أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

الثقافية

ضيعة القدس
سليمان بن عبدالعزيز الشريف
أنا لا أموت تأثرا بجراحي
لكن أموت بحسرتي ونواحي
يا ضيعة القدس التي عبثت بها
وتعيث فيها دولة الاشباح
مدت ظلام القهر فوق ربوعنا
وتزيد في قهري بكسر جناحي
قد جردوني من سلاحي غدرة
فأنا أقاتل بالحصى ذبَّاحي
لاشيء غير حجارتي ارمي بها
وعقيدة الايمان سر فلاحي
أنا لا اخاف الموت في ساح الوغي
ان الشهادة منيتي في الساح
لكنني اخشى تخاذل امتي
وركونهم للشجب والإلماح
احوالنا تحكي لمن جهلوا بها
ما كان محتاجا الى ايضاح
ماذا تفيدني النقود لوحدها
ما لم تكن مقرونة بسلاح
طفل الحجارة لم يعد في وسعه
اخذ بثأرٍ مضمخ بجراح
ودم الشهيد يضيع دون مطالب
الاشكاية امه بصياح
ماذا يفيد بكاؤها وصراخها
ما لم تصادر مدية السفاح
ولقد رضعت الحرب منذ ولادتي
خمسين عاما من بدأت كفاحي
وقضيتي لما تزل ألعوبة
بيد الكبار تدار كالمسباح
يتقاذفون بها كتسلية لهم
لا يهدفون لحلها بنجاح
فرص اليهود عليهم رغباتهم
لتفوز اسرائيل بالارباح
ونعود نحن بخيبة ومذلة
متكبدين خسائر الارواح
الهدم والتخريب اصبح شأنهم
في كل امسية وكل صباح
هدموا البيوت واهلها في عقرها
منهم غريق في المنام وصاحي
أطفالهم يجدون في احضانهم
دفء الحنان بغدوة ورواح
لكن اسرائيل لم ترحمهم
عصفت بهم عصفا كهوج رياح
(بلدوزر) والحقد كل وقوده
متمرِّسٌ متهيىء لنطاح
وترى الجدار اذا توجه نحوه
يهتز خوفا طالبا لسماح
فيهده بشراسة ويدكه
حتى يحوله كرمل بطاح
والطائرات من السماء ترشُّهم
بالموت مثل الوابل السحاح
والارض تزخر بالجنود كأنهم
بسلاحهم زمر الجراد الضاحي
يرمون ما اطلعت عليه عيونهم
مرضى تساووا عندهم بصحاح
والطفل اول ما رمته سهامهم
وعثت سهام البطش بالكداح
كم درقةٍ كم سارةٍ فتكوا بها
من دون ماذنب ودون جناح
لم يرحموا هرِما على عكازه
كالقوس يمشي مشية المرزاح
تمشي بجانبه رفيقة دربه
تهديه اِمَّا ضل كالمصباح
سحقوهما بقذيفة مجنونة
واصيب كل بنيهما بكساح
صور تذوب لها القلوب فهل ترى
امل يقوم بكثرة الإلحاح
والمسلمون تخاذلٌ وتفرقٌ
يغنيك حالهم عن الافصاح
رباه ليس لنا سواك فكن لنا
وامسح ظلام الظلم بالاصباح


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved