الشيخ مات,, عبارة تناقلتها الأفواه وبكت لأجلها العيون,, عبارة الهبت في القلوب حرارة لا تطفئها السنون,, مات الإمام الفذ الذي خلّف وراءه علما نافعا وذخيرة من التلاميذ والأحبة الذين يدعون له ويترحمون عليه كلما ذكر اسمه,, فتواه,, كتبه,, أعماله الخيّرة الثرة
يفتي وينصح مرشدا وموجها ومعلما للناس دون توانِ نور على الدرب ارتوى من فقهه وسرت منابعه إلى الظمآنِ |
لست هنا لأقدم عزاء فقده بعد هذه المدة التي أكلت من قلوبنا قطعا تنعي رحيله، ولست هنا لأذكر فضائله واعماله، ولست هنا لأعدد محاسن أفعاله وطيب أقواله؛ وإنما أنا هنا على هذه الصفحات حرف يتوارى خلفه دمع يفيض وحسرة تتكىء,, أنا هنا أدعو كل أخ وأخت مسلمين لتعويض الأمة الاسلامية
فقد هذا العالم الجليل
كونوا كمثل الباز في إخلاصه داوى المريض كأنه المجروح ويساعد الملهوف عند مصابه الله أكبر إن ذاك فتوحُ |
فأنا هنا إن طالبت بتواجد مثله على أرض أمتنا الاسلامية المحتاجة لمثله فإن هذا لا يعني أنني أشكك في غيره أو أنفي وجود الخير في الخيرين من العلماء وطلبة العلم من أبناء هذا الوطن المعطاء أو غيره من أبناء المعمورة، وإنما لأن لكل زمن أبناءه,, لكل زمن رجاله فلماذا لا يكون للزمن القادم رجال مثل ابن باز عليه رحمة الله؟!
لماذا لا يكون هناك في الزمن القادم من يُثري الأمة بعلمه وعطائه؟ لماذا لا تعد العدة لاستعادة ذكرى شيخنا الفاضل لتكون واقعا يتمثل أمامنا؟!
فأنت أيها الأب الفاضل، وأنت أيتها الأم الفاضلة عليكما تعهد بذرة أبنائكم الطيبة يعهدها بالرعاية الحسنة والسقيا الدائمة,, اغرسا فيهم حب الله ورسوله,, اغرسا فيهم حب الخير وأهله,, ذكراهم بالرعيل الأول وكيف كانت الأمة ترفل في ثوب العزة والسعادة,, علماهم أن العزة في دين الله ومن ابتغى العزة في غير دين الله أذله الله,, اشرحا لهم كيف كان سلفنا الصالح يصنع ليصل الى ما وصل اليه؟! وضحا لهم كيف استلهم الخلف عن السلف حسن النية والعمل الدؤوب لجمع العلم النافع ونشره,.
أنت أيها الأب احفظ ابنك من مغريات العصر وملاهي هذا الزمن خذه بنفسك الى المسجد لصلاة الجماعة,, سجله في حلقات تحفيظ القرآن,, اشتر له الكتب النافعة والأشرطة المفيدة,, دعه يتعلم ليستفيد ويفيد, وأنت أيتها الأم!
احرصي على ابنك وساعدي والده في تربيته على الصلاح والتقى واتقي الله فيما ولّاك من البنات، ولا تنسي ما لهن عليك من الرعاية والاهتمام,, حاولي نزع الحاجز الارهابي بينك وبينهن وكوني لهن صديقة قبل أن تكوني أُمّاً ترى أن من الحق لها، والواجب أن تُعلي أوامرها وتنفذ دون أي نقاش أو فهم لما ترمي إليه فهم الآن في حاجتك وغدا ستحتاجين إليهن فادخري لذلك اليوم مما أنت فيه الآن,.
أيها الأب,, أيتها الأم! أمامكما مشوار طويل ستحصدان فيه ما زرعتما وستستخرجان بعد زمن ولعله الزمن القادم عصارة تربيتكما وثمرة جهدكما فكونا عونا للأمة ليخرج لنا علماء أفاضل ودعاة يحملون هم الدعوة إلى الله,, لا أزكي نفسي ولا أبعدها عن المسؤولية، ولا أنفي أن كل شخص في هذه الأمة ينطوي تحت امرة الدين يحمل هم الأمة وما يحل بها ولكن حسبي أنني أكتب من منطق الأمانة التي تحتم عليَّ ما أوكلت به من قبل الضمير في أن يتحملها ويحسن النية ويخلصها لله تعالى وحده,أحسن الله النوايا وجعلنا ممن يقول الحق فيتبعه,, ولكل من يحمل همَّ الأمة كل تقدير واحترام لشخصه الفاضل.
ختاما!
يا ربنا اجمع شملنا في جنة الكل فيها هانىء ونديحُ يا ربنا هب أمتي خلفاً له أنت العزاء لمن فداه الروحُ |
اللهم آمين
عزيزة القعيضب
|