| عزيزتـي الجزيرة
ربما يظن من يقرأ العنوان أعلاه,, أنه مبالغ فيه، لأن القراء الأعزاء قد اعتادوا عمن يكتب عن إدارات التعليم:
إما أن يكتب بسبب نل معلم على حساب معلم آخر، وإما بسبب ترشيح معلم للإشراف أو الإدارة أو غيرها,, على حساب آخر، وإما بسبب مشكلة تشاجر أو تضارب معلم وطالب أو معلم ومعلم، أو وقوع بعض المعلمين في شرك الدروس الخصوصيّة وتبعاتها,.
ومهما كثرت المشاكل أو انتشرت رائحة الواسطة في منطقة ما انتشاراً يجلب الصداع لمن له واسطة! بَلهَ من ليس له واسطة,.
مهما وصلت الأمور إلى هذا الحد، فليس في ذلك غرابة، وموضوع الواسطة أمر واقع لامحالة، ولايختفي إلا إذا شوهدت العواطف كما تُشاهد أصحابها، ولا أظن عاقلاً ينكر وجود هذا؛ قد ينكر وجودها عنده,, هو؛ لكنه لايستطيع نفيها عن الآخرين، وإنما نحسب الناس والله حسيبهم، وتبقى المسألة فيها:
بين صدق في الشكوى، وصدق في النفي؛ يظهره (أي: الصدق) في كل منهما الحجج والبراهين التي يجب ان تكون ظاهرة بحجم من هي عليه.
وأتذكر بهذه المناسبة أبياتاً طريفة للدكتور غازي القصيبي,,,, من حوار شعري طريف دار بينه، (وهو الذي طالما كشّر في وجه الواسطة أقصد الواسطة بعينها وصرح بعدم قبوله لها)،,, وبين الشيخ عبدالله بن خميس ؛ انظر إلى الواسطة في نظر القصيبي ، ثم انظر موقفه من الواسطة التي جلبها له الشيخ ابن خميس , قال الدكتور القصيبي:
رأى الوساطات بين الناس ماشيةً إن الوساطة أفعى ذات إنجازِ! فوسَّط الشعر، لم يظفر بواسطة سوى القوافي،,, وإكباري واعزازي! |
أقول لأن الناس اعتادوا على أن من يكتبون لاتخرج كتاباتهم عن ذلك،,, قد يشعرون بمبالغة من يكتب مثلي؛ إذ هو أمر غريب بالنسبة لهم,, ولكن حدة الشعور بالمبالغة والإحساس بالغرابة، ستتلاشى إذا علموا أن العنوان أعلاه,, لمقالٍ كتب بسبب تأخر صرف الرواتب لمدة تزيد عن عشرة أيام! يتفاوت في هذه المدة المعلمون؛ ولكن التأخر لكل من تأخر راتبه، لايقل عن هذه المدة, وهم كثر، ولايقلل من شأن الموضوع لو فرضنا جدلاً ونزولاً عند الحوار الكلامي أنهم قلة، فربما يقل بيوم أو يومين عند من لا أتذكره الآن ان لم يزد! القصة بدأت في وقت يجعلها تزداد مرارة,, في وقت استبشار المعلمين بمنطقة الحدود الشمالية، بأن صرف رواتبهم سيكون بواسطة السحب الآلي من مكائن الصرف لدى البنوك,, الأمر الذي أدى بأولئك (وأنا منهم)، إلى التشاؤم من الخبر، ومن مكائن الصرف، ومن البنوك، ومن إدارة التعليم؛ وذلك لكثرة ماترددوا على الثلاث الأخيرة,, فمن مكينة صرف ليس لديها إحساس ! إذ لو كان لديها لما ظهر على شاشتها، ولمرات متعددة دون مداراة للشعور والإحساس: (الرصيد: 00:01),, إلى الاثنتين الأخيرتين: (البنوك، وإدارة التعليم) اللتين جعلتا شدة أثر مكينة الصرف، ولو كان صعباً في البداية، يخف؛ لتخسر,, هي، وتفوز الاثنتان عليها في سباق حرب الأعصاب؛ لأنهما، (وإن أكبرنا بشاشتهما بادىء ذي بدء)، ,, جعلتانا مرمطة ,, الأمر الذي حصلت على السبق فيه (وللأسف) إدارة تعليمنا في المنطقة الشمالية، بسبب إحساسنا بأنها تضحك، علينا كلما اتصلنا بها،,, بوعود من مثل: (اذهب إلى مكينة الصرف فوراً!!) إلى: (اذهب وتأكد! الموظف الفلاني أخبرني أنه وضعها في البنك!!) وإلى مثل: (الظاهر أن البنك لم يدخل في الحساب شيئاً؛ تأكد من موظفي البنك!!),, حتى وصل الأمر إلى بداية الشدة من مثل: (أقول لك: اذهب إلى البنك فراتبك فيه، يارجل!!!)
,, وهذا ماجعل البنك يخسر في سباق حرب الأعصاب ضدنا؛ لأنه التزم إجابة واحدة يخفف أثرها (الابتسامة) و (تفضل بالجلوس) وهي: (لم يصلنا شيء من إدارتكم الموقرة ولو وصل فلن تحتاجوا لنا في ظل وجود مكائن الصرف!),, وليس مثل الفائزة في السباق التي,, (وعلى الرغم من كثرة اتصالنا عليها,, وانتظارنا المقسم ليحولنا,, ثم يرد علينا) لم نحصل منها إلا على الكلام غير الثابت، وزيادة فاتورة الهاتف والجوال,, وصرف بنزين السيارة بين (رايح وجاي),, ومعرفة أرقام تحويلات إدارة التعليم!!
بل وصل الأمر بهم بعد ان ضاق ذرعنا وقلنا لهم: (شوفوا لنا حل وإلا,,) إلى التمادي في الاستخفاف بنا من (الرجاء بعدم الثرثرة!!),, إلى (أن الإدارة كلفت شخصاً كاملاً فرغ لأجل هذا الموضوع يوماً كاملاً!!),, و (انتظروا غداً بالكثير!!)
وهل نملك إلا أن,,، ولو كان إحساسنا بمصداقية ذلك، ليس الإحساس المطلوب؟! ومعنا الحق في ذلك لوصول المدة إلى ماذكرت!
فهل نحن مخطئون في الشكوى؟!
عموماً، نحن لانطالب أحداً بتعويض! أو نسأل عن سبب التأخير! أو نتساءل عن مصير رواتبنا في هذه المدة!!
إنما نطالب من خلال منبر عزيزتي الجزيرة ، ونبتهل إلى الله في هذا الشهر الكريم ان يتحقق، ليس لشيء؛ وإنما جميعكم يعرف شأن العيد والبزران! ,.
فهل أذكر هذا الأمر الخطير الذي نطالب فيه أم أنه واضح؟!.
أنا أطالب كغيري بمبدأ: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه!!!
قد يُنكر كون المعلم أجيراً من يستبعد نزول عرقه في الشتاء.
وإليكم وإلى التعليم والتربية خالص دعواتي
وعلى دروب الخير نلتقي إن شاء الله.
مشهور الصامت الحدود الشمالية (رفحاء)
|
|
|
|
|