| الاخيــرة
أحد العاملين في مجال الإحصاء استطاع بواسطة الحاسب الآلي أن يتوصل إلى أنه في مدى 5650 عاماً من التاريخ المكتوب للانسانية وقعت 14531 حرباً، اي بمعدل 2,6 حرب في السنة الواحدة!.
وإذا كان التضخم السكاني للكرة الأرضية في هذا الزمن غير مسبوق عبر التاريخ، حيث تضاعفت الأمم في كوكبنا الصغير منذ خمسين عاما تقريبا وحتى الآن.
فقد بلغ عددها عام 1945 68 دولة أما الآن فهي 129 دولة مشبعة بالقوة والفقر والمصالح والعدوان والتخمة والفاقة,, ولنا أن نتصور كم من الحروب ينتظرنا وكم من الأمم ما هو مرشح للزوال!.
ولعل أمتنا الاسلامية تدخل كرقم صحيح في مثل هذه الإحصائيات مع خلاف في المواقع والتأثير.
فالمسلمون من الأمم التي خاضت معارك كثيرة كان جلها في صف الحق وأمام جيوش الباطل والكفر والعناد.
ولطالما كان النصر حليف هذه الأمة, ودليل ذلك تلك الرايات التي خفقت في مشارق الأرض ومغاربها من الصين إلى جبال البرانس في فرنسا والأندلس وعبر بلاد السند والهند وجغرافيا العالم.
والمتتبع للتاريخ الإسلامي ومواقعه مع أعدائه سيلحظ أن أعظم انتصارات المسلمين كانت في رمضان وكان أولها فتح مكة المكرمة العظيم يوم دخلها الرسول الكريم منتصرا,, خاشعا,, شاكرا,, مهللا بعد غزة بدر الكبرى، وآخرها حرب رمضان المجيد عام 1973م، ولم يسبق للمسلمين أن هزموا في هذا الشهر الفضيل بل انهم كانوا يتخيرون أيامه المباركة ليتسابقوا للشهادة,, والنصر.
الذي يحدث الآن خرق للقاعدة الإسلامية على مختلف الأصعدة وأكثرها وضوحا هذا الصلف الصهيوني الذي يمارس أقصى درجات القهر والفتك بجزء عزيز من أرض المسلمين وأهله.
فهل قرأ اليهود التاريخ جيدا، ويريدون أن يكسروا قاعدة النصر الإسلامي,.
في أكثر عناوين المسلمين قدسية,, في الأقصى الشريف والأرض التي بارك الله حولها؟!.
الإحصائية سالفة الذكر تقول إنه من بين 185 جيلاً مضت منذ العهد المكتوب وحتى الآن لم ينعم بالسلام سوى عشرة أجيال فقط!.
كم وددت لو أنني أعرف هذه الأجيال العشرة، والتي أكاد أجزم أن أمتنا كانت واحدة منها بلا شك في عصر المسلمين الذهبي حين شعوا على العالم علما وحضارة وإنسانية, والعبرة تكمن في العزم على الاستمرار في المجاهدة والجهاد، والأهم من هذا وذاك هو الإيمان الصادق المطلق بنصر الله لعباده الصادقين في توحيده، والمجاهدين لإعلاء كلمته، كلمة الحق، حتى يدرك الأعداء,, أننا امتداد للمجاهدين الذين تحقق النصر على أيديهم في فتح مكة,, والأندلس,, وسيناء.
أعداء المسلمين وعلى رأسهم الصهاينة يزعمون أنهم سيتركون للمستقبل أجيالاً تخلو من المسلمين، وقد جندوا لذلك كل ما يستطيعون من عدة الفتك والتشهير والتمزيق,, أما نحن فماذا أعددنا,,؟؟ فإما أننا غافلون,, وإما أننا عاجزون,, وإما أننا متفرجون,, وتاليتها؟!!.
|
|
|
|
|