اضطراب الشخصية,, وعدم الاستقرار النفسي,, وتراكم الهموم,, وسيطرة الأحزان والغموم,, تأتي في مجملها بسبب البعد عن الدين, وماجاء الدين عبثاً فقد جاء ليقود الناس إلى مرافىء الأمن والأمان قال الله تعالى: الذين إن مكنّاهم في الأرض اقاموا الصلاة وآتوا الزكاة, وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر,, ولله عاقبة الأمور ,, هذه شروط التمكين في الأرض,, والسيادة, وثبات الأمن وانتشار الخيرات, وهيمنة الاستقرار, وكل هذه وسائل لسعادة الناس وهنائهم,, وعندما ينصرف الناس عن هذا الدين, تبدأ تنمو على الهامش نباتات تشوه حياة الناس, وتتفشى بعد حين, وتنتشر, ويخرج لها مؤيدون وقادة ويتبناها شياطين الجن والانس,, فيكثر الفساد وينتشر, وتذوب المبادىء الصالحة والاخلاقيات الحسنة,, ويحل محل ذلك انحراف وضياع ومفسدة وتعم العقوبات الإلهية,, ويقل الخير ويصاب الناس في أنفسهم وأموالهم وأولادهم,, يقول الله سبحانه: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون,, وما انتشرت بعض الوثنيات من قديم الزمان إلا لانحسار المبادىء الدينية السليمة التي جاءت من عند الله, حيث انصرف عنها الناس، وقل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستمرأ الناس ما هم فيه من زيغ وضلال,, ويخرج هنا وهناك من ينادي ببعض المبادىء التي لا اصل لها من شرع,, ويكثر الأتباع, ويأخذها السذج على انها دين جديد, كما حصل إبان ظهور المجوسية وفروعها من زرادشتية ومزدكية وصائبة وخرَّمية, وهذه كلها تخضع للوضع البشري الشاذ, مثل المزدكية والتي نادى بها مزدك في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي, وهي تدعو الى الشيوعية في المال والجنس,, وفي عصرنا هذا,, يأتي امتدادها مقسما بين شيوعية المال في روسيا, وسقوط الفضيلة وانتشار الرذيلة في الغرب,, فهي تدعو الى اشراك الجميع في المال والنساء,, أي أنه لا فروق ولا حدود,, تماما مثل البهائم في الجنس,, بل إن البهائم قد تكون افضل لانها قد لا تتعدى على الجنس الذي تنتمي اليه.
وقد فرح بها الكثيرون من ابناء ذلك الزمان الذي خرجت فيه من الطبقات العالية وابناء الاغنياء والمترفين كما يقول الدكتور عبدالحليم عويس في أحد بحوثه وماذاك إلا لان الدين الحقيقي الذي جاء من عند الله قد اهين وضيع ولم يعد هناك رادع لمثل هذه المخترعات الشيطانية, وفي زماننا يوجد في الغرب, وايضاً في بعض البلدان الشرقية, مخترعات شيطانية حديثة وقد تبدا بأبسط الأشياء وأسهلها من التقليد ومجاراة الآخرين في المظهر والتصرف والتبعية, نسأل الله الحماية.
|