| محليــات
نشر قبل أيام خبر في إحدى الصحف المحلية مفاده,, أن اربعة مدرسين تم تعيينهم ضمن مجموعة من المدرسين المعينين الجدد,, وبعد عدة أيام من التعيين ومباشرتهم للعمل في مناطق مختلفة من المملكة,, اتضح للسيد الكمبيوتر,, العائد لوزرة الخدمة المدنية,, أن التعيين كان خاطئاً,, وأن ما حصل,, كان سبقة لسان من السيد الكمبيوتر,, وانه قد لخبط فعيّن هؤلاء عن طريق السهو,, وعندها,, كانت معالجة خطأ الكمبيوتر بكل تلك البساطة خطاب للمذكور,,وترانا عيَّناك خطأ,, وما فيه وظيفة ولا شيء,, وارجع من حيث أتيت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
** أليس هذا مشهدا يشبه الكاميرا الخفية ,, وهل وزارة الخدمة المدنية تمارس مثل هذا المشهد؟
** خريج جامعي قدم أوراقه لوزارة الخدمة المدنية يتطلع إلى وظيفة,, وتتطلع معه أسرته ومن حوله,, ليبني بها حياته ومستقبله,, يراجع الوزارة مابين وقت وآخر,, ثم يعين ويتلقى التهاني والبشائر,, وتشرق الدنيا في وجهه,, ثم يسافر إلى منطقة نائية بعيدة,, ويتكبد مع عناء السفر ومشقته اسلافاً وديوناً أو ليس سيتسلم مرتباً ثم يسدد هذه الديون والأسلاف من الراتب؟
** ثم يقال له وبكل بساطة ولا مبالاة,, نحن عيَّناك خطأ,, والكمبيوتر أخطأ,, وارجع من حيث أتيت وليس لك وظيفة,, وتخصصك غير مطلوب أصلاً,, لتتبخر أحلامهم هكذا وبكل بساطة,.
** المشكلة,, أن أحدهم تكبد عناء السفر,, وسافر إلى هذه القرية وباشر,, ثم لدغته حيَّة.
** نعم,, لدغه ثعبان ونُوم في المستشفى وبعد خروجه سالما معافى من سم الثعبان,, أعطوه خطاب الطرد,, وكأن المسكين سافر ليخسر فلوساً ويحصل على عضة ثعبان سام,, ويعايش شبح الموت من سم الثعبان,, ثم يعود أدراجه بخطاب تعيين,, وخطاب طرد.
** ليعود إلى بلده ليسدد ديونه من هنا وهناك,, أوليبتلش مع أولئك الذين سلَّفوه ولم يكسب سوى لدغة ثعبان والفشيلة .
** أتمنى أن يكون هذا الخبر غير صحيح,, أو أتمنى على الأقل ان يكون مبالغاً فيه ولكن,, ماذا نعمل بتلك الصحيفة التي نشرت صور التعيين وصور الطرد,, وصور الخطابات وارقامها وتواريخها بكل دقة,, بل ونشرت أسماء الاساتذة المعينين المطرودين.
** لو كنت في مكان وزارة الخدمة المدنية لفكرت كثيراً في مشاعر هؤلاء المدرسين المساكين ومشاعر أسرهم ومشاعر المجتمع وسمعة الوزارة قبل أن أكتب مثل هذا الخطاب الذي يقول,, إن التعيين كان خاطئاً.
** لو كنت في مكان وزارة الخدمة المدنية,, لما تعاملت مع اللوائح والقوانين بهذه الغلظة,, ولأقنعت نفسي أن القانون ليس أصماً ولا أعمى وبهذا الشكل الذي تم طرد هؤلاء المساكين.
** لو كنت في مكان وزارة الخدمة لتدبرت الامر وفكرت جلياً,, فهذا خطئي وليس خطأ هؤلاء المساكين,, فلماذا أتخلص من خطئي بتلك البساطة وألزِّقه في هؤلاء وبهذا الشكل المخجل؟
** هل هو هين على شخص يأحذ خطاب تعيين كان ينتظره منذ خمس وعشرين سنة من ولادته ثم دراسته التي استمرت 16 سنة,, وبه مستقبله وحياته ثم يتباشر به مع أقاربه ومحبيه ثم يسافر ويكابد السفر ومشاقه وديونه ثم يقال له بتلك البساطة ترانا هوَّنّا؟!! والمسألة كلها لبس؟!!
** اين يحصل هذا,, وكيف يمر بتلك البساطة,, وهل هان علينا الخرِّيج إلى تلك الدرجة؟
** على وزارة الخدمة المدنية ان تتحمل خطأها,, ويستمر تعيين هؤلاء إن كان الكلام المنشور صحيحاً .
** التقرير الذي قرأناه في تلك الصحيفة,, فوق أنه طريف ومضحك بالفعل,, إلا أنه مأساة وموجع ويقهر .
** نتمنى ألا يمر بتلك البساطة ونتمنى ان يعاقب كمبيوتر وزارة الخدمة المدنية,, حتى لايخطىء مرة أخرى ويُعين 40 أو 400 أو أربعين ألف شخص سهواً,, وعندها,, كيف سيتم كتابة خطابات اعتذار لأربعين الف شخص.
** المشكلة كبيرة بل وفشيلة حتى لو حاولنا تهوينها,.
** أما المسكين الذي ذهب ليحصل علىلدغة ثعبان فمأساته مضاعفة,, وكان الله في عونه,.
وخيرها في غيرها.
|
|
|