| عزيزتـي الجزيرة
السلام الحقيقي هو الذي يقوم على أركان ثابتة لاتتغير، وأركانه الثقة المتبادلة بين الشعوب والتعاون البناء، والاحترام، لمصلحة كل شعب، وبدون هذه الاركان لا يمكن ان تقوم للسلام قائمة , وفي الحرب العالمية الاخيرة نجد ان الحكم النازي الذي بسط نفوذه على المانيا، ثم اشعل حرباً طاحنة على اوربا كان عدد ضحاياها الملايين من البشر، ولكننا نجد الآن ان المانيا قد عادت إلى اوروبا مرة ثانية واصبحت عضواً رئيساً في الاتحاد الاوروبي ، وذلك بعد ان قضت على مظاهر النازية الهتلرية واعتذرت للدول وللشعوب التي ألحقت النازية بها الخسائر الفادحة في الانفس والاموال,والشعب اليهودي كان اول المستفيدين من المانيا التي دفعت له ملايين الدولارات كتعويض عما لحق اليهود اثناء الحكم النازي .
والكيان الصهيوني اغمض عينيه عن كل ذلك فهو قد اغتصب الارض العربية ومع ذلك لا يزال يدعي إلى الآن بأن الارض ارضه ويسمي فلسطين واراضيها بيهودا والسامرا , وقد شرد الملايين من اهالي فلسطين، واخرجهم من بيوتهم وارضهم لكي يعيشوا في ارض الشتات، ومع كل ما ارتكبه بحق الشعب الفلسطيني فإنه لا يظهر اي اسف او ندم, والشعوب العربية وخاصة شعب فلسطين لا يمكن ان ينسى تلك المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني مثل مجزرة دير ياسين التي استشهد فيها المئات, ومجزرة قرية قبية التي سالت فيها الدماء العربية ، ومجزرة قانا التي اغارت عليها الطائرات الاسرائيلية وقتلت المئات ومجزرة صبرا وشاتيلا التي ساعدت اسرائيل في ارتكابها ولا ننسى محاولة حرق المسجد الاقصى واسرائيل تعرف انها بذلك تستثير شعور الغضب لدى كل الشعوب الإسلامية , وشعبنا العربي لن ينسى المجزرة التي ارتكبها احد الصهاينة في المسجد الإبراهيمي عندما اطلق النار على المسلمين وهم يؤدون صلاة الفجر، كل ذلك قد وقع من اسرائيل في الايام الخالية , والمثل يقول (ما اشبه الليلة بالبارحة) ففي هذه الايام وبعد ان فشلت كل المفاوضات بين الكيان والسلطة الفلسطينية ترى هذا الكيان المصطنع والحاقد يصب جام غضبه على شعب فلسطين فيقتل برصاصه ومدافعه وصواريخه المئات من اطفال الشعب الفلسطيني وشبابه وشيوخه ونسائه , ولاتزال ماثلة امام اعيننا تلك الغارة الوحشية الهمجية التي شنها الكيان الصهيوني في ظلام الليل الدامس على مدينة غزة المجاهدة الباسلة فقتل الكثير ودمر الكثير من البنايات، ولاننسى الحصار الذي يفرضه حول جميع المدن الفلسطينية بقصد تجويع سكانها وحرمانهم من القوت والحاجيات الضرورية للحياة .
يفعل الكيان الصهيوني كل ذلك ولا يعتذر ولا يتأسف ولا يكبح جماح المتعصبين في اليمين الاسرائيلي ، والمتعطشين للحرب وسفك الدماء، بل يباهي بذلك ويفتخر بأن جيش الكيان الصهيوني لا يهزم .
فكيف يتم السلام القائم على الثقة والتعاون والاحترام المتبادل وتبادل المصالح وحسن الجوار بين هذا الكيان الصهيوني وبين الشعب الفلسطيني والشعوب العربية كافة في كل أوطانها.
ناصر حميل ناصر
|
|
|
|
|