| مقـالات
الحمد لله بأن الدين الاسلامي دين تسامح ومحبة فهو يحث على تجاوز الأخطاء غير المقصودة ونبذ التنافر والبغضاء وجعل الحوار وسيلة الى التفاهم، اذ بدونه يستمر كل طرف في الاعتقاد بأنه على حق بينما الآخر على ضلال في حين قد يكون الاختلاف في عدم فهم الرأي المطروح هو اصل كل خلاف في الغالب، على ان التسامح لا يعني التفريط خاصة عندما يتعلق الامر بالجذور والتعاليم الاسلامية التي نحرص على عدم المساس بها مهما كان السبب, والمسلم القوي خير من المسلم الضعيف كما جاء في الاثر, احد القراء كتب اليَّ رسالة طريفة بدأها بما يشبه التذمر من وضعه حيث تخرّج من الثانوية العامة منذ بضع سنوات واتجه الى العمل الذي لم يظفر به وهو يعلق قائلا: لست بغاضب على احد لانني فشلت في الحصول على وظيفة، كما لست مستعجلا لأن الارزاق بيد الله، حتى كتابتي لك ليس لها اي معنى سوى ان ما تعالجه يلامس بعض جروحي انا الذي اعيش في مدينة طريف لذا فانا انصحك بتمزيق هذه الرسالة لانها تحوي تفاهات,, ثم يختتم رسالته بهذه الابيات النبطية:
يمه نشف دمعك واللي بقا منه يبس تحمدي للقليل وتصبري للكثير يمه تكفين لا تبكين بس الجوع لابد له يوم ويمله فقير دمعه ام للميت روح وللحي حسن واضعف الايمان تجبر بخاطر كسير |
انها لغة البسطاء من الناس غير الطموحين, فيا اخي الرويلي لا اريد ان تتعلم الاستسلام، انما عليك ان تستمر في بذل الجهد حتى تظفر بما يحقق طموحك والوطن يحتاج الى سواعد كافة ابنائه, ولو ذهبت الى سوق الغنم او سوق الخضار لوجدت ان هناك من ينافس من الجاليات الوافدة الذي جاء الى البلاد عاملا فتحول الى التجارة لان الرقابة الواعية مفقودة وشعار التسامح يسود الجميع وهو عين الخطأ لان النظام الذي وضعته الدولة ينبغي ان يطبق حتى نضمن حقوق المواطن في العيش الكريم في بلده, لذا فانني اتهمك بالتخاذل وليس من الفطنة بأن تلجأ الى السفر حتى تستمتع وتنسى واقعك المؤلم وتكتفي بكتابة بعض القصائد النبطية التي تعبر عن حزنك.
وأود ان أسألك لماذا توقفت عند الدراسة الثانوية؟ لماذا لا تواصل الدراسة الجامعية أو تتجه الى المعاهد المهنية حتى تضمن عملا شريفا يدر عليك الكثير دون ان تريق ماء وجهك؟ أرجو ألا تتحجج بالتقاليد التي لا تستسيغ الاعمال المهنية فهذه هي مشكلة أكثر شبابنا الذين يضيقون بالفراغ ويهملون اكتساب مهنة تضمن لهم العيش الكريم, فلنفكر يا اخي بعقل متزن ينظر الى المستقبل,, والتوفيق بيد الله.
|
|
|
|
|