| مقـالات
لقد تطورت عملية الاتصال مواكبة للتطور البشري الذي حدث عبر التاريخ، فكانت الكتابة أول ثورة حدثت في عملية الاتصال، حيث بدأ بها التاريخ مما جعل مجال الاتصال يتسع مداه عن ذي قبل، وتلي الكتابة اكتشاف الطباعة خلال القرنين الخامس والسادس عشر لتزيد عملية تداول المطبوعات بالتالي تتسع رقعة الاتصال البشري,أما في القرن الثامن عشر فقد اكتشف الاتصال البرقي، وكان فعلاً المدخل إلى تقنية الاتصال الذي اتسع نطاقه عندما اخترع ماركوني الاتصال اللاسلكي وتلاه اكتشاف الإذاعة المسموعة ومن ثم الإذاعة المرئية وحصل ما يسمى بالاتصال الجماهيري, هذه الثورة في مجال الاتصال اسهمت في توسيع قنوات الاتصال كما زادت من الاتصال بين الإنسان والانسان وكذلك بين الآلة والآلة.
أردت من هذه المقدمة الوصول إلى أن عملية الاتصال عملية ديناميكية يتم خلالها التفاعل بين المرسل والمستقبل عن طريق نقل الرسالة وقياس أثرها على المتلقي, وهذا ما يجري في العملية التعليمية, فعملية الاتصال تتم عندما يتم نقل المعلومات من مصدرها إلى الجهة أو الجهات التي أرسلت إليها عبر خطوات اساسية تعتمد عليها عملية الاتصال، ولا تتم إلا بها، فوجود معلومات معينة يعني ان هناك مصدراً صدرت منه هذه المعلومات, وتلقي هذه المعلومات والاستجابة لها مؤشرا لوجود مستقبل لهذه المعلومات.
وإذا ما أردنا تفسير المفهوم سالف الذكر، نجد أن لعملية الاتصال أهدافاً وعناصر واتجاهات ومنهجية تؤدي في النهاية إلى هدف معرفي شائع بين الجميع، إلا أن عملية الاتصال تخضع لعوامل عدة تؤثر في مدى سلوكها السلوك السليم، وهذه العوامل اما أن تزيد في كفاءة عملية الاتصال أو تقلل من تلك الكفاءة.
وأهم عامل كما أراه من الزاوية التربوية مصدر المعلومة وخاصة عندما يكون مصدراً ثانوياً أي يكون ناقلاً للمعلومات كالمعلم في المدرسة، والمنطق العلمي في هذه الحالة يحتم ان تصدر المعلومات منه من المعلم بعد تحليلها واعدادها في هذه الحالة يحتم ان تصدر المعلومات من المعلم بعد تحليلها واعدادها الاعداد الجيد لتتناسب ومستوى المتلقين لتلك المعلومات وتسعى إلى تحقيق الهدف السلوكي المراد الوصول إليه، وتدعى عملية اعداد وتحليل وتبسيط المعلومات من قبل المصدر بمعاملة الرسالة، لذا نجد أن دور المصدر يتمثل في الربط ما بين المستوى الثقافي والتعليمي للمتلقي وبين طبيعة المعلومات المنقولة كما وكيفاً.
وإعداد الرسالة التعليمية من قبل المعلم يقصد به معاملتها حسياً وحركياً, حسياً عندما يتخذ قرار من قبل المعلم أو ادارة التعليم بأهمية المعلومات المنقولة للمتلقي، وإدراك أهمية وطبيعة هذه المعلومات وتصور الأثر الذي تتركه الرسالة المنقولة للمتلقي ومحاولة تعزيز هذا الأثر المرتقب، وحركياً عندما يعمد المعلم إلى اعداد هذه الرسالة بعد وضع الخطوط العريضة للتصميم وتوظيف جميع فنون الاتصال سمعية كانت أم بصرية وذلك لتوفير دقة نقل المعلومات إلى المتلقي.
والرسالة ذاتها هي مجموعة الأفكار والحقائق النظرية والعملية التي يشملها المقرر الدراسي المناط بالمعلم ايصاله إلى المتعلم، لذا تمكن المعلم من مهارات الاتصال من المسلمات في إعداده الإعداد المهني ومقياس كفاءة المعلم قدرته على الاتصال وترك اثر اتصالي لدى الطالب.
وكيل معاهد العالمية للحاسب والتقنية SHAER@ANET.NET.SA
|
|
|
|
|