| تحقيقات
تحقيق : منيف بن خضير الضوّي
هل كل المدارس في الأحياء تفتح أبوابها بعد نهاية الدوام لاحتضان أبناء الحي ليمارسوا أنشطتهم بحرية وتنظيم بدلاً من اللعب في الشوارع؟! هل يحضر أبناء الحي (من غير المشغولين بأعمالهم المهمة) المحاضرات والمسابقات والدروس التي تقام في المساجد؟!!
دعونا نسأل بطريقة أخرى,, هل يعرف الجار حالياً جاره؟! لماذا تفككت مجتمعاتنا اللاحقة خلف الحياة المادية؟! وهل تحولت الأحياء لدينا إلى مقرات للسكن وشوارع للسيارات فقط؟! ماهو دور الحي في ربط أبنائه ببعضهم وتحقيق مبدأ التكافل الذي حث عليه الدين الحنيف؟!
حينما تعود بنا الذاكرة إلى سنين مضت نجد أن الأحياء الشعبية تؤدي دورها بشكل عظيم؛ الجار يتفقد جاره، المناسبات عامة، المظاهر السلوكية السلبية قليلة، مجالس الآباء كانت مدرسة للأبناء,.
تعالوا إلى أحيائنا الآن وقد تحولت إلى أحياء مدنيّة حديثة تجد أن الكل يلهث خلف الحياة والأبناء تابعون خلف الالكترونيات ترعاهم الخادمات ويقودهم السائق، والأمهات والبنات في الأسواق أو في قصور الأفراح والبعض الآخر قابع في المنزل لاتدري ماذا تفعل والفراغ يكاد يقتلهم!!!
(الحي النموذجي أو المثالي) فكرة تقدمها (الجزيرة) عبر ضيوف التحقيق، فكرة مثالية نوعاً ما، ولكنها سهلة التحقيق والنتائج المنتظرة منها كبيرة, فقط نريد شخصاً مايُشعل الشرارة الأولى وعلى رأي المثل الغربي (من يُعلقّ الجرس)؟
قد يقول قائل هذه أحلام وأفكار خيالية ونحن نقول: دعونا نحلم طالما أن الخيال أفضل من الواقع!!!
وإلى أولى فقرات التحقيق:
حول هذا الموضوع تحدث في البداية سلطان المهلكي (بكالوريوس علم نفس) مبيناً حاجة الإنسان للانتماء وفق نظام اجتماعي قائلاً: يعتمد أي نظام اجتماعي على عناصر تعتمد بدورها على بعضها، ومرتبطة ببعضها بطريقة منظمة يتأثر كل عنصر بالتغير الحاصل في العناصر الأخرى.
وأضاف: وإذا أردنا التحليل البنائي نجد أن هذه الأنظمة الصغيرة تمثل المجتمع كله، فالانتماء العائلي والديني، والسياسي والاقتصادي، والتربوي تعتبر أنظمة اجتماعية تمثل النظام الأكبر وهو المجتمع، وهناك قاسم مشترك بين هذه الأنظمة وهو أنها تعتمد على بعضها بطريقة تبادلية.
ويرى المهلكي أن الإنسان بطبعه يمثل (هرمية ماسلو) في احتياجاته حينما يشعر الإنسان بالأمان ويحقق رغبته الفسيولوجية من (تنفس وطعام وزواج) يبدأ في تلبية حاجات أخرى كالحاجة إلى الانتماء وتحقيق الذات، والاجتماعيون يستخدمون مصطلح المكانة (Status) ليشيروا إلى وضع الفرد في النظام الاجتماعي، وهذا يقودنا للتأكيد على أن كل فرد يبحث عن مكانة خاصة في مجتمعه وهذا يقوده للانتماء للمجتمع وإبراز مواهبه وصولاً لتحقيق ذاته وفق دور معين يسلكه في حياته العملية والخاصة,,
أما عن الجماعات وأشكالها المختلفة فيقول المهلكي: منذ القديم شكّل الإنسان جماعات مختلفة باختلاف المعايير والنظم والمقاصد، ويمكن القول أن أبناء الحي الصغير مثلاً أو أبناء مصنع معين أو أسرة كبيرة هؤلاء يمثلون (الجماعات الأولية) أما (الجماعات الثانوية) فعدد أعضائها أكبر مثل طلبة الكليات أو الجيش والنقابات والشركات الكبيرة، وهناك نوع آخر للجماعات التي يمكن ألا ينتمي إليها الفرد فعلاً ولا حاجة له بهذا الانتماء ويسميها المنظرون في علم الإجتماع (الجماعة المرجعية) مثل الانتماء لنشاط أدبي أو رياضي أو ثقافي من هنا يظهر لنا بوضوح حاجة كل فرد إلى الانتماء أولاً ثم تحقيق حاجاته النفسية وفق ضوابط النظام المنتمى إليه، وعليه أشير بفكرة التحقيق (والحديث لايزال للمهلكي) وهو فكرة (مشروع الحي النموذجي).
الجزيرة تقترح الفكرة
* لماذا لاتتحول أحياؤنا الشعبية إلى مؤسسات تطوعية ترعى أفرادها في كافة النواحي؟!
* ما الذي يمنع أن تتحول الأحياء إلى ما يشبه الجامعات المفتوحة، ويمكن ممارسةكافة الأنشطة خلالها؟!
* في ظل أوضاع الأحياء الحالية,, هل يعرف الجار جاره؟!
هذه مجموعة تساؤلات قد تكون مثالية أكثر من اللازم ولكن بالنظر إلى إجابات ضيوف التحقيق نكتشف أن الأمر سهل التحقيق وعميم الفائدة، وبقليل من الاتفاق يمكن أن ينجح اقتراح (الجزيرة) بأن تتحول الأحياء العادية إلى أحياء نموذجية ومثالية.
في البداية رحب كثيراً بالفكرة الأستاذ/ صالح بن محمد الخليوي (مرشد طلابي) مؤكداً أن اجتماع الحي الواحد بشكل منظم ومدروس ووفق آلية معينة يحقق مبدأ الترابط والتكافل الذي حث عليه ديننا الحنيف ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد,, الحديث))، وفعلاً نحن الآن بحاجة إلى التزاور والالتقاء بالجيران كما في السابق حينما كانت الأحياء تجتمع على مائدة واحدة أيام الأعياد والمناسبات ويلتقون ببعضهم، الآن شغلتنا المدنية الحديثة وأصبح لاوقت لدى أكثرنا لمثل هذه الأفكار الخيرة، وفعلاً لو كان اللقاء على الاقل أسبوعي لكان أجدى ولاشك أن لهذا فوائد عظيمة لأبناء الحي يتعارفون وهذا يحقق على المدى البعيد فوائد في صالح المجتمع، فالناس إذا كانوا يعرفون بعضهم ربما تنحسر بعض الظواهر السلبية التي تظهر في المدنية الحديثة نتيجة عدم معرفة الناس ببعضهم مثل (التفحيط، والمعاكسات، والجراثم بأنواعها,,).
الأستاذ/ سعد بن مبارك الجرواتي (معلم) يؤيد الفكرة تماماً ويؤكد أن اللقاء المنظم في الحي الواحد لابد أن يتخلله برامج معينة وإلا أصبح اللقاء عرضة للتوقف وإذا كان كذلك لابد من قيادات وأناس قادرون على تحقيق النجاح وجذب الجمهور، وهذا يُظهر لاحقاً مواهب في كل حي تتميز بنوع معين من الموهبة كالشعر والإلقاء وقراءة القرآن والخطابة وإدارة اللقاء,, وغيرها ولاشك أن في ذلك تربية للقيادات وتعليم لحب النظام، كما أن الفكرة إن نجحت فهي الحل لبعض الظواهر السلبية المنتشرة في المجتمع مثل (الاستراحات، ومايسمى بالشبّات، والسفر للخارج والتسكع في الأسواق,,) والبرامج الإعلامية المتوقع أن تكون كفيلة بتحقيق فوائد علمية وأدبية، وتوجد كذلك تنافس بناء بين الأحياء المجاورة ويتم من خلالها انتقالها الأفكار المميزة.
عبدالرحمن جمعة (مصري) رحب بالفكرة قائلاً: ياريت!! وأضاف: نحن المتعاقدين بحاجة فعلية لمثل هذه الأحياء المقترحة، فنحن بالكاد نخرج من المنزل وننتظر الصباح بفارغ الصبر حتى نذهب للعمل، ونعاني من أوقات فراغ كبيرة حتى العزاب منا وهم الأكثر، ومثل هذه الأفكار إن تحققت بكاملها فهي فرصة لارتباط المواطن بمؤسساته الحكومية (التربوية والإعلامية,, وغيرها) كما أن فيها تفعيل لدور المرأة والأسرة باعتبارها جزءاً مهماً في المجتمع ونحن الآن نستفيد من بعض البرامج اليومية التي تقدم عفوياً في المجتمع ولكننا بحاجة ماسة إلى البرامج المنظمة والمخطط لها، والتي تذيب الفجوة بين السعوديين والجاليات العربية والأجنبية.
فكرة جيدة,, صعبة التحقيق!!
الأستاذ/ خالد بن محدث الرويلي قال: أنا شخصياً كنت أذهب للمدرسة يومياً بعد صلاة العصر وأمارس أنشطة معينة اتفقنا وزملائي في المدرسة عليها (كإعطاء دروس تقوية مجانية لأبناء المدرسة، وعمل لوحات ورسومات للمدرسة وممارسة أنشطة رياضية,,)، ولكن تخيلوا لومنعت المدرسة ذلك ومعهم حق لأن الأنظمة ربما تمنع ذلك إلا بموافقة المرجع أين سيذهب من هم أمثالنا من المعلمين المعنيين في مناطق غير مناطقهم؟! ومن هنا تلح فكرة الحي النموذجي، فلو كان الحي الذي نسكن فيه يقيم برامج معينة أ، لقاءات تعارف منظمة أو يتيح للمميزين أو الموهوبين ممارسة هواياتهم المفضلة لكان أجدى,.
