| محليــات
*
* كتب مندوب الجزيرة
صرح الدكتور عبدالله بن تركي العطيشان استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة وقاعدة الدماغ بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ان التخصصي سيشهد ولادة مركز عالمي لجراحة قاعدة الدماغ، يعتبر الثالث من نوعه على مستوى العالم، كما كشف عن إجراء عملية نادرة تمت بالمستشفى وكتب لها النجاح، حتى قبل وصول تجهيزات المركز.
وقد أوضح الدكتور العطيشان من ان جراحة قاعدة الدماغ قد أسست لأول مرة عام 1967م، وكان المؤسسان هما البروفوسور فيش رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والرقبة بجامعة زيورخ بسويسرا، والبروفوسر وليام هاوس بلوس انجلوس، وهما اللذان وضعا قواعد هذا النوع من الجراحة رغم ما بينهما من اختلاف في طريقة الجراحة.
وتعتبر جراحة قاعدة الدماغ غير تابعة لأي قسم طبي محدد، فهي لا تتبع للجراحة العصبية، أو للجراحة العصبية للأذن، ويطلق على هذه المنطقة المنطقة غير المعروفة ، فجراحو الدماغ في السابق يقومون بأداء هذا النوع من العمليات عن طريق الدماغ، والآن أصبح عن طريق حفر العظم المغطي للأذن الداخلية واستئصال العظم بالكامل والوصول لهذه المنطقة، التي تعتبر منطقة لا تتبع لأي قسم من الأقسام، وعلى هذا الأساس اتبع كل من المؤسسين وليام هاوس وفيش طريقته الخاصة للوصول لهذه المنطقة واستئصال الأورام الخبيثة والحميدة.
وعن البدايات قال الدكتور العطيشان: فكرنا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بأن ننشىء مركزا متقدما يعنى بمثل هذا النوع من العمليات خاصة وان التخصصي من المستشفيات المتقدمة عالمياً ويزخر بوجود إمكانات بشرية وتقنية متقدمة ثم بدأنا البحث عن الاحتياجات الضرورية لإجراء هذا النوع من العمليات المتقدمة ولان هذا النوع من العمليات يحتاج الى مورد بشري على كفاءة وقدرة في إجراء مثل هذا النوع من العمليات، لذا كان لابد من الحصول على تدريب متقدم في أحد المراكز العالمية المعروفة في هذا المجال.
ولغرض التدريب والإعداد لمثل هذا النوع من العمليات المتقدمة توجهت الى لوس انجلوس في هاوس انستيتيوت، للاطلاع على الطرق المتبعة لديهم، ومكثت لمدة شهرين وبعد ذلك اتصلت بالدكتور فيش وأمضيت عنده في زيورخ ثمانية أشهر من التدريب في برنامج زمالة، وتم الاتفاق مع البروفسور فيش حول إنشاء مركز متقدم لجراحة قاعدة الدماغ بالتخصصي، وقد أيد الفكرة بقوة وأبدى استعداده للمساعدة بما يحتاجه المركز من الناحية العلمية.
وقد كان لي والكلام لا يزال للدكتور العطيشان شرف مقابلة سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قبل الذهاب الى جامعة زيورخ وعرضت عليه فكرة إنشاء مركز متقدم ليصبح ثالث مركز من نوعه في العالم وبعد تمحيص للأمر ومراسلات بين الديوان الملكي ومستشفى الملك فيصل التخصصي ممثلا بإدارة المستشفى وعلى رأسها المستشار والمشرف على أعمال الإدارة والمدير العام التنفيذي الدكتور انور الجبرتي، تقرر انشاء المركز وأمر سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بصرف مبلغ 20 مليون ريال لشراء التجهيزات الطبية المطلوبة وإنشاء الأماكن الضرورية التي يحتاجها المركز كمكاتب الأطباء، والمختبرات التي تجرى بها العمليات، والتي تستخدم لإقامة دورات عالمية من اجل تدريب أطباء من كل أنحاء العالم والذين سيأتون سنويا للتدريب في هذا المركز وبالتالي يأخذ مكانته العالمية وهذا هو هدفنا بحيث يأخذ المركز موقعه الذي أنشىء من أجله حتى ينافس أحسن المراكز الموجودة في العالم، خاصة وان البروفسور فيش أبدى استعداده لمساعدتنا بخبرته من خلال الدورات التي سنعقدها في مختبرات المركز مما سينعكس بدوره على مكانة المستشفى العالمية كون هذا النوع من العمليات لا يجرى إلا في مراكز نادرة في العالم.
