| العالم اليوم
لم يخف كثير من العرب غبطتهم من فوز المرشح الجمهوري جورج بوش الابن وتأكد خسارة المرشح الديمقراطي آل جور، ليس لأن بوش سيكون متعاطفاً مع القضايا العربية وبالذات قضيتهم المركزية القضية الفلسطينية بل العرب والفلسطينيون بالذات سئموا كثيراً وأصابهم الأحباط من الإدارة الأمريكية التي توشك أن تودع والمشكلة من الديمقراطيين الذين كانوا سيبقون وهم الذين كانوا أكثر صهيونية من بعض الإسرائيليين ولا نقول اليهود لأن اليهود المتنفذين في إدارة كلينتون لم يشهد التاريخ الأمريكي المعاصر مثلهم في أي من الإدارات السابقة وحتى المرشح الديمقراطي آل جور كان لا يخفي انحيازه المطلق لإسرائيل فضلاً عن أن نائبه يهودي وصهيوني ولا يتفوق على صهيونيته سوى آل جور نفسه.
لكل هذه الأسباب لم يتمن عربي أن يبقى الديمقراطيون في البيت الأبيض ومعهم كل اليهود المعروفين وغير المعروفين بدءاً بأولبرايت وكوهين وصولاً بدنيس روس إضافة إلى أن للجمهوريين أسلوبا في التعامل مع الإسرائيلين يختلف عن أسلوب الديمقراطيين وكلنا يتذكر الضغوط التي مارسها والد الرئيس المنتخب الرئيس الأسبق جورج بوش الابن ووزير خارجيته جيمس بيكر على الإسرائيليين عندما حاولوا تعطيل عملية السلام ابان انطلاقتها بعد عقد مؤتمر مدريد للسلام.
وهكذا فإن كثيرا من العرب قد تنفسوا الصعداء بعد حسم المحكمة الفدرالية العليا المعركة القانونية التي انتهت بإعلان فوز جورج بوش وهذا لا يعني ان العرب والفلسطينيين يتوقعون ان يحقق جورج بوش الابن ما عجز عنه والده أو ما أراد كلينتون ان يفعله، إلا أنهم على الأقل سيكونون أكثر اطمئناناً من أن يفرض عليهم استسلام كالذي كان يريد فرضه الأمريكيون اليهود الذين كانت تعج بهم الإدارة الأمريكية التي تستعد الآن لمغادرة البيت الأبيض.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|