|
| مقـالات
يعرف الجميع أن شهر رمضان شهر عبادة وخير وبركة يتطلب فيه التوجه الى الخالق عز وجل والاستفادة من الوقت في اخلاص العبادة له بين صلاة وصوم وتلاوة قرآن وصلة رحم وبر بالوالدين وتلمس حاجات الفقراء والمحتاجين وتقديم العون لهم.
وبالتالي يفترض أن يكون شهر رمضان شهر انضباط وشهر عمل ونشاط من منطلق ما تبثه روح العبادة من تحفيز في داخل الانسان لأداء العمل على أحسن وجه والاخلاص فيه, وقد يكون الأمر بشكل مختلف عن الأشهر الأخرى بطريقة ايجابية.
ولكن المؤسف أن هذا الشهر الكريم الذي يفترض أن تكون خصوصيته في العبادة والنشاط في أداء العمل تحول الى شهر خصوصيته تتمثل في التسلية والكسل فالتسلية تكفلت بها على أكمل وجه وسائل الاعلام التي تبارت وتتبارى في كل عام في تقديم التمثيليات والمسلسلات والمسابقات، واللقاءات الفنية وغير الفنية مع الممثلين والممثلات ولاعبي الكرة وغيرهم، ولا تتورع فيه عن تقديم الأغاني الهابطة في الملاهي والخيام الرمضانية كل ذلك بحجة أن ليالٍ رمضان هي ليالي للأنس والمرح والسهر.
وقد نجحت القنوات الفضائية في استقطاب الكثير من أفراد المجتمع خاصة فئة الشباب, ولم تبخل المقاهي في الدخول منافسة للفضائيات، فأصبحت هي ايضا مجالا لجذب قطاع من الشباب الذين يرتادونها بحثا عن التسلية وقضاء الوقت في ليالي هذا الشهر الكريم.
وعكست هذه الوسائل الترفيهية على الناس أو لنقل على أغلبهم طابع الكسل والتراخي الذي يبدو واضحا في ضعف الأداء عند الموظفين والمدرسين الذين يأتون الى أعمالهم يغالبهم النوم ويخيم عليهم الكسل وبالتالي يقدمون العمل بطريقة فيها الكثير من الارتجال والرغبة في الخلاص منه انتظارا لموعد الانصراف للذهاب الى النوم من جديد.
هذا الشهر الكريم الذي كان في تاريخ الاسلام شهر قوة وشهر جهاد وشهد التاريخ فيه انتصارات اسلامية كبيرة تحول مع الأسف الشديد في وقتنا إلى شهر نوم وتسلية وأصبح العمل فيه غير ذي جدوى.
إنني اتساءل هنا لماذا لا نعامل هذا الشهر مثل بقية الأشهر في موعد الدوام وعدد ساعاته ومحاسبة المقصرين واشعار الطلاب والطالبات أن لا مجال للاسترخاء وأن الصوم لا يعني الاسترخاء ولا يعني البحث عن الراحة والنوم وترقب الفضائيات في مسلسلاتها وأفلامها ومسابقاتها وخيامها بحثا عن التسلية في ليالي رمضان.
|
|
|
|
|
