| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشباب هم عماد الأمة وهم الجيل القادم لها وفي شبابنا الخير الكثير، غير ان فئة منهم بحاجة الى من يمد لهم يد العون والمساعدة، فليس غريباً او عجيباً أن تراهم إذا جن الليل وأسدل الظلام رواقه في الشوارع والأسواق وغير ذلك وهم في غفلة عن آبائهم وأمهاتهم، هم بحاجة الى المساعدة والوقوف معهم، فإن فعلهم هذا ضياع للاوقات والأموال وهدر واستنزاف لأشياء كثيرة، فالقرآن الكريم والسنة النبوية بيّنا أهمية الوقت، فقد أقسم الله في مطالع سور عديدة من القرآن مثل: الليل والنهار والشمس والقمر والضحى والعصر، وإن الله اذا أقسم بشيء من خلقه فذلك ليلفت أنظارهم وينبههم عليه، وجاءت السنة النبوية تؤكد قيمة الوقت وتقرر مسؤولية الانسان عنه أمام الله يوم القيامة، فعن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به).
وجاءت الفرائض الإسلامية والآداب الإسلامية تثبت قيمة الوقت والاهتمام به، وانظر الى أحد الشعراء بعد بلوغ المشيب يتمنى عودة أيام الشباب فيقول:
ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب |
واعلم أخي الشاب أن ما مضى في الوقت لا يعود ولا يعوض، فالوقت أنفس ما يملكه الإنسان لأنه سريع الانقضاء وأنه إذا مضى لايعود, فبعض شباب اليوم يجهلون معنى الوقت فتجدهم دائماً في الطرقات وفي الأسواق بدون فائدة تذكر وتجد الشباب دائما في (التفحيط) و(التطعيس) أين الرقيب على هؤلاء, هل فشل الآباء في ملاحظة أبنائهم أم فشل رجال التربية والأمن في القضاء على هذه الظاهرة, لا أود ان ألقي التهمة على احد معين إن المسئولية مشتركة، والمسئول الأول هو الفراغ، لذلك يجب ان نأتي بسكين العمل وننحره، فالشباب طاقة وعلينا ان نوجه هذه الطاقة بدل هدرها، وحينما كان الغاز ينير المنطقة الشرقية من آبار البترول ضج الخبراء يشتكون من هذا الهدر لهذه الطاقة الجبارة وما نامت أعينهم حتى اكتشفوا الوسائل الأكيدة للقضاء على هذا الهدر، والآن ألا يحس القائمون على التربية أن هناك هدراً لطاقات الشباب، بلى إن هناك طاقات معطلة لشبابا يجب ان تحمى من الهدر، إن الشباب هم الطاقة لسفينة الأمة, وعلينا أن نعبىء الطاقات، لتمر سفيتنا مسرعة نحو المجد والعلا.
إنما رأيته في شبابنا الذين يتسكعون في الشوارع أمر محزن وحين أقارن شبابنا بمحمد الدرة وأترابه الذين يتصدون لأعداء الأمة بحجارتهم أطرق خجلاً وحزناً.
إنني من هذا المنبر الصحفي ادعو جميع الشباب لاستنفار الهمم ورفع المعنويات والقيام بحفز جميع الطاقات، فإن الغد لا يحابي العاجزين، وإذا لم تكن للانسان الا الساعة التي هو فيها فلماذا يضيعها، لماذا لا يستغلها في طاعة الله، في نصرة الحق، في فعل الخير في إشاعة المعروف.
ومن البلية حقاً أن تمر بأمتنا الاحداث تزلزل الجبال فلا تعتبر ولا نتغير ولا نحرك ساكناً، كأنما هذه الاخبار والأحداث التي حولنا مسرحية أو تمثيلية تؤدى، فيجب أن نستيقظ من هذه الغفلة.
وأنت ايها الشاب إن ضمنت حياتك الى الغد فإنك لا تضمن المعوقات من مرض او شغل، او بلاء نازل فلا بد من المبادرة الى فعل الخيرات وأداء الواجبات واستثمار هذا الفراغ، فالفراغ نعمة من نعم الله عليك وكثير من الناس يغفلون هذه النعمة ويجهلون قدرها ولا يقومون بحق شكرها,فأنت أخي الشاب فارغ من المشاكل الدنيوية ومعوقاتها وعليك باغتنام هذا الفراغ.
أحمد بن إبراهيم بن صالح الطويان كلية اللغة العربية -القصيم - بريدة
|
|
|
|
|