| عزيزتـي الجزيرة
مازالت ذاكرة أسبوع الجوف (بمنطقة الجوف) تلك المنطقة التي شهدت أشجارها في الأعوام الماضية على بواكير طفولتنا,, تذكر لنا قصصاً من أيامها التي كانت عامرة بالمسابقات الثقافية والمسابقات بين المزارعين الذين يتباهون ويفاخرون ويتبارون بنتائج نخيلهم المعطاء ونياقهم المدرارة وخرافهم التي تسر العيون ومعرض السجاد وسباق الهجن والخيل,, ففي كل عام كان المسؤولون بالمنطقة يقيمون أسبوع الجوف الذي يحفل بالعديد من المسابقات الجادة والطريفة حول أسمن خروف و أدر ناقة و أكبر قنو تمر بالإضافة إلى المسابقات والأمسيات والندوات التي كان يدعى للمشاركة فيها نخبة المثقفين السعوديين وكبار المسؤولين بالدولة لزيارة المنطقة ويوضع برنامج حافل لزيارة المعالم الأثرية,, وقد كان لهذه المسابقات أثرها البالغ في نفوس أهل المنطقة,, وفضلاً عن أن الفائزين كانوا يحظون بمكافآت مادية مجزية ومعنوية وشهادات تقدير تحفزهم علىزيادة الانتاج الزراعي وتربية الماشية، والمزيد من التحصيل العلمي والثقافي بمنح جوائز للطلاب المتفوقين من خلال (دار العلوم بالجوف),, كان لهذه المسابقات كذلك أثر معنوي كبير لأنها تمثل بالنسبة لأهل الجوف موسماً جميلاً من الاحتفالات التي لا تنسى, والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا تراجعت مثل هذه المسابقات؟ نحن فعلاً بحاجة لمثل هذا الموسم الجميل,, بحاجة إليه لأنه تحول إلى خصوصية تميز منطقة الجوف عن سواها وبحاجة إليه لأنه كان ملمحا من ملامحنا ولذلك أناشد المسؤولين من خلال عزيزتي الجزيرة لكي يعيدوا هذه المسابقات (أسبوع الجوف) حتى لاتتحول إلى ذكريات تسمع عنها الأجيال الجديدة دون ان تراها إلا في الخيال.
سيف بن حمد الجوفي الجوف
|
|
|
|
|