| محليــات
العظماء ليسوا بحاجة إلى مدح واطراء، لأن أعمالهم ومنجزاتهم العظيمة جلبت لهم العظمة,, ولكن عندما يقوم سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بجولات في أسواق العاصمة خلال شهر رمضان المبارك ومعه المسؤولون من أصحاب الاختصاص لتفقد أمور هذه الأسواق ومدى لياقتها وتوفر وسائل السلامة فيها ومعقولية أسعارها ومدى رضا الجمهور عنها,, وعندما يقوم سموه الكريم بمصافحة المتسوقين من مواطنين ووافدين وعلامات السعادة والسرور يعبق بها المكان الذي يتجول فيه سموه,, وعندما يشاركهم الطعام وتذوقه فيما هو يتجول حاملاً علبة البطاطا المقلية بيده وهي أرخص أنواع الطعام ثمناً يأكل منها ويناول إخوانه أصحاب السمو الأمراء ومرافقيه، يمد كفه مصافحاً العاملين في المتاجر من مواطنين ومقيمين ويسألهم عن بضاعتهم,, فإن هذا لعمري لأحسن الأثر وأسمى الطبع وقمة الأخلاق والتواضع وأشد صنوف الرعاية الأبوية.
الأمير عبدالله حفظه الله يسير في ذلك على نهج اسلافه الكرام أئمة وملوك آل سعود العظام, منذ عهد محمد بن سعود المؤسس الأول للاسرة السعودية,, فالدرعية عندما كانت عاصمة للبلاد تواترت الأخبار عن أن أئمتها عبدالعزيز، وسعود، وعبدالله رحمهم الله ,, فعلاوة على عادة الباب المفتوح للمواطنين كانوا يتجولون في أسواق الدرعية ليس للنزهة ولكن لحاجتهم لتفقد أحوال الناس والوقوف على مشاكلهم ومعاناتهم على أرض الواقع ولا سيما لتلك الفئة التي لم تصل إليهم في مكاتبهم أو منازلهم.
كذلك في الدولة السعودية الثانية تواترت الأخبار ان الامام تركي بن عبدالله ومن بعده الامام فيصل بن تركي طيب الله ثراهما كانا يتجولان في أسواق الرياض عاصمة البلاد يتفقدان أحوال الناس ويستمعان لمن لم يستطع الوصول إليهما.
ثم جاء حفيدهم مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ومن خلفه أبناؤه الملوك البررة وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله فجابوا البلاد والأسواق واتصلوا بالمواطنين في متاجرهم ومساكنهم وأكلوا معهم وشربوا, وها هو صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز يسعد مواطنيه ومن يقيم تحت مظلة بلاده بمشاركتهم في تسوقهم ليستمع إلى ملاحظاتهم، أي انه كان قريباً منهم جداً جداً، يده مع أيديهم,.
ما أحوج الأسواق والمرافق العامة إلى ان ينزل وزراء الخدمات إلى ساحة التجوال فيها على الأقدام تأسياً بسموه الكريم ليتلمسوا الأمور بأنفسهم، فقد قيل بأن الحاضر يرى ما لا يرى الغائب .
والله المستعان,.
|
|
|
|
|