| تحقيقات
* تحقيق - سميرة عبدالله
إنها الحياة لا تنتظر احد لا تسأل عن السعيد لا توقف ثوانيها ودقائقها عن التسارع ولا تدري عن حزين يعقد الآمال على الغد القريب البعيد من يوقف الثواني ويصارع الدقائق من يعطل سير الساعات والايام من يغتال الشهور والسنين,.
قالت هذه الكلمات وهي تصارع العبرات,, ليس الآن فمازال لديها الكثير,.
اخذت نفسا عميقا لتصل ما نقطع,.
وقالت ما اصعب الانتظار وما اصعب ان تكون سنوات العمر كلها انتظارا,.
ولكن من المسؤول؟
الاسرة,, المجتمع,, التقاليد,,,!
من وأد احلامي واحلام كل فتاة يطلق عليها عانس.
لقد سمحت لنفسي بتصور جزء بسيط مما قد يدور في خلد شريحة غير بسيطة من مجتمعنا ولكن تصوري غير كاف فكان لابد من اجراء هذا التحقيق واستطلاع آراء المعنيات بهذه القضية:
* الاخت فاطمة أ مديرة مدرسة:
قدقطفت من زهور عمرها 45 زهرة وهي في انتظار فارس الاحلام وقد أتى ولكن لم يجد سوى الرفض,, الرفض,, الرفض.
اراد والدي ان اكمل دراستي وكل ما تقدم لي احد فكر في الدراسة الى ان تخرجت وملكت الوظيفة ومازال الخطاب يتقدمون لي واحدا تلو الآخر,.
ووالدي يرفض من اتى ومن راح فقد وضع وظيفتي سدا حاجزا بيني وبين فارس احلامي حتى انني تمنيت انها لم تكن,, والآن يصل راتبي الى آلاف الريالات,, وفي المقابل آلاف الحسرات,.
والدي طماع
* اما الاخت خديجة م ، معلمة فتقول:
تكمن مشكلتي وللاسف الشديد في طمع والدي وحرصه الشديد على المال فهو يرى ان تزويج أي من بناته يحمله الكثير من الخسائر ولا ادري افضل ان اقول لحسن الحظ ام اقول لسوء الحظ.
فأنا الثالثة في شقيقاتي وكلنا معلمات ولله الحمد.
ومشكلتنا هي هذه الخصلة الرديئة التي تطوي سنوات عمري واعمار الكثيرات من جيلي فالوقت يمضي واليوم مثل الامس اي لا يوجد ما ننتظر.
وماذا يقال في مثل هذه الاحوال ان خلاصنا بوفاة والدنا لا,, فليعطه الله طول العمر ويعيننا على ما قدر لنا.
مازلت انتظر
* وتقول الاخت مريم س:
قد قضيت من العمر الكثير وانا انتظر فارس الاحلام وكان يمر امامي كالأحلام التي أتمنى ان تتحقق ولكن,.
والدي ولله الحمد ثري ولكن كان ثراه سببا في انهيار عواطفي واحاسيسي واضاعة عمري عبثا فها هو لا يريد ان أتزوج الا من كان له الكثير من الاراضي والعقارات جعلني سلعة للبيع يبيعها كيف يشاء ولمن يريد,.
ولكن كل من كان يتقدمون لي من اصحاب الدخل المحدود وكانت تلك البداية وهذه النهاية.
فأنا الان انتظر الخروج من الدنيا لانها اغلقت في وجهي جميع الابواب بقضبان من حديد وكان لها حارس وللاسف هو والدي فأنا عندما ارى ابناء الفتيات اللائي في سني او ما يقاربها على وشك التخرج أو على وشك الزواج تصيبني حسرات وتتساقط من عيني العبرات واجد الشفقة منهن والسبب في ذلك اقرب الناس الي.
لست وحدي
* وتضيف الاخت امنة س موجهة:
ان هذه ليست مشكلتي فقط وإنما مشكلة اي فتاة فاتها قطار الحياة وهي تنتظر شريك حياتها لتستقل وتثبت انها شجرة طيبة تنبت أثمارا طيبة.
