في لحظة تأملية هادئة وجدتني أغرق بين سطور هذا الكتاب، وأقف طويلاً أتأمل روعة معانيه,.
استوقفني أكثر من قصيدة وأكثر من معنى يختبئ بين الكلمات قال اتبعني وما أحببت شيئا إلا أماتني وأحياني كطيف ثم,.
صار غريبي .
حقيقة تفرض نفسها أحياناً,, أن تحب شيئاً ما ويأسرك حضوره ويستبد بك، ثم تتبعه مغمض العينين لتجده في النهاية سبباً في قتلك، وعلى أبسط الاحتمالات سبباً في جرح عميق لاتشفيه الأيام!
في مطلع قصيدة أسف إجابة لسؤال بسيط:
هل ثمة بهجة للهواء؟!
لم أحسب أن للهواء بهجة.
هي الرائحة التي تسري في نسماته .
في قصيدة أخرى بعنوان امرأة .
امرأة أصفها: ليس للعالم وصف
من دونها: هَمَلٌ ونفيَّات وهباء .
هكذا يصفها,, هي العالم والعالم هي هي كل جمال يسكن ذرات الكون فأي جمال يبقى وأي كون هو ذاك بدونها,.
نتجاوز ذلك كله إلى قصيدة جميلة بعنوان:
حين تكون السماء ليلاً,, حين يكون الليل سماء .
مطلع هذه القصيدة صرخة أو نداء سحيق يتردد صداه في المدى البعيد:
خذني الآن .
هذا النداء يطرح سؤالين:
لماذا ينادي الإنسان من يأخذه؟!
قد تتفاوت الإجابة من انسان إلى آخر ولكن هناك عدة احتمالات ربما لأنه سئم نفسه,, سئم تقلباتها وأهواءها,, فشلها وتعثرها,, سئم أحلامها التي تموت واحدا تلو الآخر وأفراحها التي تنطفئ قنديلاً بعد آخر,, ولذا لاملاذ له سوى الهرب من نفسه,, ويكون الحال أجمل لو وجد من يحتويه ويستوعب آلامه وماتبقى من آماله.
السؤال الثاني: لمن يوجه نداءه,, ومن يستحق ذلك النداء؟!
ربما إلى انسان حقيقي,, وربما إلى روح بعيدة تسكن خياله كحلم بعيد شفيف,, طيف ساحر يؤنس وحدته ويبدد لحظات الوحشة التي تنتابه بين فترة واخرى.
ماذكرته آنفاً كان رحلة قصيرة بين دفتي ديوان:
بضعة أشياء لبسام حجار، وهو حقيقة ديوان يستحق القراءة مرة وثانية وثالثة هكذا أراه .
بريد الكتروني Fowzj@hotmail.com ص,ب 61905 الرياض الرمز البريدي 11575
|