ولكن أؤكد لكم أن هذه الفكرة أمنية في أذهاننا (وهي لاتختلف عن جمهورية أفلاطون) لصعوبة تحقيقها فليس كل أفراد الحي قادرين على الالتزام المالي، لأن البرامج والملاعب والمكتب وغيرها تحتاج إلى مال، ناهيك عن اختلاف مستوى التعليم في الحي الواحد وعدم تطابق الرؤى والأفكار وربما أجهض هذا السبب الفكرة وهي في مهدها لعدم توفر القناعات عند الكل!!
فكرة حلوة ولكنها صعبة التحقيق هكذا قال الأستاذ/ فهد الجريع مضيفاً أن من الصعوبة أن يتفق أبناء الحي الواحد أو الجماعة الواحدة على جدول معين لاختلاف الاهتمامات بينهم وكذلك من الصعوبة أيضاً الاتفاق على رئيس معين للجماعة فمجتمعنا لم يصل بعد إلى درجة الوعي المطلوبة، أو لنقل (بعض مجتمعاتنا حتى أكون دقيقاً) ومن الصعوبة أيضاً تحقيق كافة الرغبات لأن هذا مكلف جداً، أضف إلى ذلك صعوبة إيجاد مكان عام تحقق فيه كافة الاقتراحات المطلوبة ويصلح لأن يكون ملعباً ومسرحاً وفيه مصلى ومكتبة للرجال والنساء، وثمة مشكلة أخرى وهي كبر الأحياء الشعبية واختلاف تعداد سكانها كل ذلك من وجهة نظري يجعل الفكرة صعبة التحقيق وإن كنا نرى ميلاً لتطبيقها وهذا يظهر في النوادي الأدبية والمنتديات التي يقيمها الافراد مثل (اثنيتية عثمان الصالح وخوجة,,) والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية.
اتفقت معهم أم تركي (موظفة حكومية) مبررة ذلك باختلاف ظروف التنشئة في كل منزل، فبعض الأسر تربي أولادها على احترام النظم الاجتماعية بأشكالها المختلفة، وبعضها تترك الحبل على الغارب لتربيهم الشوارع، لذلك يصعب إقناع بعض الشباب بالانخراط في جماعة الحي باعتبار هذا الحي نموذجياً ويفضل اللعب مع أقرانه الكرة أو التسمر أمام الفضائيات في المقاهي أو التسكع في الأسواق العامة.
وأضافت أم تركي، أنا أحياناً لا أشاهد جاراتي وقريباتي رغم أننا نسكن في حي واحد في الرياض لظروف عملي، وفي إجازة نهاية الأسبوع تقضيها في السفر لجدة أو الشرقية أو في استراحتنا العائلية باختصار لم تدع لنا الحياة المدنية الحديثة مجالاً لتطبيق مثل هذه الأفكار الجميلة التي افتقدناها بالفعل وأؤكد أن ليس كل النساء مثل ظروفي (يعني المشغولة مهوب لازم تحضر !!) ولكن أيضاً بعض الآباء ظروفه العملية لاتسمح له بمزيد من الفراغ، وانعزال الأطفال في منازلهم إما للمذاكرة أو ممارسة الألعاب الالكترونية الحديثة بأنواعها، وأمر آخر لم تتنبهوا إليه وهو خوف الآباء على أبنائهم الصغار يجعلهم يحبسون أبناءهم في المنازل بعد توفير كل شيء لهم، وختمت (أم تركي) رأيها قائلة: إنني أشتاق إلى ذلك اليوم الذي أجد فيه حيّنا مثالياً، كما أشتاق للانخراط في مثل هذه الأحياء,, ولكن!!!
آلية تنفيذ المشروع
وعن آلية تنفيذ مشروع الحي النموذجي المقترح تحدث الأستاذ/ سلطان المهلكي قائلاً: البنود المقترحة كثيرة جداً ولكن هل تسمح الامكانات المادية والبشرية بتنفيذها؟!
ويبقى من أهم الأمور لنجاح برنامج الحي النموذجي أن يتم أولاً حصر الفئات المستفيدة من هذا المشروع وكذلك حصر ذوي الاحتياجات الخاصة مثل المعوقين والمكفوفين وكبار السن وأيضاً المراهقين والنساء والأطفال وتصميم برامج مناسبة لكل فئة، أيضاً من المهم تدوين أرقام هواتف المستفيدين وعناوين عملهم حتى يسهل الاتصال بهم، ولاكتمال عناصر النجاح لابد من عمل مجلس تنظيمي لكل حي يتكون من رئيس ونائبه ومنسق عام وأمين صندوق وأعضاء ويمكن عمل مجلس مماثل للنساء أيضاً على غرار مجلس الرجال.
الأستاذ صالح الخليوي يرى أن وجود صندوق مالي للحي أمر في غاية الأهمية لنجاح الفكرة ليتم الصرف من البنود المالية على برامج ومشاريع الحي الثقافية والرياضية ويكون رافداً مهماً لكافة الأنشطة المقترحة، واقترح ان تكون الرسوم شهرية لكل أسرة يستلمها أمين الصندوق مثلاً وفق آلية منظمة وتصرف عن طريق وصولات وفواتير رسمية ويفضل عقد اجتماع شهري لأعضاء مجلس الحي تبين فيه أوجه صرف البنود المالية والبرامج التي استفادت منه.
ويعتبر هذا الصندوق داعماً خيرياً للمحتاجين من أبناء الحي وللفقراء والمعوزين، وحتى يقوم الصندوق المالي بكافة الأعباء ويستطيع تلبيتها لابد أن يكون ذا قدرة كبيرة وربما تعارض هذا مع مستوى دخل الفرد في الحي الواحد، لذلك اقترح عمل مشروع تجاري يشترك فيه أبناء الحي ليكوّن دخلاً ثابتاً لهم على أن يديره أحد أبناء الحي المقتدرين، ويكون لكل عضو مشترك نسبة من الأرباح تماماً على غرار الجمعيات التعاونية والمعمول به في بعض دول الخليجتنظيم البرامج من الأعمال المهمة التي يفترض أن يضطلع بها مجلس الحي هكذا يرى الأستاذ/ سعد الجرواتي بعض الآليات المقترحة للتنفيذ مضيفاً أن من أهم أهداف مشروع الحي النموذجي أن يساهم في بناء الشباب رياضياً وثقافياً وجسمياً وصحياً عن طريق الأنشطة المختلفة.
وفي نظري لاينجح أي برنامج للحي مالم يشتمل على كافة الأنشطة المفضلة لدى الجميع ومن أبرزها الألعاب بأنواعها وأيضاً السباحة وهذا يتطلب إيجاد ملعب مجهز ومحاط بأسوار لايدخله إلا أبناء الحي بدلاً من أن يلعبوا في الشوارع أو في البر، ويمكن أن تمارس في الحي المقترح المسابقات بأنواعها ويتم إشراك المنزل بها وإقامة حلقات للقرآن الكريم وأنشطة خيرية أخرى مثل إفطار صائم ومشروع الطبق الخيري ومسابقات منزلية في التفصيل والخياطة,, وغيرها كما يشغل أوقات الفراغ ويربي ويدرب الناشئة ويوجد التنافس بين المنازل داخل الحي الواحد، وطبعاً ونكرر ذلك لايمكن أن تنجح مثل هذه الأفكار إلا بتكاتف الجميع وإيجاد قيادات تربوية قادرة من كل حي حتى تمارس هذه الأنشطة وفق رؤى تربوية صحيحة تنبثق من عقيدتنا الإسلامية السمحاء.
الأستاذ/ فهد الجريع يرى أن الأحياء الجديدة يجب أن تصمم وفق طرق منظمة وعلى البلديات في المملكة مراعاة ذلك حتى تنجح الأفكار التي من شأنها تطوير الأحياء الشعبية مثلاً في بعض بلدان الخليج شاهدت الأحياء تقسم على شكل قطعة وكل قطعة تحتوي على منازل وشوارع مرقمة والقطعة مجهزة بكل الخدمات وبها مساحات خالية للملاعب والاجتماعات العامة ولحفلات الزواج مثلاً وبها مسجد كبير ليشتمل على مكتبة زاخرة بأنواع العناوين التي ترضي نهم كل قارىء، ولنجاح فكرتنا (الحي المثالي) نقترح ايجاد أماكن فسيحة تكون وسط الحي ويجهز فيها ملعب لكرة القدم والطائرة والسلة (ويمكن أن تكون هذه الألعاب في ملعب واحد) وتحاط بسياج حديدي لمنع العبث المتوقع من الأحياء المجاورة (خصوصاً وأن هواية تكسير العوارض لاتزال تسري في دماء بعض مراهقينا!!!)، أيضاً نرى أن وجود مكان فسيح للاجتماعات أمر جيد وكذلك مكان لإعلانات الحي يحدد فيه زمان ومكان كل نشاط.
ويؤيده في أهمية تخصيص موقع فسيح داخل الحي زميله الأستاذ/ خالد الرويلي قائلاً: قد يكون في الحي رسام أو خطاط ويحب أن يعرض خدماته على الراغبين من أبناء الحي، فلماذا لايكون هناك مرسماً مثلاً أو صالة حديد مثلاً ؟ ! فربما خجل بعض أبناء الحي من ممارسة الرياضة أو برامج التخسيس أمام أنظار الناس، كذلك لاننسى أهمية إيجاد موقع منفصل للنساء، فالنساء شقائق الرجال ولهن مثل الذي عليهن، وأظن إن ذلك ان توفر سيجعل الأحياء مدارس بل جامعات مفتوحة.
تجربة ناجحة:
أحد أعضاء هيئة التدريس السابقين لمدرسة عبدالرحمن بن صخر الابتدائية برفحاء الأستاذ/ محمد بن أحمد الأحمر قال: فكر أعضاء هيئة التدريس بمعاونة الهيئة الإدارية بالمدرسة والمرشد الطلابي بإضافة حصة واحدة على الحصص المقررة، وثم إشعار الجهات المختصة وأخذت المدرسة الموافقة على ذلك، ولاحظنا إقبالاً شديداً من الطلاب على عكس المتوقع وتطور الوضع بعد ذلك وزادت الحصة تحت ضغط الطلاب وأولياء أمورهم إلى حصتين، ثم اتفق عدد من أعضاء هيئة التدريس على المجيء بعد صلاة العصر وتركوا الحرية للطلاب بالمجيء من عدمه، ويضيف الأستاذ/ الأحمر قائلاً: وكانت المفاجأة أن شهدت الفكرة إقبالاً شديداً اضطر معها الجميع إلى التواجد بعد صلاة العصر وحتى المغرب، ولاتصدق إذا رأيت المدرسة فالفصول مليئة بالطلاب وكل معلم يراجع مع تلاميذه الواجبات المنزلية ويساعدهم على حلها ويشرح لهم ما استغلق فهمه من دروس ، وبعض الغرف امتلأت بالطلاب ممارسي الأنشطة الأخرى (كالرسم، والخط,,) وغرفة الحاسب الآلي مزدحمة أيضاً، والملعب حفل بالعديد من المباريات المنظمة، بصراحة شيء لايمكن وصفه، لم أكن أعلم أن المدرسة يمكن أن تتحول إلى مكان يستهوي الطلاب ويضيف كان فصلاً دراسياً مثمراً لاحظنا خلاله ارتفاع المستوى التحصيلي للطلاب، وأنجزنا العديد من الأعمال والأنشطة بل إن أولياء الأمور لم نشاهد بعضهم إلا في هذا الوقت أثناء عرض دروس التقوية المجانية حينما أسمع أفكار المنظرين عن اليوم الكامل كنت أتوقع الفشل ولكن بعد مشاهدة تجربة مدرستي أقول نعم لليوم الكامل.
المزايا المتوقعة:
طرحنا الفكرة بكامل أبعادها على عدد من المواطنين، وسألناهم: ماهي المزايا المتوقع حدوثها فيما لو نجحت فكرة الحي المثالي (النموذجي)؟!!
أجاب في البداية عبدالله السماري (موظف) قائلاً: أهم شيء نتوقعه بعد نجاح الفكرة هو استثمار أوقات الفراغ بما يعود على المجتمع بالنفع والفائدة، والمشاركة في برامج الحي حسب إفادتكم اختيارية وليست إجبارية وكذلك وقع الرسوم كل ذلك يجعل ساكن الحي يقبل بحب على دعم ما يراه مناسباً من أنشطة وبرامج له ولعائلته ولأولاده، أمر آخر أتوقعه (والحديث للسماري) وهو دعم القطاعات الحكومية لمثل هذه الأفكار، فمثلاً البلدية تساهم مع الزراعة بزراعة وتسوير حدائق الحي المستحدثة أو على الأقل تقدم خبراتها في هذا المجال كذلك المدارس ممكن أن تفتح أبوابها عصراً بشرط تواجد شخص مسؤول يحمي المدرسة من العبث الممكن حدوثه وهكذا بقية الإدارات الحكومية كل في مجاله.
فهد محمد (موظف) يرى أنه لانجاح لهذه الفكرة بدون دعم المؤسسات الحكومية ومن أبرزها البلديةوالمدارس (البنين والبنات) والجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والمعاهد التابعة للقطاع الخاص مثل معاهد (الكمبيوتر، اللغات، والفنون وغيرها) وأيضاً مكتب الدعوة التعاوني وتوعية الجاليات لإقامة محاضرات في الحي يستفيد منها الرجال والنساء كما لاننس دور الشرطة الأمني وكذلك الدفاع المدني والنادي الرياضي وهذه القطاعات لاشك أنها تقدم خدماتها فعلياً ولكن ستكون خدماتها أنجح وأتم فيما لو تكاتف وتعاون معها كل حي عن طريق فكرة الحي المثالي,, مارأيكم؟!!
اكتشاف المواهب
سعود الشمري (موظف حكومي) يرى أن اكتشاف المواهب من أهم مميزات العمل الجماعي وقد تكون هذه المواهب قيادية أو رياضية أو ثقافية أو شعرية أو اقتصادية ,, وغيرها, ففكرة الحي المثالي إن طبقت ونجحت كما خططتم لها فستظهر على المدى البعيد مالم تستطع إظهاره المؤسسات التربوية الأخرى من مدارس ونوادي وجامعات وكليات، ويكفي أن يكون من بين أهم مزايا هذه الفكرة المحافظة على الصلوات جماعة لأن المتخلف من الصلاة سيضطر إلى عزل نفسه عن الحي خجلاً من جيرانه وهذا يكشفه أمام نفسه والآخرين, كذلك في اجتماعات الحي المنظمة يكون هناك مجال لمناقشة سلبيات أبناء الحي أمام أولياء أمورهم وهذا من شأنه إصلاحهم.
أم تركي (موظفة حكومية/ الرياض) تتفق في أهمية معالجة الظواهر السلبية عن طريق نموذج الحي المثالي ولابد أن يكون الحي مغلقاً حتى يتعرف الجميع على كل غريب يقتحم هذا الحي ويشوه جماله أمام أعين ساكنيه، ومن الظواهر المتوقع معالجتها مشكلة الجلوس إلى أوقات متأخرة في الشوارع والأحياء وكذلك التدخين والتسكع في الطرقات، وأيضاً التفحيط والاستعراض أمام فتيات المدارس داخل الأحياء إن فكرة الأحياء المغلقة فكرة لاقت نجاحاً في بعض الدول فلماذا لانجربها في الأحياء السكنية الجديدة تحت الإنشاء ؟! وتختم أم تركي قائلة: فعلاً أشكركم على طرح هذه الافكار ,, وتتساءل لم لا ؟! قد يكون المستقبل مثالياً؟!!
روافد أساسية للحي
الجهود الرسمية المبذولة أساساً في الأحياء كثيرة جداً، فما وفرته حكومتنا الرشيدة ينجح أي فكرة أو مشروع، وتتوالى هذه الجهود عبر مراكز الدوريات الأمنية والشرطة والدفاع المدني والنوادي الرياضية ولكن من أبرز قطاعات الدولة الحكومية مايلمس فعلياً احتياج المواطن اليومي.
(الجزيرة) سألت رئيس بلدية محافظة رفحاء المهندس/ محمد بن عبدالهادي العمري عن فكرة الحي النموذجي ومدى مساهمة القطاع الحكومي في إنجاحه فقال: في البداية أشكركم جداً على هذه الفكرة الرائعة، وكأنكم فعلاً تقرأون أفكار البلدية وأضاف: ونحن فعلاً تبنينا هذه الفكرة ولكن فيما يختص بشأن البلدية، ووضعنا حي المساعدية برفحاء موضع الاختيار لعدة أسباب من أهمها توفر كافة الخدمات فيه بالإضافة لسفلتة الحي ووجود أرصفة تحتوي على أحواض خصصتها البلدية للزراعة، وأيضاً توفر عدد من المرافق المهمة كالمدارس والمساجد وقرب الحي من مقر البلدية, ولقد أشعرت البلدية بعض سكان الحي الذين يمتلكون بالقرب من مساكنهم أحواض جاهزة بأنها ستمدهم مجاناً بالعديد من الشتلات الزراعية التي وفرتها الدولة أعزها الله بمبالغ مالية باهظة من أجل تحسين المظهر العام للمدن والأحياء إضافة إلى تحقيق فوائد ومكاسب أخرى لا؟؟ على الجميع جرّاء التشجير المنظم، على أن تقوم البلدية بأعمال التشجير الأولية وتوفير الخدمات الإرشادية على أن يتولى صاحب المنزل رعاية الشجرة (الشتلة) فيما بعد ويحافظ عليها، ويوفر لها الماء والسقيا بالطرق المناسبة ولايقتصر دور البلدية على ذلك بل تشرف بشكل دوري على هذه الشتلات من أجل استمرار نمائها وإيجاد الحلول الزراعية لما قد يعترضها من مشكلات، وتهدف البلدية من وراء ذلك إلى ايجاد كثافة زراعية في الأحياء وهذا لايتم بالشكل الذي نتمناه إلاّ بتكاتف المواطن لأن إمكانات البلدية في الزراعة بالكاد تكفي لزراعة الحدائق العامة والشوارع الرئيسة لقلة عدد سيارات السقيا (الوايتات) وعددها خمسة فقط!!
كا تهدف البلدية أيضاً إلى تعميق فكرة انتماء المواطن لوطنه عن طريق ولائه للحي الذي يسكنه والشارع الذي يمر فيه والشجرة التي تمده بالظل والعطاء أمام منزله، والمدرسة التي يتعلم فيها ابنه، ومثل ذلك المسجد الذي يصلي فيه وهذا على المدى البعيد يعمق انتماء المواطن لمقدرات بلده ويحافظ عليها.
وفيما يتعلق بالخدمات الاضافية التي يمكن أن تقدمها البلدية لفكرة الحي المثالي (النموذجي) أجاب المهندس العمري: البلديات أساساً تقوم بأدوار معروفة كلها تنصب لخدمة المدينة عموماً والأحياء على وجه الخصوص وبلدية رفحاء جزء من نظام البلديات في المملكة ونحن نقوم فعلاً وبشكل يومي بنظافة البيئة لتكون صحية عن طريق أعمال رش المبيدات اليومية والنظافة العامة وتوزيع الحاويات بتجميع القمامة في الشوارع والأحياء وتزيلها البلدية وتتلف هذه النفايات بالطرق المعروفة بحسب إمكاناتها كذلك تقوم البلدية بحسب الحاجة بخدمات خاصة لكل حي كموضع مطبات صناعية أو إزالة تجمع مائي أو إزالة مخلفات مابعد البناء التي قد يتهاون المقاول أو المواطن في نقلها ولكن البلدية لاتستطيع أن تقوم بكل الأدوار طالما لم يساندها المواطن!!
أما غير ذلك كالسفلتة والرصف والإنارة وإنشاء الملاعب والحدائق فهذه لاتقوم بها البلدية إلا بعد وجود اعتمادات مالية تصرفها الدولة.
وعن تصوره الهندسي لمخطط فكرة الحي المثالي أجاب رئيس بلدية رفحاء المهندس العمري قائلاً: الحقيقة ليس هناك تصور محدد، كل مايتمناه المرء موجود فعلاً في تصميم الأحياء الجديدة في بلادنا ولله الحمد، أهم شيء في كل حي ليكون نموذجياً أن يكون به كافة المرافق والخدمات العامة التي يحتاجها المواطن وأهمها طبعاً المسجد والمدرسة والمستوصف والحديقة والسوق المركزي ومواقف السيارات وهذه كما ترى كلها شبه موجودة في معظم الأحياء، ولكن الشيء الأساسي لنجاح أي فكرة حضارية هو وجود الإنسان المتحضر الذي يشعر وكأنه جزء أساسي في المجتمع وعضو صالح فيه حتى ينجح في الأفكار حتى وإن كانت أفكار غير رسمية أو غير معمول بها فكل مواطن مسؤول عن نظافة منزله وسيارته ومكتبه وشارعه وحديقة منزله، ويكون رحيماً بالمرافق العامة ويعلم أبناءه النظافة العامة وحفظ المقدرات والمرافق,.
ويختم المهندس العمري حديثه (للجزيرة) قائلاً: تصوروا كل أبناء الحي بهذا الشكل، قد لاتحتاج للبلدية إطلاقاً إلا في الأعمال التي لايمكن أن يقوم بها إلا البلدية!!
وأعود للحديث عن حي المساعدية برفحاء الحي النموذجي المقترح فهذا الحي متكامل الخدمات وهذا سر اختياره أولاً وإذا نجحت فكرة زراعته ذاتياً عن طريق البلدية والمواطن فسنقوم بنقل الفكرة للأحياء المشابهة الأخرى بشرط أن نجد تعاوناً وتجاوباً من سكان كل حي، كما هو حاصل في حي المساعدية الذي يلتقي أبناء الحي فيه يومياً في المسجد ودورياً في المدرسة عن طريق تفعيل برامج مجلس أولياء الأمور وهذه نقطة انطلاق رئيسة,, شاكراً لكم هذه المقترحات التي تخدم البلد والبلدية!!
وعن دور المدرسة في نجاح فكرة الحي النموذجي تحدث مدير مركز الإشراف التربوي بمحافظة رفحاء الأستاذ/ أحمد بن فهيد البقعاوي قائلاً: طبعاً المدرسة مركز إشعاع حضاري كبير تقدم خدماتها للمجتمع بشكل منظم، الطفل يقضي وقته الأطول في المنزل وبقية الوقت في المدرسة (أي حوالي نصف يومه) فالمدرسة هي شريكة المنزل في التربية وفي بناء الأجيال، والمدارس في بلادنا ولله الحمد تضاهي أكبر المدارس التي سبق أن شاهدناها في معظم البلاد التي زرناها، فمدارسنا مجهزة بالفصول الدراسية والمعامل والمختبرات والمصليات والمسارح والمساحات الفسيحة والمكاتب الإدارية والمكتبات والمرافق العامة والخدمات الأخرى كدورات المياه والمقاصف,, لذلك فهي بيئة صغيرة صالحة لممارسة كل أنواع الأنشطة، ويضيف البقعاوي: والمدرسة رافد معرفي مهم للحي ونجاح أي فكرة في الحي يفترض أن تنطلق من المدرسة، والتعليم عموماً يقدم برامج وأنطشة مدرسية كل عام تخدم كل حي يوجد فيه مدرسة مثل مركز الحي الذي أقيم في عدة مدارس بالمنطقة ولاقى إقبالاً منقطع النظير وتم عمل احتفالات رسمية يحضرها المحافظ والمسؤولون لتشجيع أبناءهم الطلاب، ويقام بعد صلاة العصر إلى المغرب ويشتمل على برامج ومسابقات وتمارس فيه كافة الهوايات من خط ورسم وأعمال فنية ودراسة حاسب آلي وتقام فيه المعارض الفنية وتقدم وجبات للطلاب، فهذه المراكز صحيح أنها تقام وفق آلية معينة تحددها الوزارة ولكنها فكرة ممتازة لو استمرت في كل مدرسة بجهود ذاتية من كل حي بشرط أن تتم وفق ضوابط تحددها الجهات ذات العلاقة، كذلك فكرة المركز الصيفي الذي يقام في المدارس أيضاً مشابهة لمركز الحي تماماً وهو فكرة لاتزال تلقى نجاحاً وتفاعلاً كبيراً، ناهيك عن البرامج التقليدية التي تقدم في كل المدارس مثل الحفلات الختامية واليوم المفتوح وبرنامج الزيارات والرحلات، وأيضاً المسابقات الرياضية التي تقام بين المدارس والأنشطة الكشفية المنوعة كلها تؤكد ريادة المدارس في خدمة أبناء الحي,ويرى البقعاوي أن هذه الجهود هي رسمية ومحددة من قبل الجهات ذات العلاقة، ولكن ماذا عن الأفكار التطوعية التي تعملها المدارس لأبنائها ؟ فتجربة مدرسة عبدالرحمن بن صخر الابتدائية برفحاء وهي إضافة حصة دراسية بعد نهاية الدوام لاقت نجاحاً وإقبالاً شديدين (رغم أنها اختيارية) بل إن اصرار الطلاب وحماسهم دفع المدرسة بتمديد الوقت للطلاب وفتح المدرسة بعد العصر لمن يرغب في ممارسة أي نشاط وطبعاً هذا كله حصل بموافقة وحضور الهيئة الإدارية بالمدرسة وبعلم الجهات ذات العلاقة وكان ذلك في العام الدراسي الماضي 20/ / 1421ه مثل هذه الأفكار تتبناها الإدارات التعليمية وتحرص عليها وفقاً لآليات منظمة تكفل الحفاظ على مقدرات المدرسة وعدم حدوث مشكلات سلوكية بين الطلاب وقبل ذلك أن تكون اختيارية، وفكرة أخرى لاقت استحسان أولياء الأمور وتم تطبيقها حيث قامت مدرسة معاذ بن جبل الابتدائية برفحاء عن طريق أحد المعلمين المتميزين بتخصيص وقت يصل إلى حصة كاملة قبل صف الصباح وذلك في الصفوف الأولية لمراجعة الواجبات وحلها مع الطلاب والتركيز على الطلبة المتأخرين وذوي الحاجات وطبعاً الفكرة اختيارية وليست اجبارية ولاحظنا إقبال الطلاب بشكل أكد نجاح الفكرة، وذات المدرسة قامت أيضاً بعمل مسابقات رياضية بين الفصول قبل صف الصباح وبعد صلاة الفجر وهي اختيارية وتهدف إلى حث وتشجيع الطلاب على أداء صلاة الفجر جماعة وفعلاً تهافت الطلاب على الإقبال عليها بشك لجميل وكانت دافعاً لأداء الصلاة في المسجد عند كثير من الطلاب.
