| مقـالات
الإنسان السوي هو الذي يمن الله عليه بالثبات والهداية ويراعي الله في كل فعل أو تصرف ما استطاع الى ذلك سبيلا، ومن اسبغ الله عليه هذا الفضل سوف تجده دائم الاستقرار النفسي والعائلي وبكل ما يربطه بمن حوله من المجتمع.
فالابتسامة تعلو وجهه، يميل الى حب الناس، والتعاون مع من حوله، وتقديم العون للمحتاجين وفق قدراته، اصدقاؤه كثر، والمبغضون له قلة، حيث لايوجد إنسان على وجه الأرض يخلو من كارهين، أو حاسدين، ولكنه دائماً يفوز على الإشكالات التي تعترضه، فالرؤية لديه واضحة والحق هو ديدنه والرغبة في توفير المناخات النقية هو هدفه,.
أمَّا الانسان غير السوي، فهو دائم التوتر، يضيق صدره لأتفه الأمور، تتجسم المشكلات الصغيرة وكأنها جبال جاثمة على صدره، ينظر الى الآخرين بعين الشك والريبة، يتصور بأن الناس حوله نوعان: نوع منهما توافر على مكتسبات لا يستحقونها، يمعن عقله وفكره ووقته للانتقاص منهم، لأن في ذلك اشباع لطموحات فضفاضة تغلغلت الى دواخل نفسه، وبالتالي هو قاصر عن تحقيقها، ومثالب الآخرين هي راحة لنفس مريضة قد سكنته.
أمَّا النوع الآخر,, في نظر الإنسان غير السوي، فهم عبارة عن فئات خدمتها الظروف من وجهة نظره لا قدرات لديها أو امكانيات وعبر السبل غير المشروعة ارتقت الى سنام مجد ينبغي إزالته ليعودوا كما يرى إلى أرقام صغيرة لا اهمية لها.
هذا النوع من البشر، لا يستقر به حال,, فهو في رحلة دائمة من الصراع النفسي؛ فعندما تجالسه يحاول أن يستأثر بالحوار، وعلى الحاضرين الاستماع الى درره، فهو عالم بكل شيء، محيط بكل الخفايا، قادر على تحويل التراب الى ذهب، وفي لحظة يرتد الى نفسه وبدلاً أن يتحسس واقعه، ويدرك قصوره، ويعمل على مراجعة مواقفه، بهدف تصويبها، والاعتراف بالطرف الآخر، تجده يشمت بالدنيا ومن عليها وإن شئت يشتم الدينا ومن يعيش فيها.
لانها لم تمكنه من إدارة دفتها، وتحويل من عليها إلى مسامرين، أو تلاميذ مهمتهم ترديد كلمة واحدة أمامه، نعم، نعم، إن ما تقوله هو الصواب بعينه بل أنت كل الصواب أما غيرك فهم الخطأ.
المسألة ببساطة تتطلب وعياً بالذات وامكانياتها، ووعياً بالآخرين والاعتراف بامكانياتهم، فالقدرة التي يمنحها الله للإنسان في مقابلها نقيصة موجودة في داخله وفي المقابل فإن الطرف الآخر من بني البشر لديهم نفس الخاصية، اذن لا أحد قادر على إدعاء الكمال فالكمال هو لله وحده.
هذه حقيقة ينبغي ادراكها فبالوعي لها تستقر النفوس، وتهدأ ونكون جميعاً قادرين على العمل والتعاون والانسجام بشفافية حتى وإن كنا لا نعرف بعضنا أو قد رأينا بعضنا فأنت وأنا وهم وهن نشكل جميعا مكونات المجتمع.
أسأل الله لنا جميعاً القلوب الصافية والنفوس الصحيحة القادرة على محبة الآخرين مثلما نحب نفوسنا.
* * *
** ردود:
الأخت أسماء: أشكرك جداً على متابعتك لما اكتبه ممتناً بالكلمات الطيبة التي ذكرتيها وأضيف: إن مهمة الكاتب هي التعبير بصدق عن وجهة نظره وليس إدعاء أنه يملك الحق والحقيقة وإنما أن يكون صادقاً مع الآخرين, أشكرك مرة أخرى.
الرائد أبوخالد: أشكر لك ملاحظاتك على مقال الثلاثاء الماضي في (الصميم) وقد استفدت مما وفرته لي من معلومات تؤكد ما ذهبت إليه حول حزب العمل الصهيوني الإسرائيلي.
زميلي د,فارس الغزي: مع التقدير الأخوي شاكراً لك ملاحظاتك حول الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي الأمريكيين في مقابل الحزبين الصهيونيين في اسرائيل سوف تراها قريباً.
|
|
|
|
|