| محليــات
** علم الفلك,, وعلم الحسابات الفلكية,, لا شك علم متخصص ودقيق وله علماؤه والمختصون فيه,, وله عشاقه وله محبوه,, وله أيضاً, قيمته في حياتنا اليومية,.
** وأخبار الفلك وعلم الفلك,, هي من الأخبار المطلوبة,, بل من الأخبار التي يمكن أن تصنف كأخبار مثيرة تجذب قدراً أكبر من البشر,, وعندما تنشر في الصحف,, فإنها تستهوي الكثير من الناس,, ولذلك,, فقد كثر في فترة من الفترات المتخرجون في هذا المجال,, لعلّ وعسى أن يحظوا بالشهرة,, لأنه بالفعل,, عالم مثير,.
** قبل أيام,, كان هناك تحول مهم,, وهو دخول المربعانية ,, والتي تعني بداية الشتاء أو البرد القارس,.
** ومع أن أوراق التقويم والحسابات الفلكية والفلكيين,, حددوا يوم الدخول وهو الخميس 11/9/1421ه إلا أن الكثير من الحسابين العوام قالوا,, بل هو يوم الأحد الماضي 14/9/1421ه ولهؤلاء رؤيتهم التي قد تبدو مقنعة.
** يوم أمس الأول,, حضرت حواراً بالقرب من المسجد,, كاد أن يؤدي إلى اشتباك بفعل سخونة الحوار,, وكانت القضية هي,, متى دخلت المربعانية .
** هناك من يصر على أن الفلكيين والحسابين والعلماء في هذا المضمار أدق,, وأن حساباتهم موزونة ودقيقة,, والواقع دوماً يشهد لها,, لكن بعض كبار السن,, يصر على أن هؤلاء ما عندهم سالفة وأنهم كثيراً ما يخطئون,, بدليل قولهم,, إن يوم الخميس الماضي 11/9/1421ه أول يوم من المربعانية,, وسيصاحب دخولها ذلك اليوم,, برد شديد ومطر غزير ولا شفنا شيئاً من ذلك !! بل كانت الحرارة مرتفعة,, والشمس حارة,, ولم نشاهد المطر والبرد إلا يوم الأحد الماضي,, ليكون هو أول يوم من المربعانية والكلام هنا,, لهؤلاء الكبار في السن !!
** المشادة الكلامية,, استمرت عدة دقائق,, وكان حضوري,, هو لتهدئة الأجواء فقط,, ومحاولة مناشدة كل طرف ضبط النفس قدر الامكان,.
** ومشكلة الفلكيين والحسَّابة مع العوام والحسابين الآخرين,, هي مشكلة قديمة متجددة,, تظهر مع قدوم شهر رمضان مع إعلان بعض الفلكيين أن اليوم الفلاني هو أول يوم من رمضان,, أو إعلانهم أن ذلك اليوم هو أول يوم من شوال العيد وهي في الواقع,, أخبار يجب ألا تنشر لأنها تشوش على العامة,, وبالذات في قضايا شرعية يجب الجزم فيها,, ولأن هناك جهة شرعية عريقة متمكنة اسمها مجلس القضاء الأعلى,, مسؤول عن هذه الناحية,, وبالتالي لا داعي للجدل والتشويش والتخمين ونشر أخبار استباقية تقول,, إن اليوم الفلاني هو أول رمضان أو أول شوال,, بل يجب ترك ذلك للجهات المعنية لتحدد ذلك حسب الرؤية الشرعية وحسب ما يثبت لديها,, والمسلمون كلهم,, وفي كل مكان وليس هنا فحسب,, يثقون كل الثقة في رؤية المملكة وفي قرارها,, بدليل أن ملايين المسلمين في العالم الغربي والشرقي يصومون على رؤية المملكة,, وبينهم وبينها آلاف الكيلو مترات.
** إنني أخلص من هذا كله,, إلى أن نشر أخبار الفلك والكون للعامة,, أسلوب غير مقبول,, ويحصل به من المشاكل والتشويش أكثر من أن يحصل منه منافع,, لأن ذلك علم متخصص ودقيق ويحسن تركه لأهله والمهتمين به فقط,, ولأن العامة لا يهمهم مثل هذه الأمور.
|
|
|