ولكن للاسف لا حول لها ولا قوة ولا تملك خيار امرها وتبرز المشكلة من اولياء الامور فهم يملكون زمام الامر كله ويحركونه كيف يشاؤون وهم الذين يسألون ما له وما عليه وكم سيدفع مهرها وكسوتها ومسكنها ومشربها ومأكلها وكأنه ليس نكاحا وانما بيع وشراء ونسوا أو تناسوا ما حثنا عليه نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم وهو النكاح في الاعمار البادئة في سن البلوغ واخبرنا ان من وفق بين اثنين له جزاء عظيم وقال زوجوهم ولو بخاتم من حديد.
والآن العكس هو الصحيح زوجوهم بصب من ذهب او بالاراضي والعقارات وليس بصاحب الدين والاخلاق والالتزام.
وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل الشاب السعودي يترك بنات بلده ويتجه الى البلدان الاخرى للزواج وهو مجبور على ذلك رغم اختلاف العادات والتقاليد ونمو الابناء في بعد بعيد عن العمق الاجتماعي.
فهم لا يرغبون في تركهم دقيقا تنثره الرياح حيث تشاء ولكن السبب هم الاباء الذين يفكرون في العادات والتقاليد والمهور الغالية وينسون القيم والاخلاق ويتبعون اهواءهم وغريزتهم في حب المال وجمعه ولن يجدوا منه سوى الرماد.
وسيجدون في قلوب بناتهم الحقد والحزن والاسى والحقد عليهم لما حرموهن منه وهن خلقن من اجله ألا وهي (الامومة) والحزن والاسى على انفسهن لان العنوسة تشاركهن في حياتهن ولن يجدوا الآباء المحبة والمودة والرحمة من فلذات اكبادهم لانهن قد حرمن منها وفاقد الشيء لا يعطيه,.
وتضيف آمنة تقول آبائي الاعزاء ومن جعلهم الله اسبابا لوجودنا عيشوا مع زهور بساتينكم وساقطوا عليهن قطرات من ندى حنانكم واعطوهم شيئا من حقوقهن ولو القليل.
وستجدون في قلوبهن الرأفة والرحمة والمودة وعوضهن عما فات وقوا ايمانهن بالله وافتحوا لهن ابواب الامل لما هو آت.
ولا تجعلوهن يتحسرن على الامس,,او الخوف واليأس من الغد القريب والحل بايديكم.
أرهقوهم بالتكاليف
والآن بعد ما عشنا مع الاخوات اللاتي حرمن من الحياة وما هؤلاء إلا قطرة من انهار وما هؤلاء الا قليل ممن اصبحن هشيما تذروه الرياح,, رأينا ان نستكمل طرحنا من خلال رأي الشيخ احمد بن يحيى النجمي والذي قال عن هذا الموضوع:
ان الدين يكرهه في غلاء المهور نظرا لما يؤدي اليه من بقاء النساء في المنازل وتعنسهن وعدم الوصول اليهن من اجل الغلاء الذي يحصل في المهور والتباهي بها وبشروط ليست في محلها مثل الزيادة في الذهب وان يشترط لوالدها كذا ولوالدتها كذا ولخالها كذا ولعمها كذا ويشترط على الرجل عند الدخول على المرأة كذا وعندما تجلس على كرسي التربيعة (كرسي المسرح) وعندما تلبس النعلين للنقول الى منزله كذا وغير ذلك من الامور التي صورها لهم الشيطان فيرهق الزوج ويتحمل من الهموم التي تكون وجيعة في ليله وهمومه في نهاره.
فهذه الامور التي تترتب على غلاء المهور تدفع الشباب والشابات الى فعل الحرام وتجرفهن الى هاوية كانوا في غنى عنها لو سلموا من تعند الاباء والامهات وانشطاطهم في الشروط انما يراد بها كسب المال والتباهي لكي يقال فلانة حصلت على كذا وعندها كذا من الحلي وما شابه ذلك.
ومن هذا يقال الكبت يولد الانفجار.
فاذا ما بقي المجتمع متماسكا ومصرا على الفضائل التي يدعو اليها ديننا الحنيف فان البعض منهم سيقع في طائلة الحرام شاءوا أو أبوا وإنا لله وانا اليه راجعون,وهذه هي عاقبة التغالي في المهور فنسأل الله ان يصلح الآباء والامهات حتى يتركوا تلك العادات التي تجرف الى الهاوية.
** من المحررة:
والان وبعد جهد جهيد وشقاء وعناء وحزن بلا حدود نترك الرأي لمن تولوا امور فلذات اكبادهم ونبضات قلوبهم وبلسم جروحهم ألا وهم الاباء والامهات فبأيديهم الحل.
|
|
|
|
|