| مقـالات
قال الشاعر:
قدمنا كارهينا لها فلما ألفناها، رحلنا كارهينا! |
تمعن ببيت الشعر المذكور آنفا،واحتفظ به في ذهنك لنناقشه لاحقا! ، واقرأ معي الآن ما يلي: تعرف أن البدايات غالبا ما تكون صعبة، وثقيلة ، وغامضة، ومخيفة ، ولهذا قالوا إن يوم السفر نصف السفر! , إن البدايات تمثل الخطوة الأولى إلى الهدف والغاية وعلى غرار المثل الصيني القائل:رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ، ولكنها خطوة لا تقتصر على خطوة الجسد فقط، بل تتعداها إلى خطوات الأمل، والطموح، والتخطيط، والتطلع، والخوف، والتوقعات، والنظر إلى النجاح بعين، وإلى الفشل بالعين الأخرى.
حسنا الآن وقد ذكرت ما ذكرت! نعود إلى بيت الشعر المذكور آنفا لنستقرئ ظروف البدايات والنهايات، فها هو الشاعر يخبرنا عن تردده في بداية رحلته هذه ومن ثم اقدامه على الرحيل مكرها وما ذلك إلا لأن البدايات وكما اتفقنا آنفا صعبة وغامضة ومخيفة وشاقة, يخطو شاعرنا الخطوة الأولى كرها، ولكن وبما أن الارادة هي نصف الطريق يتغلب شاعرنا على مرحلة البداية بنجاح تام، رغم ما اعتوره من مشاعر تردد وخوف في البداية, يصل إلى هدفه المكاني ليخطو أولى خطوات الاستقرار، فالبدء بتشرب شعورالألفة مع مكانه الجديد، وهكذا وكما هي الدنيا دائماً وأبدا يجتاز كل عوائق ما تعاقب من مراحل التأقلم والتكيف، وحينها، وبعد أن ألف كل شيء يكتشف أنه وكما أن لكل شيء بداية محزنة، فلكل شيء نهاية حزينة! بعبارة أخرى، كما أخبرنا الشاعر في البداية عن كراهته للخطوة الأولىلبداية البداية بقولهرحلنا كارهينا ، ها هو يخبرنا عن كراهته للخطوة الأولىلبداية النهاية بقولهرحلنا كارهينا , ماذا تعني لنا هذه المفارقات؟,, إنها تؤكد المؤكد الذي لا يحتاج تأكيدا: فقدر الانسان أن يتذوق آلامبدء النهايات! تذوقه لآلامبدء البدايات! ، مما يعني كذلك أن كراهتنا للشيء ليست بالضرورة معيارا لسلبية تبعات هذا الشيء، أو عذرا لعدم الاقدام عليه، وما ذلك إلا لأنه لا خيار لنا في دنيا يخيفنا فيهاآخر المشوار! ، خوفنا فيهامن أول المشوار! , إن الصبر على مكاره! البدايات، فاتخاذ الخطوة الأولى، قمين بدفعنا سلوانا وتسلية إلى الارتماء في أحضان ما يستجد في أفقنا من مراحل كتبت علينا قدرا ومصيرا، وإن كان من الواجب علينا أن نتوقع دائما أنه وكما أن لكل شيء بداية، ف لكل شيء إذا ما تم نقصان ,,, فنقصان,, فنقصان ,, فنهاية,,.
هل لديكمشاريع! تخشى البدء بها خوفا من أعباء البدايات أو مفاجآت النهايات؟!,, توكل على الله، وشمر عن ساعديك، واخط الخطوة الأولى الآن,,, واضعا في ذهنك أنفساد الرأي أن تترددا ، خصوصا أنك انسان شاء أم أبى فقدرهالبدء كرها، فكراهة النهاية,.
للتواصل: ص ب 454 الرياض رمز 11351
|
|
|
|
|