أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 19th December,2000العدد:10309الطبعةالاولـيالثلاثاء 23 ,رمضان 1421

المجتمـع

متروكة بدون حماية وترميم
مرَاقِبُ مدينة شقراء الدفاعية القديمة عمرها قرنان
* تحقيق : عبدالرحمن بن حمد السنيدي
في مدينة شقراء كثير من الدلالات والشواهد الاثرية والمآثر التاريخية تنطق بعراقة هذه المدينة التاريخية التي تقع في قلب المملكة العربية السعودية الغالية النابض بالاصالة والحب والخير والوفاء, من هذه الشواهد ثلاثة ابراج دفاعية حجرية ظاهرة للعيان، تلفت نظرالمواطن والسائح وهي:
1 المرقب الشمالي الطويل على الضلع الشمالي.
2 المرقب الشمالي الشرقي القصير على الجهة الشرقية من الضلع الشمالي.
3 المرقب الجنوبي يقع على الجهة الشرقية من الضلع الجنوبي.
وسميت بالمَرَاقب، جمع مرقب، اشتقاقاً من طبيعتها فهي جعلت للمراقبة والإنذار وحماية البلد من المعتدين قبل ان تعم ولله الحمد نعمة الامن والسلام في هذه البلاد المباركة على يد موحدها الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه, وقد ادت هذه المراقب وظيفتها في عصرها خير اداء لما تتمتع به من مواصفات معينة، ولوجود ابطال تحملوا على عواتقهم مهمة المراقبة والحراسة, يتم اختيارهم اوقات الازمات والحروب لمزايا يتحلون بها، ابرزها: الشجاعة والتضحية والصبر ورباطة الجأش وحدّة البصر ورهافة الحس وصدق الوطنية.
زمن بنائها
من الواضح لمن يقف عليها انها بنيت قديماً وان عمرها والله أعلم قرنان ونصف من الزمان 250 سنة جاء في تاريخ ابن غنام روضة الأفكار والأفهام، مايلي:
,, وفي سنة 1172ه اتى الشيخ محمد بن عبدالوهاب والامير محمد بن سعود ان عريعر بن دجين قائد الاحساء يريد الخروج الى نجد فامروا جميع بلاد المسلمين بالاستعداد والتحصن,, وشقراء من اوائل بلدان نجد التي ناصرت المسلمين.
وجاء في تاريخ ابن بشر (عنوان المجد) في احداث سنة 1175ه ,, وفيها بنيت الحليلة وهو البرج المعروف عند الفرعة بناه آل منصور رؤساء اهل الفرعة واهل شقراء ليكون ردءاً لبلدهم اي بلد الفرعة اقول: والحليلة مرقب حجري دائري معروف لايزال أصله قائماً الآن على الهضبة التي شرق اشيقر وشمال شرق الفرعة وورود اهل شقراء في هذا النص الخاص ببناء برج الحليلة بالفرعة فيه إشارة قوية الى ان لديهم تجربة سابقة في بناء المراقب الدفاعية, ولقد وقفت على الاصل المتبقي من مرقب الحليلة وقمت بقياساته وتصويره فوجدته يتشابه تماماً على مراقب شقراء الدفاعية الثلاثة؛ في الهيئة والتصميم ومادة واسلوب البناء.
ولنا ان نستنتج من هذا النص التاريخي 1175ه ومن التماثل في واقع هذه المراقب في شقراء والفرعة ان مراقب شقراء شيدت في زمن سابق لمرقب الحليلة بالفرعة,وجاء في تاريخ ابن بشر احداث سنة 1233ه وهي سنة حرب ابراهيم باشا لشقراء مايلي:
,,, ثم إن الباشا جر القبوس والقنابر والمدافع وجعلها فوق مرقب الجبل الشمالي فرمى البلد منه رمياً هائلاً, وهذا النص واضح لذكر المرقب الشمالي وأنه كان موجوداً قبل مجيء الباشا اي قبل عام 1233ه ومادام ان هذا المرقب موجود في ذلك الوقت فاحتمال وجود المراقب الاخرى وارد جداً، إذ لايكفي مرقب واحد لحماية البلد والدفاع عنها.
هذا ماعثرت عليه الآن في هذه العجالة من النصوص التي تبين قدم هذه المراقب.
اما آباؤنا واجدادنا الذين ولدوا وعاشوا بين احضانها فإنهم لقدمها لا يعرفون متى بنيت ولامن بناها، وإذا سألناهم عنها قالوا: الله الدايم على خلقه قبلنا وعصورنا اي انها قديمة جداً, ودليل على قدمها كذلك انها مشيدة بكاملها بالحجر ولم يدخل في بنائها مواد حديثة, وعوامل التعرية لا تؤثر فيها فهي حجر صلد مقاوم تغسله الامطار فيتجدد.
وهي ذات تصميم دائري لا يصطدم الهواء فيها اصطداماً بل ينساب من حولها دون مقاومة تذكر.
وهي مشيدة على ظهور جبال مفروشة فرشاً طبيعياً بأحجار كبار تكوِّن لها قاعدة راسخة, كل ذلك جعل هذه المراقب تطاول الزمان وتقاومه.
ولولا عبث بعض العابثين وهو قليل ولله الحمد لرأيناها كما كانت وقت تشييدها.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved