| عزيزتـي الجزيرة
بعد أيام معدودات يبزغ علينا يوم من أفضل أيام السنة وأكثر المناسبات فرحة وبهجة عيد الفطر المبارك حيث يتواصل الأقارب والأهل وتتصل عرى الصداقة والمحبة بين الناس ويتزاور المسلمون فيما بينهم ويتم تجاذب أطراف الحديث والتسامر وتذكر بعض المواقف التي حصلت لهم في مثل هذا اليوم المبارك وأيام رمضان الكريم.
ولكن خلف فرحة العيد وخلف كواليسها تحدث كل عام ممارسات تستحق الوقوف عندها فمثلاً قبل العيد بيومين أو ثلاثة يقبل كل شخص على محلات الخياطين لتفصيل ثوب أو أكثر على قدر استطاعته من أجل ارتدائه في أول أيام العيد، لذلك تلاحظ الزحام الشديد على محلات الخياطة الرجالية ناهيك عن الطرف الآخر النساء ومشاكلهن مع الخياطين والمشاغل النسائية والبعض منهن يدفع مبالغ كبيرة للظهور أمام الناس في اجمل حلة وكذلك شراء لوازم للأطفال من ملابس خارجية وأحذية وملابس داخلية وغيرها الكثير وفوق كل هذه والطامة الكبرى الذهاب بالأطفال إلى الملاهي وبعض الأطفال لا يهتم سواء ذهب أم لم يذهب المهم الحصول على القروش من أجل شراء الشروخ بأنواعها وإشعالها والاستمتاع بفرقعتها ولا تذهب من الذاكرة الحوادث التي حصلت للأطفال سواء من فقد عينه أو من أصاب زميله أومن أضرم النار بالخطأ مما سبب مشاكل لم تكن في الحسبان.
لماذا هذا الفهم الخاطئ ليوم العيد وأقول كما قال الكثيرون قبلي ليس العيد في لبس الجديد إنما العيد من جاء بقلب سعيد وكان من قبلنا أيام صدر الإسلام ومن تعليم رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن الفرحة في العيد ناجمة عن فرحة المسلم لما قدمه في شهر رمضان المبارك من أعمال صالحة يقابل بها رب العالمين يوم الدين وكذلك محاولة إيجاد الخير وعمله وحصد الحسنات وإطعام المساكين وكفالة اليتيم مما يقرب من الأعمال إلى الجنة وتبعده من النار.
للأسف، كل هذه المفاهيم تكاد تمسح من ذاكرة المسلمين وعدم فهم العيد كما يجب، بل التباهي بأحسن الملابس والبعض للأسف لايعيّد مع أهله وأقاربه بل يفضل السفر للخارج واستغلال هذه الاجازة القصيرة نسبياً في الخارج وفعل ما لم يستطع فعله في بلاده ومسح كل ما قدمه من أجر واستقبال الذنوب وكأن الله لا يراه.
والبعض أدرك سلفاً بأنه سيمتد به العمر ويطلب من الله المغفرة والتوبة وكأن التاريخ لم يسجل أحداثا لأشخاص ماتوا وهم يفعلون الحرام وفي آخر الكلام استشهد بالقول المأثور الدنيا دار أولها عناء، وآخرها فناء، في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، من فرط فيها ندم، ومن عمر بها هرم، ومن افتقر فيها رهق، ومن استغنى بها فسق
غازي محمد القحطاني
|
|
|
|
|