وأضاف البقعاوي: وهذه الاضاءات التربوية كثيرة جداً في مدارسنا وذكر المدرستين على سبيل المثال لا الحصر ونحن نعرف مدارس تفتح أبوابها عصراً لتدريب طلابها على أنشطة معينة كالرياضة ومسابقات الالقاء والتعبير والمسرح ومعلم آخر يشجع تلاميذه على حضور الحلقات كل ذلك وغيره الكثير تحفل به المدارس كمراكز للإشعاع التربوي وطبعاً من حيث المبدأ فلا تمانع وزارة المعارف وإدارات التعليم من فتح المدارس للأنشطة التي تخدم الأحياء بشرط أن يكون ذلك بإشراف مباشر من إدارات التعليم وألّا يكون إجبارياً ولايترتب عليه التزامات مالية مكلفة لأولياء أمور الطلبة وطبعاً المحافظة على مقدرات المدرسة بتواجد معلم أو إداري مشرف، وموافقة أولياء الأمور.
وختم الأستاذ البقعاوي قائلاً: فكرة الحي النموذجي فكرة رائدة فعلاً ونجاحها في نظري مرهون بنجاح برامج المدارس واستمرارها.
أما عن دور المسجد وحلقات الذكر التي تقدم فيه فنوجز هذه النبذة عن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في رفحاء وخدماتها للمجتمع كما ورد في التقرير السنوي للجمعية للأعوام المالية الثلاث الماضية 1417ه 1418ه 1419 بصفتها أحد أهم مراكز الإشعاع الديني الذي يُعنى بحفظ كتاب الله وتعليمه للنشء حيث بدأت الجمعية كفكرة عام 1403ه بحلقة واحدة وأخرى عام 1404ه ثم زادت إلى أربع حلقات موزعة داخل المدينة وبلغ عدد طلابها في حينه (مائة وعشرين طالباً) واستمرت هذه الحلقات حتى عام 1407ه، وفي العام 1408ه تمت الموافقة رسمياً على تسجيل الجمعية وتكوين الجمعية العمومية وبدأت الجمعية تمارس نشاطها بكل جدية وتمكنت من فتح الحلقات تباعاً ثم امتد نشاطها إلى القرى والهجر التابعة لها، ثم افتتحت الجمعية (دار سمية لتحفيظ القرآن الكريم للنساء في رفحاء) وتضم عدداً من الحلقات (للمعلمات) والطالبات، وربّات البيوت)، وقد بلغ عدد الحلق للبنين (17) حلقة داخل المدينة، و (15) حلقة خارجها إضافة إلى حلقة في مقر سجن محافظة رفحاء، وحلقة في مقر معسكر ايواء اللاجئين في عام 1419ه كما بلغ عدد الحلق للنساء (12) حلقة، وتمت الموافقة مؤخراً على فتح حلقة للنساء في قرية الشعبة (150)كم شرق رفحاء، ومازالت الجمعية تسير بخطى ثابتة وجهود طيبة للنهوض بالمستوى العلمي للحلقات، وقد تمكنت الجمعية من شراء مشروعين استثماريين داخل المحافظة على الشارع العام الأول في عام 1414ه، والثاني تم شراؤه لاحقاً, وذلك لتوفير موارد مالية تدعم برامج الجمعية، ومن المناشط التي قامت بها الجمعية خلال مسيرتها إجراء المسابقات بين طلاب الحلقة الواحدة وكذلك على مستوى الحلقات، والقيام بتسيير رحلة للحج وأخرى للعمرة كل عام، كما تقيم الجمعية حفلاً ختامياً في نهاية كل فصل دراسي وكل عام لتكريم حفظة كتاب الله، كما تقوم الجمعية بالتنسيق مع فرع الأوقاف والمساجد بالمحافظة لترشيح مجموعة من الحفظة لإمامة المساجد، وتقوم أيضاً دورات لتعليم كتاب الله تعالى تلاوة وتجويداً وحفظاً.
|
|
|
|
|