| محليــات
* نجران واس
بدأ في منطقة نجران موسم جني ثمار الحمضيات التي تعد من أبرز المنتجات الزراعية التي تشتهر بها المنطقة وتصدر الى مناطق المملكة العربية السعودية.
وأولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الزراعة في منطقة نجران وخاصة انتاج الحمضيات اهتماما كبيرا حيث تم انشاء مركز أبحاث تطوير البستنة بنجران وذلك لانتاج الشتلات الجيدة والسليمة من أشجار الحمضيات.
ويتابع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الزراعة في المنطقة ويحث على انتاج الأفضل والأنسب وما يتفق مع رغبة وطلبات المزارعين وايجاد الحلول لكل ما يخدم عملية صناعة الحمضيات في المنطقة لكونها اصبحت المنتج الرئيسي فيها ويعتمد عليه قطاع كبير من المزارعين.
وبدأت زراعة أشجار الحمضيات في منطقة نجران في أوائل الستينات الميلادية حيث كان شتول الحمضيات تستورد في ذلك الحين من مصر والأردن وكانت البداية مبشرة بنجاح زراعة هذا النوع من أشجار الفاكهة نظرا للظروف المناخية المناسبة وعذوبة المياه وخصوبة التربة مما مكن هذه الأشجار من النمو والاثمار طوال السنوات الماضية.
وبدأ مركز ابحاث وتطوير البستنة بمنطقة نجران بالعمل منذ أوائل الثمانينات بتنمية زراعة الحمضيات في المنطقة باتباع طرق رئيسية تمثلت في انتاج الشتلات بالطرق الفنية الصحيحة التي تضمن اشجار خالية من الأمراض وكذلك اجراء الابحاث الأساسية لمعرفة افضل الأصناف والأصول الملائمة لظروف المملكة وتبني وادخال برنامج ارشادي وتدريبي مكثف لتعريف المزارعين على كيفية العناية بزراعة اشجار الحمضيات بالطرق الفنية الصحيحة من تسميد وري وعمليات بستانية ووقاية وغيرها.
وفي جولة لمندوب وكالة الأنباء السعودية في المركز التقى مع مدير مركز أبحاث وتطوير البستنة بمنطقة نجران المهندس علي بن عبدالله الجليل الذي قال أنه تم التوصل الى بعض النتائج البحثية المهمة أبرزها معرفة الاصناف والأصول الملائمة لظروف المملكة حيث تمت دراسة أكثر من ثمانين صنفا واصلا من الحمضيات لاختيار أفضلها من حيث النمو والانتاج المميز.
ففي مجال البرتقال تم التوصل الى أن اصناف ابو صرة فشر والفالنسيا والسالوستياتا هي أفضل الأصناف الملائمة لظروف المملكة.
وأشار الى ان الدراسات اثبتت نجاح زراعة أصناف القريب فروت والليمون بجميع أصنافها حيث أوضحت التجارب المخبرية أن ثمار القريب فروت المنتج في المملكة وخاصة في منطقة نجران لا يوجد له مثيل على مستوى العالم من حيث كمية ونوعية الثمار ومحتواها العصيري وكمية السكريات والنكهة والتلوين المميز.
أما فيما يتعلق ببرنامج انتاج وتوزيع شتلات الحمضيات في المركز فيقدر انتاج بساتين الحمضيات بمنطقة نجران بحوالي 40 ألف طن من الحمضيات سنويا قابلة للزيادة سنة بعد أخرى بمشيئة الله تعالى فيما بلغ الاجمالي العام لشتلات الحمضيات المنتجة في المركز مند بداية اكثار الشتلات المعتمدة ذات الأصناف المختارة والمناسبة لظروف المملكة مليونا ومائتين وثمانين ألف شتلة وتم توزيع 995000 شتلة على مزارعي منطقة نجران وتوزيع 290000 شتلة في باقي مناطق المملكة.
وفي مجال بذور الأصول وبراعم الطعوم فقد حقق مركز أبحاث تطوير البستنة بمنطقة نجران الاكتفاء الذاتي من احتياجه واحتياجات المشاتل الخاصة وذلك عن طريق زراعة أمهات الأصول والطعوم في حقول منفردة وتحت عناية خاصة حيث كانت بذور الأصول تستورد في السابق من خارج المملكة.
أما المساحة التي أضيفت الى المساحات المزروعة بالمملكة نتيجة توزيع شتلات المركز فتقدر بحوالي 3000 هكتار في منطقة نجران وما يقارب 800 هكتار في باقي مناطق المملكة وذلك حتى عام 1421ه.
وقام مركز أبحاث تطوير البستنة بمنطقة نجران بدور مميز في اقناع مزارعي المنطقة بادخال التقنيات الزراعية الحديثة في مزارعهم ومن أهمها تبني المركز لتطبيق نظم الري الحديثة في مزارع بساتين الحمضيات نظير منح المزارعين بعض المزايا الرمزية ومنها بيعهم الشتلات بأسعار رمزية وعمل المخططات الفنية لتنفيذ شبكات الري لبساتينهم وتقديم النصح والارشاد اللازم.
واصبح المركز الواجهة الزراعية الأولى التي يقصدها المزارعون في منطقة نجران لتلقي النصح والارشاد الزراعي وحل المشكلات الزراعية التي تعترضهم حيث سهل وجود قسم متخصص بالارشاد في سهولة تقديم هذه الخدمة لمعظم مزارعي المنطقة من خلال الزيارات الارشادية المستمرة ومن خلال الارشاد المكتبي أو عبر الهاتف وتقدر الزيارات الميدانية التي يقوم بها المختصون بحوالي 700 زيارة وتقديم أكثر من 1000 عملية ارشادية مكتبية, كماأصدر المركز 24 نشرة ارشادية زراعية في المجالات الزراعية المختلفة عن محصول الحمضيات وأقام العديد من الدورات الزراعية المتخصصة على مستوى المهندسين والفنيين الزراعيين في مجالات انتاج الحمضيات وأمراض النبات والري والتسميد والارشاد.
وقام المركز بعمل برنامج متكامل للمكافحة الحيوية كنواة لبرنامج المكافحة الحيوية على مستوى المملكة بالتعاون بين وزارة الزراعة والمياه ومنظمة الاغذية والزراعة الدولية حيث بدأ البرنامج باكثار ونشر الاعداد الطبيعية لعدد من الآفات التي تصيب أشجار الحمضيات مثل آفة صناعة الانفاق وحشرة السيليدي الآسيوية حيث يهدف البرنامج الى احلال المكافحة بدلا من المكافحة الكيميائية مستقبلا لتلافي الآثار السلبية على حياة الانسان والحيوان وأضرارها المتعددة على مكونات البيئة.
وتهدف الأبحاث والتجارب الحقلية والمختبرية التي يجريها المركز على جميع ما يتعلق بزراعة وصناعة الحمضيات لايجاد قاعدة علمية تجعل من مركز أبحاث تطوير البستنة بمنطقة نجران معهدا متطورا لصناعة وزراعة الحمضيات على مستوى الشرق الأوسط.
|
|
|
|
|