوات!!
ويجب المطالبة بشدة ايقاف هذه الكازينوهات الفضائية كما حدث في عدد من الولايات المتحدة الأمريكية التي منعت اليانصيب (القمار) ما لم تقم بتنظيمه احدى الجهات غير الربحية وبحيث يكون توزيع عوائده على الأعمال الخيرية وانشاء المدارس والمستشفيات,, الخ,.
وقد تم منع اليانصيب في عدد من الدول الرأسمالية رغم انه ينظم بصورة اكثر عدالة مما يحدث لدينا، فكيف يسمح به في الدول الإسلامية؟!
|
|
|
|
|