رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 18th December,2000العدد:10308الطبعةالاولـيالأثنين 22 ,رمضان 1421

مقـالات

قرن جديد,, عالم مختلف
ناصر محمد الحميدي
إن التنمية البشرية المستدامة موجهة نحو الحماية ضد انتهاك كرامة الإنسان وتعزيز فرص متساوية أمام الجميع والتنمية البشرية المستدامة,, تستهدف ايجاد بيئة تمكن المقدمة لمكانة البشر من العيش بحياة آمنة يؤكد على هذه الحقيقة ويكرسها على أن تنمية من هذا النوع تعتمد على أنظمة ادارية جيدة للدولة تعطي العديد من قطاعات المجتمع المدني الصلاحيات اللازمة كي تشارك وبشكل فعال في عمليات التنمية التي تؤثر على حياتهم,, وان التحدي الذي يواجه كافة المجتمعات هو ايجاد أنظمة ادارية تعزز وتدعم التنمية البشرية المستدامة ولا سيما بالنسبة لأكثر الناس فقراً وأكثر الفئات تهميشاً فإن هذا الاتجاه يكرس ويعزز الأهمية الكبرى لهذه الأنظمة الادارية الجيدة التي تعني الشمولية والثقة والاستيعاب والتسامح وبالتالي فإن توسيع نطاق الخيارات امام الناس يعتبر من الدعائم الأساسية لأنظمة الادارة الجيدة وان التزام المنظمة بالتنمية مرتبط بالتزامها لتعزيز احترام مبدأ رفاهية الناس فالنظام الاداري الجيد هو الذي يستطيع الابقاء على التنمية البشرية كهدف من المراد تحقيقه وليس نموذجاً يطبق بحذافيره متخذاً عدة أشكال ويعتمد أولاً وقبل كل شيء على مميزات وظروف الثقافات والمجتمعات، وفي هذا الصدد تقول الأمم المتحدة اذا ما أريد للتنمية الاجتماعية ان تدوم، فلابد من ضمان الكرامة والرفاهية والأمن للإنسان,, وبالتالي فإن العدل أساس يقوم عليه النظام الاداري والتنمية,, مؤكدة ان العدل شرط أساسي للاستقرار الاجتماعي وبناء الثقة الاجتماعية والأمن والسلام والتنمية المستدامة لفترة طويلة الأجل, ان التنمية المستدامة تتطلب ان يتمكن الناس من الاعتماد على الأمن في ظل نوع من الاستقرار في العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحماية الكرامة الانسانية وهذا ما جعل الناعقين الغرباء عن الاسلام يتمادون بمثل هذه كنوايا لاستغلال الحرية للإساءة إلى الإسلام وبمثل هذه النوايا يسيء البعض إلى الدين الإسلامي والى دستوره السماوي وهو القرآن الكريم أو إلى الحديث النبوي أو شخص الرسول صلى الله عليه وسلم أو أشخاص صحابته رضوان الله عليهم أجمعين,, وكم كانت ممارسات اعداء الإسلام سيئة للغاية حين نظرت إلى دستورنا السماوي وهو سر نصرنا ونجاحنا فيعملون جاهدين على الفصل بيننا وبينه واحلال غيره مكانه، لقد رفع جلاد ستون المصحف الشريف في البرلمان الانجليزي ملوحاً به قائلاً: لن ننتصر على المسلمين ما دام هذا الكتاب يعمر قلوبهم ولكن أنى لهم أن ينالوا من كتاب تكفل بحفظه رب العالمين إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون , سورة الحجر، الآية 9 .
إنه لا سبيل لهم إلى ذلك أبداً فالله خير حافظاً إلا أنهم سلكوا سبلاً أخرى تمثلت في وسائل التبشير وبعض الصحف والمجلات بحيث تستخدم هذه الوسائل معاول هدم وتخريب عن طريق ابعاد المسلمين عن دينهم وعقيدتهم وشغلهم بأمور أخرى وبما يزرع بين طوائف المسلمين من أسباب الخلافات التي وسعوها وضخموها وبما أحدثوه من فرقة سببت شروخاً بين فصائل الأمة وبين الشباب المسلم.
لذا وجب ان نصون اعلامنا وحريته بالالتزام بمبادئ الإسلام التي لا تبيح تجريح الأعراض ولا النيل من الشرفاء ولا إهالة التراب على أمجادنا وعظماء أمتنا وعلماء ديننا، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً .
لقد بدأ القرن الجديد والعالم مختلف بشكل جوهري عن العالم في بداية القرن العشرين,, ها هو ممثل الأمم المتحدة يشير إلى أن برنامج الأمم المتحدة الانمائي استجاب منذ بداية التسعينيات للاحتياجات المتغيرة للدول الأعضاء وذلك بوضع الناس في محور أهداف التنمية، فنحن نقوم وبشكل متزايد بتعزيز مفهوم التنمية البشرية المستدامة وهي التنمية التي تتمحور حول الناس واضعة البشر وأجيالهم القادمة هدفاً وسبيلاً للتنمية، إنها تنمية تعنى باحتياجاتهم الأساسية بما في ذلك الحاجة إلى الاعتماد على الذات وتوسعة الفرص أمامهم للعيش حياة طويلة وسليمة من الناحية الصحية وأن يكونوا متعلمين وحمايتهم من الاخطار الاجتماعية وتوفير الموارد اللازمة لهم للعيش الكريم، انها تنمية تدعم دور الجميع في عملية التنمية,, وتهدف التنمية المستدامة إلى ايجاد بيئة يمكن من خلالها لكل البشر العيش حياة آمنة وخلاقة.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved