أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

الثقافية

ابداع
متاهات الحياة
تهاني بنت عبدالكريم المنقور
* في يوم جديد من أيام هذه الحياة,, لامست خصلات الشمس الذهبية شفاف وجه
ذلك الإنسان التعيس!!
لامسته,, لتوقظه كالعادة,.
فتح عينيه بتثاقل,, ثم عاد وأغلقها من جديد؛ ليفتحها وينهض من فراشه، ويصافح نسمات الصباح الرقيقة عبر نافذته الصغيرة,, والمطلة على تلك الشوارع المكتظة بالبشر والمؤدية الى تيه واسع,, تيه فارغ!!
لمح تلك الارصفة المزدحمة بالأقدام,,!!
الكل يمشي,, لا فرق بينهم سوى أن البعض يمشي في فراغ قد يؤدي به الى تيه!!
والبعض الآخر قد يصل به الى الأمان!!
* هذه زهرته,.
قد فتحت وريقاتها لتخالط انفاسها انفاس السماء,, وتمتد جذورها لتعانق الأرض,,,!!
وقد تحررت من ذاك التيه الملازم لها!
* أما هذا التعيس فلايزال تائهاً في متاهات الحياة!! ويحفر على الصخر دون جدوى!!
رغم أن الآخرين يكتبون على الماء رسائلهم فتبقى!!
هي الحياة هكذا,, أم أنه هذا التعيس فقط هكذا؟!!
(2)
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا (*)
دائما,.
حين تسير بنا الحياة عكس ما نريد,.
جين تصدمنا بواقع عكس ما رسمناه,.
نلقي بذلك كله وبكل محتواه,, على الحياة,, ونلقي باللوم على الايام المكتظة بداخلها!!
حالنا,, حال ذاك التعيس,.
الذي ينظر الى الحياة,, الى البشر,.
ينظر الى كل من حوله,, وكيف هو الحال معهم!! ولم يكلف خاطره النظر الى ذاته,, تحركاته,, إن كانت في الطريق الصحيح أم أنها عكس التيار,,!!
* ووصل به الحد,, الى نقطة التوهان,, فلم يعد يعي المعقول من اللامعقول!!
لو انه نظر الى انطلاقته,, تحركاته,,, اتجاهه,, احلامه,, واقعه,, لما كان ما كان!!
* ذلك التعيس,.
فاقد لهدفه,.
غارق في احلامه,, وعاجز عن مساواتها بواقعه!!
لذلك تضاربت عليه الامور,, واختلطت عليه الاهداف,, وأصبح تائها في متاهات الحياة!!
وأصبح حائرا,, لا يعلم نقطة البداية من النهاية!!
لا يعلم للحياة مفهوماً,, ولا معنى ,,!! لا يعلم سوى ان (حظه سيىء)!! وان الحياة معه هكذا!!
ونسي انه هو الذي بحاجة الى اعادة ترتيب,,! الى وضع حد لجنونه!! وجمع بعثرة فكره!!
(3)
* الواحد منا,,, بحاجة الى إعادة نظر في ذاته,, وفي أوراقه,, وجنونه,, حتى فكره المبعثر!!
بحاجة الى تحديد أهدافه,, وملاءمة احلامه بواقعه,, ورسم خطط سيره وفق المعقول حتى لا يصطدم بالاحباط,, والتعاسة!!
وبالتالي يلوم الحياة,, ويرمي بتعاسته وغضبه واحباطه على تلك السيدة (الحياة) وعلى الفاضل (الحظ),,!! بل يعي الخطأ,, أين!!؟ ويصحح!!
* * * إذاً,.
إليك أيها التعيس (كما تدعي!!),.
أعد ترميم ذاتك,, وكيانك,.
ونظم خزائن ذاكرتك ,, وفكرك,.
وركز بذكاء على مخططاتك,, لتصل الهدف,, ثم يرتفع حلمك الى القمة بنشوة النصر وتفخر بواقعك وحياتك,.
(4)
** همسة تحمل ملامح أصدق التعاسة ل(طلال الرشيد):
التعيس من رفض الحياة,, ورفضه الموت!!
* * * يا الله,.
أرأيتم من هو التعيس؟؟؟؟؟؟؟
هل انتم بعد كل ذلك تعساء؟!؟!؟! أم لا,,,؟!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved