| القرية الالكترونية
ذكرت في الاسبوع الماضي بعض المبررات التي تجعلنا نستخدم الانترنت وفي هذا اليوم سأتحدث عن الآداب والتوجيهات التي ينبغي للداعية عبر الانترنت التحلي بها واذا كان لكل مقال مبرر فان مبرر هذا المقال هو انني لاحظت بعض المخالفات التي يرتكبها بعض الدعاة في الانترنت مما لا ينبغي لطالب علم وداعية ان يرتكبها كما لاحظت ان بعض الاشخاص يشغل وقته في مهاترات وملابسات وشبهات وفي هذا مضيعة للوقت والجهد، وهذا من اهداف الاعداء الذين يريدون ان تقوم الدائرة فيما بيننا، وبالجملة فسأذكر بعض الآداب والتوجيهات التي ينبغي للداعية عبر الانترنت ان يتصف بها وان يجعلها نصب عينيه عندما يستخدم الانترنت في الدعوة الى الله تعالى ومن أهمها ما يلي:
ابتعد عن الاطالة: فكثير من الاخوة عندما يكتبون في موضوعا معينا يتعاملون معه كما لو كانوا يكتبون كتابا او مقالا او قصة اذ نجد ان بعضهم يسترسل في الشرح مما قد يؤدي الى الاثر العكسي وتجدر الاشارة ايضا الى ان فلسفة التعامل مع الانترنت تقوم على السرعة والايجاز والاطالة قد تؤدي الى عدم قراءة الموضوع بل ان هناك مختصرات للتعامل عبر الانترنت ليس هذا مقام البسط فيها مثل Bey معنى مع السلامة وهكذا.
كن حليما: فانت تتعامل مع جمهور عريض وكبير وذو ثقافة مختلفة ولا تدري غالبا من الذي امامك ومن اي دولة وماهي ثقافته وماهي توجهاته وآراؤه وغير ذلك كما انك ستقابل الجاهل والمتعلم والصغير والكبير والمرجف والمكذب والمستهتر والمتغطرس والفاسق والمجرم وغيرهم كثير لذا كن حليما واعط السائل على قدر اجابته ولا تحاول ان يكون للمشاعر والعواطف مكان هنا.
استخدم الادلة: ينبغي على الداعية ان يستخدم الأدلة من الكتاب والسنة وواقع الدعاة في الانترنت ان هناك افراط وتفريط فهناك بعض الدعاة لا يستخدمون الدليل مطلقا وبعضهم يستخدمه باسهاب ممل والوسط في كلا الامرين خير ان شاء الله تعالى كما تجدر الاشارة الى ان استخدام الدليل من القرآن والسنة بدون توسع وبالاشارة لهذه الادلة في مواضعها كان تقول آيات الجهاد او آيات الزكاة يحقق المصلحة العامة ان شاء الله تعالى.
الاجابة على جميع الاسئلة: عند استقبال سؤال من شخص لا تعرفه توقع ان تكون اجابة هذا السؤال من الامور البسيطة او العكس المهم هو التروي في الاجابة والاجابة عن جميع الاسئلة بغض النظر عن السهولة والصعوبة فما تراه سهلا قد يكون صعبا عند غيرك كما يجب ان تتوقع ان السائل سيستفسر مرة واخرى اما لانه لم يفهم ما كتبت بسبب الترجمة او سوء فهم في الاجابة او تولد عن هذه الاجابة سؤال آخر وهكذا.
ذكر اقوال العلماء: التنوع في ذكر اقوال العلماء وخاصة للراغبين في ذلك يعطي موقعك او غرفتك او شخصيتك في الانترنت المكانة القوية فانت انسان واقعي تذكر جميع الاقوال بكل شفافية ووضوح لان هناك من يخالف مذهبك في الفروع وليس في الاصول ويرى رأيا غير الرأي الذي ترى فالافضل ان تذكر الاقوال وخاصة عندما تكون المناقشة مع طلاب العلم.
عدم الدخول في النوايا: فكثير من الدعاة عبر الانترنت يقومون بالتشكيك بالآخرين واتهامهم بعدم صلاح النية والمبدأ لديهم هو سوء النية ويقوم بمهاجمة الكفار علنا وسبا وشتما فالدعوة بالتي هي احسن وهلا شققت عن قلبه ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل امة عملهم ثم الى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانو يعملون .
عدم التجريح للآخرين والجدال بالتي هي احسن: فالكثير من الدعاة عبر الانترنت يكثرون الجدل ويقومون بتجريح الآخرين وهذا لاشك يفقد المصداقية ويعني عدم الدعوة بالاسلوب الحسن وهنا ينبغي للداعية عبر الانترنت ان يعرف ان كل شخص يتحدث من واقع بيئته فيحسن بك اخي الداعية ان ترفق به وتجادله بالتي هي احسن كما ارشدنا الله سبحانه وتعالى الى ذلك.
تشخيص الداء: قبل ان تبدأ الحوار مع الشخص المقابل لك عبر الانترنت حاول الحصول على مكان وجنسية الشخص لكي تعرف ثقافة المجتمع وعقيدته وتوجهاته لان هذا سيتيح لك الفرصة للانطلاق في الحديث معه ومعرفة موطن القوة والضعف عنده.
البعد عن اثارة الشبهات: فهناك مسائل خلافية بين الفقهاء لكن البعض يفهمها في غير موضعها وقد تؤدي الى بعض الشبهات عندما تعرض في الانترنت وهنا يفضل عدم الخوض في المسائل المشتبهة وخاصة مع الراغبين في البحث عن الاسلام وتعاليمه ومع المسلمين الجدد.
ترغيب المدعوين وتشويقهم: فلاشك ان اختيار العبارات الجيدة والحسنة والابتسامة اذا كان الحديث مباشرا او عن طريق ارسال الصور والرموز الممتعة سيبعث في الشخص المقابل التقرب الى الدين الذي تدعو اليه كما ان استخدام احاديث الترغيب اكثر من احاديث الترهيب يساعد على جذب الناس للاسلام.
الدقة في الترجمة: فعندما تقوم بترجمة فتوى حاول ان تكون دقيقا لانك توقع عن الله سبحانه وتعالى.
الاستمرار مع المدعوين: اعني بذلك عندما يسلم شخص على يديك عبر الانترنت حاول المواصلة معه وربطه بأقرب مركز اسلامي في بلده او ارساله الرسائل التعريفية له بأفضل السبل أو ربطه بأهم المواقع الاسلامية.
عدم التعجل في الفتوى: فان الملاحظ لواقع الانترنت يلاحظ كثرة المفتين عن الله سبحانه وتعالى وعند طرح موضوع معين تجد ان الفتاوى تنهال من كل جانب وخاصة في الساحات العربية التي يكثر فيها اللغط ومن ثم تبدأ قضية الجدل حول الفتوى وضياع الوقت بالشتم والسب لكلا الفريقين هدانا الله واياهم للطريق الصواب.
وللحديث بقية,.
* جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
|
|
|
|
|