وفي يوم الاثنين غرة شهر رمضان 1421ه، أجريت أول عملية لمريض سعودي يبلغ من العمر 58 عاما، قبل وصول التجهيزات للمركز، كون المريض كان يعاني من ورم سرطاني لا يمكن معه الانتظار، وكان الورم موجودا في الغدة اللعابية التي توجد أمام الأذن، ونما واخترق مجرى الأذن ووصل الى الأذن الوسطى وقد استخدمنا يقول الدكتور العطيشان طريقة فيش المعدلة وهي استئصال غير كامل للعظام المغطية للأذن الداخلية ولم نضطر الى اقفال الوريد الذي يستمد الدم من الدماغ ويبثه عن طريق الوريد الموصل الى القلب لان الورم لم يصل الى هذه المنطقة، ولكننا استأصلنا العصبة المغذية للعيون والمغذية للفم لان الورم قد دخل إليها وتم عمل توصيلة ما بين العصبة الأساسية الآتية من الدماغ الى العصبة الباقية الموصلة للعين، وقد نجحت العملية ولله الحمد, ويوجد الآن حوالي 12 مريضا في انتظار وصول هذه الأجهزة لإجراء هذه العمليات خاصة وان الأورام التي لديهم حميدة، ونموها بطئ جداً وان شاء الله ستجرى لهم عمليات حال وصول الاجهزة الجديدة.
وكان قسم الأنف والأذن والحنجرة تحت إدارة الجراحة العامة وبدعم وجهود الدكتور انور الجبرتي تم فصله واصبح قسما متكاملاً ومستقلا عن الجراحة العامة لأنه لا توجد علاقة بين الجراحة العامة والجراحة المتمثلة في الرأس والرقبة، وبالتالي تم فصل القسم عن الجراحة العامة وتم تكوين قسم الأنف والأذن والحنجرة والذي يتكون من جراحة الأذن وفي هذا القسم يتم زراعة قوقعة الأذن للأطفال والكبار الذين فقدوا السمع ويرأس القسم الدكتور خالد طيبة وهو من الرواد في هذا المجال، والقسم الثاني هو جراحة الحنجرة والقصبة الهوائية للأطفال والكبار الذين وقعت لهم حوادث السيارات وحدث لهم انسداد او تضيق في الحنجرة، او القصبة الهوائية ويتم لهم توسيع الحنجرة او القصبة الهوائية عن طريق عمليات متعددة وقد تم إجراء عدة عمليات ناجحة وهو المركز الوحيد الذي يجري مثل هذه العمليات في الشرق الأوسط ويرأسه الدكتور زياد محاسن, وهناك قسم جراحة المناظير وهو من الجراحات المتقدمة ويرأسه الدكتور محمد أبو زيد وهو عازم على التقدم في هذا النوع من الجراحة، بحيث يمكنه عمل جراحة قاعدة الدماغ في الجهة الأمامية اضافة للدكتور مكارثر الذي يجري نوعا من الجراحات للأذن الوسطى,,ويتميز الفريق بالتكامل وقد سبق ان زار فريق من اربع جامعات أمريكية وهي جون هوبكن وبيل وواشنطون وباير المستشفى واعتبر الفريق الزائر ان القسم من افضل الأقسام العالمية وهذا بفضل تكاتف الزملاء والعمل المثمر الذي مكن من إجراء مثل هذه العمليات المتطورة.
المركز,, وموقعه العالمي
ويعتبر مركز زيوورخ هو المركز الأول في العالم والذي يرأسه البروفسور فيش ويقع المركز الثاني في لوس انجلوس على ان البروفسور فيش قد تقاعد الآن ونتوقع ان يتضاءل دور المركز السويسري وبالتالي نأمل بإذن الله ان يكون مركزنا بالتخصصي هو المركز الثاني ونحن نهيىء مركزنا ليلعب دورا عالميا وليس فقط على مستوى المنطقة فخططنا ان يأتينامرضى من كل أنحاء العالم لان هذا النوع من العمليات لا تجرى باي مستشفى حتى في أوروبا والولايات المتحدة,,وقد أعددنا برنامجا لهذا الغرض ومع توالي المؤتمرات العالمية وبرامج التدريب التي يأتيها الأطباء من كل أنحاء العالم سيأخذ المركز مكانته التي نهيئه لها، خاصة وأننا نستخدم طريقة فيش وهي من الطرق المعقدة جدا ولكنها طريقة ممتازة ولا تعمل في أي مكان وبذلك سيتميز المركز باتباعه طريقة فيش,,أخيراً توجه الدكتور العطيشان بالشكر للدكتور انور الجبرتي المستشار والمشرف على أعمال الإدارة والمدير العام التنفيذي كونه من الذين فكروا في انشاء هذا المركز لندرته، وتميزه مما يعطي المستشفى عموماً والمركز خصوصاً مكانته العالمية، لخدمة الذين يحتاجون مثل هذا النوع من الجراحة كما كان يحدث في مركز زيورخ، إذ أن 90% من الذين يترددون على المركز كانوا من خارج سويسرا سواء من أوروبا أو من الولايات المتحدة الأمريكية لذا كانت نظرة د, أنور الجبرتي ان ينشأ مثل هذا المركز ويهيأ مستقبلاً لهذه الغاية.
|
|
|
|
|