| العالم اليوم
يوم رشح الجمهوريون جورج بوش الابن لانتخابات الرئاسة الأمريكية سارع أنصار المرشح الديمقراطي آل جور بوصف منافسه بأنه بلا خبرة سياسية وأنه ليس بخبرة آل جور الدولية التي اكتسبها من عمله كنائب للرئيس الأمريكي ثماني سنوات بالاضافة إلى خبرته السابقة كصحفي وسياسي قديم، وزاد من تأثير أقوال المعسكر الديمقراطي الأخطاء التي ارتكبها جورج بوش الابن في أحد اللقاءات التلفزيونية حيث لم يعرف أسماء رؤساء دول لها علاقة وثيقة ببلاده كما أخطأ في اسماء دول أخرى وهذا أوجد انطباعا بأن المرشح الجمهوري الذي سيصبح رئيساً لأمريكا غير مؤهل سياسيا ولأن حالة جورج بوش الابن ليست الاولى في تاريخ الرؤساء الأمريكيين فإن الأمريكيين وحتى المتعاملين في الشأن السياسي غير قلقين من هذه الناحية فالتأهيل السياسي لبوش الابن أفضل بكثير من التأهيل السياسي للرئيس الأسبق رونالد ريجان الذي يعتبره الأمريكيون واحدا من أفضل الرؤساء، وإذا كان ريجان قد وصل إلى البيت الأبيض بعد ان كان حاكما لولاية كاليفورنيا فإن جورج بوش الابن هو الآخر ايضا وصل البيت الأبيض بعد ان قضى فترتين متتاليتين كحاكم لولاية تكساس.
أما أوجه الشبه الأكثر أهمية بين الرجلين هو ما أحاط به ريجان نفسه بوزراء ومستشارين إذ ضمت الادارة الامريكية بالاضافة إلى جورج بوش الابن صاحب الخبرة الكبيرة في الشؤون السياسية والاستخبارية والاقتصادية، كان هناك أيضا الجنرال الاكسندر هيج ومن بعده جورج شولتز وهؤلاء الساسة الكبار الذين سندوا ريجان يقابلهم في الفريق الذي سيعمل مع جورج بوش الابن، ساسة لا يقلون خبرة وأهمية في فريق ريجن، فبالاضافة إلى نائب الرئيس ريتشارد شيني، سيعين الجنرال كولن باول رئيس هيئة الأركان الامريكية سابقاوزيراً للخارجية وعميدة كلية الدراسات الدولية في جامعة جون هوبكنز الدكتورة كوندو ليزارايس كمستشارة للامن القومي وهذه السيدة التي تدير اهم كلية تدرس العلوم السياسية في امريكا حيث تعد مراكز الابحاث السياسية والكليات والاقسام السياسية في جامعة جون هوبكنز أفضل من يدرس العلوم السياسية والدولية في أمريكا هذه السيدة يعتبرونها في بلادها بأنها تتفوق على نظرائها ونظيراتها من أساتذة العلوم السياسية والشؤون الدولية والاستراتيجية وكونها من اصل افريقي مثل زميلها كولن باول فإنها ستعطي تميزاً لفريق بوش إذ ستصبح أول امرأة تدير مجلس الأمن القومي وسيكون وجودها هي أيضا مساعداً لتعزيز التأثير الأمريكي في افريقيا، مثلما يكون تأثير باول على قضايا الشرق الأوسط لخبرته السابقة خاصة إذا ما أضيف لها خبرة ريتشارد تشيني.
وفريق بوش الذي بدأت بعض أسماء أعضائه تنشرها وتبثها وسائل الاعلام الأمريكية، تضم خبراء في الشؤون السوفياتية كالسيدة كوندوليزا رايس التي عملت مع والده، وخبراء في الاقتصاد والمال والطاقة وهم الابرز حاليا في أمريكا، وقد ظهر من الاسماء المتداولة ان الرئيس الجديد سوف لن يتردد في ان يضم لفريقه ساسة من الحزب الديمقراطي حيث يتردد اسم النائب الديمقراطي عن ولاية تكساس رالف هول كوزير للطاقة.
وبانتظار ان تكتمل قائمة جورج بوش الابن ويعرف من سيكون الى جانبه فإن الاكثر اهمية هو ان امريكا دولة مؤسسات وان كان دور الرئيس فيها مؤثراً، إلا أنه بوجود مؤسسات قوية,, وساسة أصحاب خبرات وتأهيل عال فلا خوف على بوش بل قد يتفوق حتى على ريجان,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|