أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th December,2000العدد:10302الطبعةالاولـيالثلاثاء 16 ,رمضان 1421

العالم اليوم

مدير عام منظمة اليونسكو بمناسبة ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان
حقوق الإنسان لا يمكن أن تجزأ وإهانة الفرد وظلمه يمسان الأسرة العالمية
* باريس بيروت مركز إعلام الأمم المتحدة:
صادف يوم العاشر من ديسمبر الحالي أول أمس الذكرى الثانية والخمسين لتوقيع الاعلان العالمي لحقوق الانسان من قبل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وبهذه المناسبة فقد اصدر مدير عام اليونسكو بياناً هاماً جاء فيه:
لقد أعلن يوم حقوق الانسان قبل نصف قرن، إلا أن هذه المناسبة ليست مناسبة للاحتفال، حتى وإن كنا نحيي ذكرى هذا التاريخ ونحن نمر بمنعطف سنة ألفية في التقويم الميلادي, فالانتهاك المتواصل لحقوق الانسان الأساسية في أي مكان من هذه الأرض يعني بالفعل أننا جميعا محرومون منها، لأن حقوق الانسان حقوق عالمية لا يمكن أن تجزأ, وحيثما أهان الظلم فردا أو جماعة من أسرتنا الانسانية، فإن ذلك يؤثر فينا جميعا.
وقد التزمت الدول قانونيا بأن تحترم حقوق الانسان وتحميها وتعززها, لكن اقرار حقوق الانسان يتوقف على كل واحد منا وعلينا جميعا معا, وعلى كل المعنيين من أفراد, ومنظمات غير حكومية، ومؤسسات، بل والمجتمع المدني بأسره أن يسهموا في جعل حقوق الانسان حقيقة قائمة, فكل واحد منا حارس ورقيب.
ولقد بلغنا اليوم مستوى نعتبر فيه الفقر المدقع، والتمييز بين الجنسين، والاضطهاد الاجتماعي والثقافي خروقات مماثلة لانتهاك الحق في حرية الفكر والتعبير, ونرى أيضا أن إنكار الحق في التعليم، وفي المستوى اللائق للمعيشة، وسلامة الفرد، وكرامته الاجتماعية، وحق الأفراد في أن ينموا طاقاتهم الابداعية تنمية كاملة، هي انتهاكات غير مقبولة يجب معالجتها.
ثم ان تحقيق هذه الحقوق يدفع بالضرورة الى الاهتمام باحترام حقوق غيرها لأن جميع الحقوق مترابطة ترابطا عميق الغور, فالفقر يولد اليأس الذي يغذي بدوره مشاعر الكراهية وأعمال العنف، بينما يسهم العيش اللائق إسهاما كبيرا في تشجيع التسامح، وبالتالي في احترام حقوق الآخرين.
ويمثل التعليم أمرا ذا دلالة في هذا الصدد، إذ انه باعتباره يشكل في حد ذاته حقا من حقوق الانسان، لا بد أن يتاح للجميع على نحو مطلق بدون أي قيد قائم على الجنس، أو الطبقة، أو الانتماء الإثني، أو المعتقد، وعلاة على ذلك، فمن خلال التعليم يمكن لكل منا أن يكتسب منذ طفولته وعيا أكبر بحقوق الانسان العالمية، وبأهمية احترام الآخرين والتسامح معهم, إن التزام اليونسكو بالتربية والتعليم هو دعامة من الدعائم الأساسية لرسالتها, كما أن عقد الأمم المتحدة للتثقيف في مجال حقوق الانسان، والممتد من عام 1995 الى عام 2004 يتيح فرصة اضافية لكي تقوم اليونسكو مع شركائها بتعزيز ثقافة حقيقية لحقوق الانسان من خلال تشكيلة من البرامج التربوية في الاطارين النظامي وغير النظامي.
إن المسيرة نحو إقرار المزيد من حقوق الانسان لا يمكن أن تقبل التوقف, ذلك أن تحقيق حقوق الانسان ليس حالة، وانما هو عملية متواصلة، ومثل أعلى ينبغي أن نسعى الى تحقيقه بلا كلل، وينبغي ألا تعتبر الانجازات في هذا الميدان أمرا مضمونا، إذ قد تحدث أشكال فظيعة من التقهقر فيه, وقد شهد القرن الذي نودعه هذه السنة بالذات في آن معا أعظم الانجازات وبعض أفظع الانتهاكات، وربما أسوأها في التاريخ.
إن الكفاح من أجل حقوق الانسان يتطلب اليقظة المتواصلة، ويجب أن نكون مدركين لضرورة أن نبقى يقظين اليوم وكل يوم .

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved