| مقـالات
* قبس :
(إن معرفة كيفية صنع شيء ما هي أسهل من صنعه) حكمة صينية
***
المسافة بين النظرية والتطبيق قد تتسع وتتضح في بشاعة التطبيق وقد تضيق وتتراءى في مثاليته.
تحديد المسافة يرجع إلى عوامل ترتكز على الشخصية وتفاصيل صنعها الذي ساهم فيه المجتمع بشكل أو بآخر بعد أن وضعت الأسرة اساسيات البناء، غير أن الحياة العملية تكشف هذا الجانب فالإعلامي والمعلم والتاجر وكل من يعمل يدرك أبعاد المسافة بين النظرية والتطبيق حتى الطالب الذي ينهي دراسته الجامعية يفاجأ حين يحاول تطبيق ما درس بأن الواقع العملي مختلف.
والسؤال لماذا هذه الفجوة بين ما نتعلم وما نمارس في الحياة!! وإلى اي مدى ساهمت المثل التي لقنتها إياها الأسرة ثم المدرسة في عملية الصدمة التي نتلقاها في الحياة العملية!!
كلنا في لحظات الاحباط نتساءل لماذا الاخلاص في العمل إذا كانت الفرصة تذهب للمتهاونين المستهترين!! ولماذا الوضوح في التعامل إذا كان المتلحفون بالغموض هم الذين يصلون إلى أهدافهم!!
وعلينا ألا نستسلم لهذه الهواجس لأن اليقين انه لا يصح إلا الصحيح والمثل التي تعلمناها هي موجودة وان ندرت وتطبق وان اختلفت في الشكل التقليدي المصور والمنطبع في دهاليز الذاكرة.
والحياة لا تبخل أبداً بتقديم الأمثلة للمتأمل لاحداثها حتى على المستوى الفردي الخاص, ألم تشهدك يوما على سقوط الأقنعة؟,, ألم تعطك فرصة مشاهدة النهايات المتوقعة لأولئك المزيفين؟
انها تفعل ذلك لتؤكد ان البقاء للاصلح وان المبادئ لا تفقد قيمتها عبر الازمان ولكنها تتشكل بصور مختلفة إذ ليس صحيحا ان عصرنا هو عصر الزيف وخبوء العواطف انما صارت هناك آلية مختلفة للتعبير عن العواطف وصار الصدق اكثر وضوحا بوسائل التقنية.
بمعنى ان الوعي الاجتماعي الذي هو محصلة التطور ساهم في تطوير القالب الانساني ولا اقصد ان العواطف مثلا صارت تقنية ولكن وسائل التعبير اختلفت وتطورت، ايضا سبل التعامل تميزت بوعي الانسان بأهمية الوقت ودوره في تنميته على كافة الاصعدة واهمية التفاعل والعلاقات الانسانية.
ولذلك لا أؤمن بأن الزمان بوجهه القاسي هو محصلة التطور بل أن الخير والشر وجدا منذ وجود البشرية ومثلما تلبس الشر بالتقنية وصار ابشع التحف الخير بها وصار أجمل وأعمق.
nbashatah@hotmail.com
|
|
|
|
|