| وطن ومواطن
كغيري من المصلين في هذا الشهر الكريم توجهت لأداء صلاة العشاء والتراويح في الحرم المكي الشريف وأحسست بالفخر والاعتزاز عندما لاحظت الاهتمام اللامحدود في نظافة وصيانة الحرم رغم ما يسببه هذا الشهر الفضيل من الزحام الشديد وتراكم الأطعمة والمشروبات بشتى أشكالها وألوانها داخل الحرم وفي الساحات المجاورة وانبعاث الروائح الكريهة من الساحات الخارجية ولكن هذا الموضوع يتلاشى في بضع دقائق عندما تشاهد طوابير العمال معلنين حالة الاستنفار والتأهب بطريقة تثير الدهشة وتدعو إلى الاستغراب وهم ينظفون الأماكن دون أي أذى على المصلين أو تعكير صفو وروحانية المكان,,, ويتغير الحال ويتبدل الوضع بروائح المطهرات الفواحة والأجواء المعطرة, وحينها دعوت الله من خالص قلبي أن يجزي خيراً من كان سبباً في راحة المسلمين,, ولكن ثمة ملاحظة أرجو ألا يغفلها العاملون في رئاسة شؤون الحرمين وهي التي لأجلها جاءت مئات الآلاف من المصلين طمعاً فيما عند الله وتلذذاً بالقرآن الكريم وهو يشنف آذانهم من خلال صلاة التروايح هذه الملحوظة: هي مكبرات الصوت الجديدة والتي لم تلق استحسان الكثير من الناس إبان تركيبها وذلك يرجع إلى عدم تناسقها الفني مع الشكل المعماري الرائع للحرم ولكن المسؤولين في شؤون الحرمين تداركوا هذا الأمر فقاموا بإدخال بعض اللمسات الفنية الرائعة على الشكل العام للمكبرات, وعندما دشن هذا المشروع في أيامه الأولى وأصبح على أرض الواقع غيَّر نظرة الكثيرين من المنتقدين على الشكل العام وأصبح المضمون هو الفيصل في ذلك حيث بدا واضحاً من خلال التجربة على أرض الواقع ونال استحسان كافة الطبقات، ولكن فقط في الساحات وصحن المطاف أما في المصابيح الداخلية والسطح فإن الأمر لايعدو أن يكون مجرد تجديد ولايزال الموضوع محل نظر حيث ان المكبرات الأولى أجدر كفاءة وأوضح عبارة خصوصاً في الصفوف المتأخرة ومازلنا في انتظار المزيد من المصلين فكيف ياترى يكون الحال عندما يصعد الناس على الأروقة ويكتظ الحرم بالمسلمين,, آمل ألا يكون الفريق الهندسي بالحرم فقط هو المعول في ذلك لأن التطبيق على أرض الواقع والجولات الميدانية يختلف تماماً عن الدراسات الفنية في المكاتب.
آمل أن يلقى هذا الاقتراح الاهتمام الكامل خصوصاً أننا في بداية هذا الموسم العظيم.
سليمان بن ناصر الغيث مكة المكرمة
|
|
|
|
|