| محليــات
** في هذا العصر,, يصعب عليك أن تنفذ كل ما تريد,.
** كل شيء حولك,, قد يبدو جميلاً,, لكن يومك يبدو مضغوطاً أكثر,.
** تفكر يوم غدٍ في مراجعة الدائرة الفلانية,, وزيارة صديق,, وتعزية آخر فقد قريباً له,, وتهنئة آخر بموقع أو مولود أو نجاح,,وزيارة قريب أو ذي رحم,, ومحاولة التمشية في هذا الجو الجميل,, وشراء تلك الحاجة لمنزلك,, وتلبية طلب زوجتك أو ابنك في إحضار شيء ما يريده,, وأمور أخرى كثيرة,.
** ثم تفاجأ أن الساعة أعلنت الثانية بعد منتصف الليل ليوم غد ولم تنفذ سوى اثنين أو ثلاثة مما كنت تخطط له يوم أمس,.
** قد تحرج من زميل أو صديق,, لأنك لم تقم بالواجب تجاهه في زيارة مودة ومجاملة لأي سبب,, وقد يفسرها ذلك الصديق أو القريب أو الجار,, بأنها لا مبالاة منك أو سوء تقدير منك,, مع أن القضية كلها قضية وقت,.
** في الصباح,, يجلب لك عامل توزيع الصحف,, مجموعة صحف ومجلات دفعت ثمن بعضها,, وبعضها جاءتك مجاملة من أصدقاء وزملاء في الصحافة,, وقد تذهب للبقالة أو المكتبة المجاورة لمنزلك وتشتري المزيد من هذه المطبوعات,, ثم تركمها في مكتبتك المنزلية أو في مجلسك الصغير,, محاولا قراءتها,, وقد ينتهي اليوم بأكمله دون أن تتمكن حتى من تصفح بعضها,, لأن الوقت أضيق وأصغر من أن يسعفك لقراءة ولو الجزء الأكبر منها.
** لو حاولت الإمساك بورقة وقلم وقررت توزيع وقتك اليومي,, لوجدت نفسك في يوم غد,, تفشل في تطبيقه أو تطبيق حتى مجرد 50% منه.
** الشارع لوحده,, يأخذ من وقتك يوميا عدة ساعات وسط الزحام وكل مشوار له ضريبته,, خصوصا إذا كان المشوار في وسط البلد صباحا زحام وأزمة مواقف وانعدام وعي لدى الكثير من السائقين ,, وعليك أن تدفع ثمن ذلك من وقتك وأعصابك,.
** هناك من فكر تفكيراً جيداً لاستثمار وقت الشارع الذي يذهب هدراً,, وقرر الاستعانة بسائق,, والمسألة كلها سبعمائة ريال شهريا,, مقابل توفير أكثر من ثلاث ساعات يومياً كانت تضيع في الشارع سدى,, علاوة على الحفاظ على الأعصاب وجعل ضغط الدم والسكر مستقرا,, لأن الذي يعايش كل ذلك غيرك,, حتى إذا قصدت موقعاً يشتكي من انعدام المواقف,, فما عليك سوى تركه أمام الموقع,, ثم ليبحث بطريقته عن موقف,, أو عليه أن يدور حتى تنتهي ثم تضرب له هاتفاً من خلال هاتف الجوال العائلي الذي معه,, ليحضر إلى نفس النقطة التي تركك فيها ولا مشكلة,.
** ولكن,, هل يستطيع كل شخص أن يدفع 700 ريال شهرياً مع مستلزماتها الأخرى؟!.
** وهل يستطيع كل شخص أن يؤمن هاتفاً عائلياً مع مشاكله الأخرى؟.
** وهل يليق بكل شخص ان يتخذ سائقاً.
** لاشك أن هذه الطريقة ستجعلك توفر يومياً هذه الساعات الثلاث,, إما للقراءة أو للاستماع لشيء مفيد كمحاضرة مثلاً أو إنجاز أي عمل آخر,, كا ستضمن ضبط أعصابك وما سيتركه توتر الأعصاب من انعكاسات أخرى على أجهزة جسمية أخرى,.
** الوقت بالفعل يطير ولا نشعر به,, ونحن أيضاً نعجز عن الوفاء بكل التزاماتنا,.
** ونعجز عن تنفيذ كل ما نتطلع إليه,, فقد تحرج أمام صديق أو قريب أو زميل,, ليس لأنك لاتريد أن تتواصل معه أو تزوره أو تقدم له خدمة,, بل لأن الوقت يخذلك,, وليت الجميع يدرك هذه المعضلة الكبيرة,, وبالذات وسط مدينة مزحومة كالرياض.
|
|
|