| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد جاءت المادة الثالثة عشرة من النظام الأساسي للحكم في هذه البلاد حرسها الله ببيان الهدف الأسمى من التعليم حيث أشارت إلى أن الهدف هو غرس العقيدة الإسلامية في نفوس النشء وإكسابهم المعارف والمهارات وتهيئتهم ليكونوا اعضاء نافعين في بناء مجتمعهم وأكدت هذا الهدف وثيقة سياسة التعليم الصادرة في عام 1390ه ولأجل تحقيق هذا الهدف فإن التعليم يحتاج إلى مربٍ فاضل ومعلم متمكن يحمل صفات قيادية وأخلاقاً رفيعة.
إني أرى التدريس أشرف مهنة تبعاته من أثقل التبعات فليتق الله المدرسُ دائماً فيمن يدرسه من الفلذات |
نعم أيها الكرام فالتدريس مهنة صعبة،والمدرس عملة نادرة، وهو صانع الأجيال فهل خرج الطبيب من بطن أمه طبيباً، وهل وجد المهندس مهندساً.
أعلمت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشىء أنفساً وعقولاً لولا المعلم ماكانت حضارتنا تزداد شأوا وتسمو في الدنا شانا |
ان المعلم المتميز هو الذي يحظى بشرف تلك المهنة، والذي يفتخر بتلك الرسالة والمكانة لا المعلم الذي جادل مديره ليتحصل على قلة من الحصص، وقليل من المسؤوليات، ولايحظى بتلك المكانة ذلك المعلم الذي يخرج من المدرسة كما يدخلها، فلا بذل ولا عطاء ولا توجيه, إن المعلم الكفؤ هو الذي يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه (وكلكم مسؤول عن رعيته) تجده يفكر قبل دخوله المدرسة ما الذي يجب عليه تجاه هذا الجيل من تربية وتوجيه، تراه يحرص على جعل نفسه قدوة لطلابه في مظهره ومخبره وخلقه، تجده يلقي السلام أول مايدخل الفصل، بوجه بشوش، تجده يبدأ درسه ببسم الله وحمده، تراه محافظاً على صلاته في المدرسة وخارجها، تراه يوجه وينصح ويعلم، يلقن محاسن الأخلاق، ويذكر آداب المجلس، والسلام، والعطاس، والتثاؤب، تراه حليماً رحيماً بطلابه، يتحمل اسئلتهم، ويراعى ظروفهم، إن كل هذه الأخلاق تنمي شخصية الطالب لتجعلها شخصية إسلامية فذة.
ولكل هذه المعطيات وغيرها حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين أمده الله بعونه وتوفيقه على ايجاد المعلم المتميز فسنت كادراً خاصاً به يعتبر كادراً ذهبياً فريداً من نوعه اللهم لاحسد مما أغرى كثيراً منالملعمين منهم السمين ومنهم الهزيل، والمتميز وخلافه، وللأسف فإن السواد الأعظم من المعلمين إما من الجانب السيىء أو المعطل.
إذا أردت أن تعرف نتاج المعلم فانظر إلى نتاج الطلاب اليوم فلقد وجد جيل لايعرف من الصلاة إلا اسمها، ولا من الأخلاق إلا حروفها، لايستطيع ان يركب كلمتين عربيتين على الوجه الصحيح، تراه يجيد فناً لايقدر عليه إلا هو، فتراه ماهراً في التفحيط، وفي التسكع في الطرقات، يحرص على ارتياد مقاهي الموت (المعسل كما يسمونها) ومقاهي الانترنت ليس لأجل الفائدة وإنما لأجل محادثات سخيفة يستمتع بها دون رقيب أو حسيب.
إن طريقة التربية لدينا طريقة تمضي بالبركة، حيث في البيت يعتقد الأبوان أن التربية هي أكل وشرب وسيارة.
وفي المدرسة حيث يعتقد المعلم أن عمله مقصور على تصحيح كراس أو كراسين ووضع أسئلة للاختبار ثم استلام راتبه آخر الشهر كاملاً حتى بالهللات.
