عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في استراحة (الأنس) وتحت دوحة السعادة,, يجتمع الأصحاب يرسمون حدودا لبحر أنسهم لتبحر فيه مراكبهم في فرح وسرور,, يتزودون بوقود النسمات الرقيقة فتدفعها بيد حانية الى حيث شطآن النعيم,,!! فكانت هذه مشاعر وأحاسيس الأصحاب وهم في طريقهم الى استراحة (الانس) وما ان اخذ الجميع اماكنهم وربطوا احزمة المقاعد حتى لا يتعرضوا لصدمات الأمواج انبرى من بينهم من عكر صفو خيالاتهم بصوت أجش جعل من صفاء السماء رعوداً وبروقاً وغبارا وأتربة وعواصف,, رفع يده ممسكا بورقة (صفراء) قائلا: اتدرون ما هذه!؟ قلنا: إنها ورقة مخالفة! سأله احدهم: وهل هذه الورقة الأولى التي تأخذها!!؟ اجاب: لا، ولكنها حصلت هذه المرة بحالة لا شعورية!! والسبب في ذلك زوجتي!! آه ثم آه امرأة جعلت السوق مرتعاً خصباً لها تجوبه ليلاً ونهاراً,, لا تفتر عنه ولا تمله,, واليوم قالت لي: إنها تريد السوق! قلت لها: ولماذا وأنت بالامس كنت فيه!؟ قالت: معي فستان البنت سوف أبدله,, وأحتاج كذلك لبعض الأغراض الأخرى!! قلت: فقال: ,,,!؟ فقلت,, واحتمي الوطيس حتى وصلت الحرارة عندي الى ال (H) فذهبت بها عن كره فتخطيت السيارات يمنة ويسرة وكأني لاعب مترف في نادي (فاسكو دي جاما) الهندي!! الى ان وصلت للمرمى أقصد الإشارة فقطعتها بسرعة الصاروخ مسجلا هدفا, أقصد مخالفة!! صفعني بها رجل المرور الذي لحقني,, ،,,, أكمل الباقي,, فضحكنا نعم ضحكنا نحن أتينا لنضحك فنحن في استراحة (الأنس) فضحكنا وشر البلية ما يضحك!! قال الآخر: فقط هذه ما تجده من زوجتك!؟ ليتك تعلم بحالي لعلمت أنك تعيش في جنة تحسد عليها!! قلنا له: وممّ تشكو أنت!؟ قال: أشكو سوء حظي مع من تسمى وتدعى (زوجتي)!! قلنا له وفيم يتمثل سوء حظك!؟ قال: ليت الأمر ينحصر بخروجها للسوق فقط! بل الأمر يتعدى ذلك بشكل لا يوصف!! إنها تكثر الخروج من البيت لحاجة ولغير حاجة وخصوصا للولائم والمناسبات,, حتى جعلت من البيت استراحة تتزود فيه من انواع العطورات والمكياج والزينة لأجل ان تلبي مناسبة,, فتجلس امام المرآة دهراً وساعات طوالا ترسم لوحة على وجهها حتى اذا بلغت الروح الحلقوم بالنسبة لي وأنا في انتظارها لاوصلها جاءت (لوحتي) أقصد زوجتي وهي تضحك ويا ليتها تضحك لي,, ويا ليتها تجملت وتزينت لي حتى أقابل ابتسامتها بابتسامة وضحكتها بضحكة,, ولكنها تضحك لقرب وصولها الى من دعتها وكم تمنيت في هذه اللحظة لو ان معي خروطم مياه المطافئ لأطلقه على وجهها ولأقلبت ابتسامتها حزناً ولكن,,!! ولما رجعت من الوليمة كانت منقلبة الحال وكأنها راجعة من عزاء مكفهرة الوجه سليطة اللسان قد انتهى مخزون الضحك عندها فبدأ عداد النكد والصوت المزعج في حسابه,, فتذكرت اياماً خوالي كنت فيها اعزباً,, وكنت طليقاً لا ارى ولا اسمع مثل ما اسمع وليتني لم,,!!
يمن علي بالتزويج شيخي وفي التزويج لي هم وشغل وكنت من الهموم رخي بالٍ فحل من الهموم علي ثقلُ فقلت له: مننت بغير من ومالك بالذي أسديت فضلُ أعزاب العشيرة لو علمتم بحالي حين لي بيت وأهل علمتم أنكم في حال عيش رخي ما له يا قوم عدل |
هذه المرة لم نضحك!! أتدرون لماذا! لأنه فعلاً أعادنا الى ايام الصبا ايام كن في حال عيش رخي ما له مثيل, كان معنا صاحبنا الموسوم من قبلنا ب (البارد) وكان ضحكه معنا تبسماً,, بتر شرود أذهاننا بسؤالنا: هل تحبون ان تهنأوا بحياتكم!؟ وتسعدوا بها!؟ هل تودون ذلك!؟ فأجبته لعلك تقصد أن,, أن,, نط,, نطلق زوجاتنا!؟ فقال لي بصوت فظٍ غليظ: لا يا غبي لا أقصد ذلك إنما أحببت أن أوضح لكم جوانب كثيرة لو عرفتموها لادركتم أنكم كنتم في ضياع وأنكم لو فهمتم طبيعة هذه المرأة فهماً حقيقيا لعشتم في عالم رحب وعالم مليء بكل ما من شأنه ان يسعدكم ويدخل السرور على افئدتكم!! هذه المرأة لو أعددتها وأصلحتها ورعيتها لجنيت منها ثماراً يانعة,, وقطفت وروداً رائعة,, وكذا العكس صحيح اذا اهملتها وتركت لها الحبل على الغارب:
وصحيح القول لا يجهله سالك في مسلك الحق سلك إنما المرأة مرآة بها كل ما تنظره منك ولك فهي شيطان إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهي ملك |
أسمعتم يا أصحابي,, أأدركتم يا أحبابي,, قبل ان تذكر عيوب زوجتك تذكر عيوبك,, وتذكر تقصيرك معها,, ثم أنت تطلب منها الكمال!!؟
إذا غدرت حسناء وفّت بعهدها فمن عهدها أن لا يدوم لها عهد وإن عشقت كانت أشد صبابة وإن فركت فاذهب فما فركها قصد وإن حقدت لم يبق في قلبها رضى وان رضيت لم يبق في قلبها حقد كذلك أخلاق النساء وربما يضل بها الهادي ويخفى بها الرشدُ |
حديثي هذا صورة متوافقة مع حديث الكاتبة ليلى المقبل في مقالها (الى حواء نساء ومواقف) في عدد 10293 في 7/9/1421ه اقول لها فيه: أيهم اهنأ عيشاً الرجال أم النساء!؟ أم ان اللقاءات التي تعقد فيما بينهم لأجل بث الشكوى,, وعرض البلوى والاستئناس بمشاكل الغير!؟
سؤال يبحث عن إجابة فهل كشفنا ستره بمثل هذه المقالات أم نجده في قلب حواء وفؤاد آدم!!؟
سليمان بن ابراهيم العبدالعزيز بريدة
|