| رمضانيات
يأتي شهر رمضان المبارك في كل عام حاملاً معه الخير والثواب، وفرصة دينية عظيمة لتقوية اواصر الترابط الإنساني فيما بين افراد المجتمع المسلم الذي يجد في هذا الشهر الفضيل مناسبة للتواصل بين الاقارب ومساعدة المحتاجين ومد يد العون لهم وتتميز المنطقة الشمالية من المملكة بمظاهر من العادات والتقاليد الرمضانية الاصيلة التي توارثها الأبناء عن الاجداد والتي لا تزال تتجسد الى يومنا هذا في حرص هؤلاء الابناء على تفعيلها مع حلول كل شهر كريم.
ويختلف صيام شهر رمضان عن الاعوام السابقة كما يقول العم راضي الرويلي الذي يعود بنا بالذاكرة الى الوراء قائلاً: اتذكر اول شهر رمضان صمته وكان عمري آنذاك ثلاث عشرة سنة في صيف حار جداً ولم تكن موجودة في ذلك الوقت مكيفات بل مراوح تشعل المكان حرارة فكنا نعمد الى الشراشف لنبلها بالماء ونتلحف بها لتبريد اجسادنا، كما ان نهار الصيف كان يمتد لساعات طويلة فكانت اكثر معاناتنا في هذا الحر من العطش الشديد، ولكن اليوم وفي عصر التطور اصبح الصيام ولله الحمد لا يشق كثيراً على المسلم لوجود التكييف في كل مكان سواء في السيارة او المنزل، كما ان قدوم شهر رمضان في فصل الشتاء نعمة من الله عز وجل على عباده.
ويشارك فرحان صقر البلعاسي برأي حول هذا الشهر الكريم قائلاً ان البعض من الناس يجد في قدوم شهر رمضان المبارك فرصة كبيرة للتزاور وصلة الارحام، وذلك بالطبع يكون بعد انتهاء الإنسان من واجباته الدينية وخروجه من صلاة التراويح حيث تجتمع الاسر مع بعضها في جو عائلي جميل يقام خلاله السحور وقد تمتد هذه السهرات احياناً الى الفجر اذا لم يكن هناك عمل في اليوم التالي، كما يقيم الاصدقاء بينهم عشاء سحور دوري كل يوم عند احد منهم بحيث يكون شهر رمضان فرصة للتجمعات والتواصل بين الاصدقاء والاقارب.
وطبعاً هذه موجودة لدى العامة في اغلب فترات السنة ولكنها تزداد تماسكاً وتواصلاً مع قدوم شهر رمضان.
ويصف هادي فرحان العنزي في الحديث الشهر الفضيل قائلاً: يتبادل الجيران فيما بينهم الاطباق الرمضانية المختلفة من الطعام حيث تقوم كل امرأة بإرسال عدد من الاطباق مع ابنائها الى الجيران قبل موعد الإفطار ويسمى هذا عند بعض الناس بالغريف فيما ترد عليها الاخرى بما اعدته من اصناف لاسرتها بحيث تكون الموائد مشتركة في إعدادها بين الجيران فتشاهد قبل الإفطار بقليل العديد من الاطفال يتصادفون في الطرقات حاملين معهم الصحون، ولايتوقف هذا فقط على الجيران بل يبادر اهل الخير في الحي الى مساعدة الاسر المحتاجة والفقراء بإرسال الطعام اليومي لهم بالإضافة الى التبرعات المالية وما تجود به نفوسهم حباً لعمل الخير في هذا الشهر الكريم.
كما تحدث السعيدي فدنان عن ذكرياته وانطباعاته عن شهر رمضان بقوله: ان العديد من اهل الخير يقومون بإقامة مأدبة فطور يومية او متقطعة يدعون اليها الاشقاء المقيمين من الجاليات المسلمة الذين يقطنون الحي او يعملون عندهم في المحلات والمؤسسات وذلك رغبة منهم في الحصول على الاجر والثواب الذي يتضاعف في هذا الشهر الكريم وقد يقيم بعضهم خياماً لإفطار الصائمين او يتبرع اهل الحي معاً بإقامة مشروع افطار صائم في المسجد القريب لمساعدة المحتاجين والفقراء والمقيمين فيما بادر اصحاب محطات المحروقات على الطرق السريعة الى تقديم وجبات إفطار رمضانية للمسافرين مجاناً آملين كسب المزيد من الاجر والثواب الذي يتضاعف في هذا الشهر.
وتحدثت ام خالد عن الاطباق المختلفة التي تزين موائد رمضان في الشمال حيث قالت ان اكثر الاطباق المعروفة وتحتل مكاناً رئيسياً في السفرة الشوربة والتمر المطعم بالسمن والسمسم والقمح وكذلك السمبوسة والقطايف والكبسة والمنسف الذي هو عبارة عن ارز باللبن والصنوبر والمقلوبة وهي ارز يخلط معه الخضراوات المنوعة وهناك ايضاً الملوخية والمحاشي من الكوسا والملفوف المحشي بالأرز واللحم، وهذه الأطباق بعضها معروف لأهل الشمال منذ القدم والبعض الآخر تعرفوا عليه من الدول القريبة ومن الإخوة المقيمين إضافة الى ما تعلمته بعض السيدات من كتب الطبخ وبرامج التلفزيون,, أما عن الحلويات فهي كثيرة ومتنوعة وتذكر منها لقمة القاضي والمهلبية والكراميلا والهريسا وغالبيتها يتم حالياً إحضارها جاهزة من المطاعم والأسواق.
وعن العمل في رمضان يقول ياسر لافي الأشجعي العمل في رمضان لايختلف عن غيره من الشهور الاخرى وليس صحيحا ان فيه يتكاسل الموظفون عن اداء اعمالهم بل العكس في قدوم رمضان دافع معنوي للمسلم وحافز له للإخلاص في عمله والتفاني التام فيه وعدم الإهمال او تأخير المعاملات او التقاعس عن خدمة المواطنين فكل إنسان في هذا الشهر الفضيل يطمح الى الحصول على الأجر والثواب الجزيل عن عمله، لكن بالنسبة للدراسة فأعتقد أن موعدها غير مناسب لأن الطالب يكون مشغولا في كثير من الأمور الأخرى كالمشاركة في الدورات الرمضانية ولعب الكرة والسهر مع الأصدقاء ومتابعة برامج التلفزيون فمتى يكون لديه المتسع من الوقت للمذاكرة ومراجعة دروسه؟ متمنياً ان يتم ايجاد الحل لها في الأعوام الدراسية القادمة.
|
|
|
|
|