إن اختيار المعلم لدينا وللأسف يتم بطريقة (مرة تصيب ومرة تخيب) حتى أصبحت هذه المهنة مهنة من لامهنة له، ومرعى لكل وارد, ان ماسبق لا يدل على انعدام المعلم المتميز فهو موجود ولله الحمد، وكذلك لايغفل جانباً من طلابنا الذين تربوا أحسن تربية، فكانوا على أحسن خلق، تجدهم زرافات ووحداناً في حلقات تحفيظ القرآن، والمحاضرات الدينية، إلا أننا نطمح في المزيد وفضل الله واسع, لأجل كل ذلك فإنني أضع في نهاية هذه الكلمات بعضاً من المقترحات التي أجدها ويجدها غيري مهمة لأجل أفضل منتج للتربية وأحسن نتاج:
1 تبديل اسم وزارة المعارف من هذا الاسم إلى اسم وزارة التربية والتعليم كما هو موجود في معظم البلدان.
2 ايجاد وكالة لشؤون التربية تختص بأمور التربية وطرقها ووسائلها وكيفية ايجاد المربي الصحيح، وايجاد آلية التعاون بين المدرسة والبيت.
3 تكوين لجنة لاختيار المعلم تكون مهمتها اختيار الافضل لهذه المهنة العظيمة، أما ان يدخلها كل من هب ودب فهذا أمر خطير.
4 اقترح هنا أن يعين المعلم المستجد في البداية على بند (105) ولمدة سنتين للتجربة ويوضع لهيه مشرفون فإن اثبت نجاحه، واجتهاده، وانضباطه فإنه يرسم على المستوى الممكن، ويتم احتساب السنتين خدمة، أما إذا فشل في تلك التجربة فيوجه له خطاب شكر ويدل على أقرب باب إلى الخروج من وزارة المعارف.
5 أما المعلمون القدامى، فأرى أن دور المشرف التربوي تجاههم أحدث عكس المأمول فبدلاً من تطوير قدرات المعلم جاء المشرف ليقضي في الغالب على قدراته ويشلها وذلك لما له من دور سلبي، ولذلك فإن ايجاد بديل لهذه المهمة وأعني (الإشراف) هو المطلوب، وأرى ان تشكل لجان تتكون في شعبها من شتى العلوم,, في جميع إدارات التعليم لتقوم بدور ذلك المشرف الذي أكل عليه الدهر وشرب، وتزود تلك اللجان بمعلمين متميزين وتقوم بالإشراف على المعلمين في تلك المنطقة على الا يقل عدد أعضاء تلك اللجان عند زيارة أي معلم عن اثنين حتى نضمن تقييماً شاملاً، أما أن يستمر المعلم، وبالتعاون مع مديره بالضحك على المشرف التربوي وقد يكون عالماً بذلك حيث يعلن المعلم بوقت زيارة ذلك الضيف فيقوم بكرم الزيارة من زخرفة لدفتر التحضير، وتنظيم للسبورة، واعداد جيد للدرس حتى يرضى عنه ذلك المسكين، فهذا عبث سخيف، وينبغي ان تكون زيارات لجنة التوجيه والتقييم مفاجئة حتى تعطي ثمارها.
6 يجب تفعيل دور المرشد الطلابي أما أن يقتصر دوره على حصر الطلاب المتغيبين فهذا غير مفيد.
7 يجب تفعيل دور مجالس الآباء وأعطاؤها الحيوية والجدية وفتح المجال لهم لابداء بعض آرائهم لادارة المدرسة.
8 أرى أنه من الواجب ربط علاوة المعلم السنوية بنتيجة تقييم لجنة التوجيه والتقييم لإعطاء كل ذي حق حقه أما أن تجرى (اتوماتيكيا) كل عام ولكل معلم فهذا عين الظلم.
هذه بعض المقترحات التي جادت بها قريحتي للوصول إلى تربية صالحة وجادة، آملاً أن تجد آذاناً صاغية من قبل المسؤولين عن التعليم في بلادنا وعلى رأسهم معالي وزير المعارف وفقه الله صاحب الحكمة المشهورة التي جعلها شعاراً لوزارته (وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة ووراء كل تربية عظيمة معلم متميز) والله من وراء القصد.
خالد بن عبدالعزيز اليوسف حي الصحنة الدلم
|
|
|
|
|