| الفنيــة
* كتب محمد المصطفى الجيلي
ثمة حضور يفرض نفسه بقوة على خارطة الدراما العربية,, ينساق اليه المشاهد دونما وعي لانه متعة لاتقاوم,, تجده هكذا ينتهك غيابك ويفرض عليك دهشته لكي ترتاده وتتأمل ذلك الوهج الذي ينساب رقة بين حواراته وتلكم الرؤى الكامنة إبهاماً وغموضاً والتي شكلت عصب الابداع وروعة الإخراج.
فالمبدع السوري نجدت انزور بالرغم من انه لم يكن اول من تبنى فكرة طرح الفتنازيا في الاعمال الدرامية الا انه استطاع ان يوجد لها حضوراً قوياً على الشاشة العربية بفضل اللمسات الساحرة التي استوحاها من خياله الخصب في تطوير السيناريو الذي يتعامل معه من خلال تعامله الذكي مع الكاميرا وخلق زوايا تصوير اقل مايقال عنها بأنها تفرض للرأي دهشة وتصيبه بالارتياح!
وأنزور يهتم بتفاصيل العمل بدقه وحرص شديدين دليل احترامه لعقلية من يتعامل معهم من مشاهدين,
فهو ينتقى المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية من خلال إيحائية المشهد وصدق انفعالاتهما به، وتراه يتجول في بلاتوه التصوير حيناً ثم يسكن لنفسه حيناً آخر مستلهماً فرضيه الحدث ليكون متناغماً مع ايحاءات المشهد.
ويتقمص دور الشخوص متبنياً انفعالاتهم وحرفية ادائهم ليخرجه في النهاية مقنعاً.
نجدت انزور,, استطاع بما اخرج من درر ان يوازن بين ايقاع الحدث وقوة تعبيره فجاء انتاجه غاية في الروعة,, الجوارح، الكواسر، البواسل، وآخر الفرسان، وغيرها من بدائع زينت موائد الفضائيات العربية.
|
|
|
|
|