| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة شريف صالح:
نجح عبدالرحمن الداخل في تأسيس الخلافة الأموية في الأندلس عام 138 هجرية كما نجح حفيده العظيم عبدالرحمن الناصر في استعادة وحدة الأندلس بعد عصر ملوك الطوائف الأول من 238 300 هجرية خلال هذا العصر اختفى دور الأندلس في الصراع مع أوروبا وتوقف المد الاسلامي في شمال شبه الجزيرة الايبيرية نظراً للصراعات الداخلية بين العرب والمولدين والبربر.
في المقابل بدأ المد المسيحي الأوروبي من خلال مملكتي جليقية وقشطا له الى ان نجح عبدالرحمن الناصر في استعادة وحدة الأندلس وتأديب ممالك الشمال المسيحي.
عادت الكلمة العليا الى قرطبة كعاصمة للخلافة الأموية وكمركز حضاري يقصده الطلاب والعلماء من جميع أوروبا للتعلم والتمدن.
وحافظ الحاجب المنصور بن ابي عامر الذي استولى على الخلافة من المروانيين، حافظ طيلة ربع قرن على القضاء نهائياً على دابر الممالك المسيحية، لكن بوفاته بدأت مرحلة الضعف والتدهور وبدأ الصراع ما بين أولاد المنصور وبين المراونيين أصحاب الخلافة الحقيقيين علاوة على الصراع السافر ما بين العرب والبربر لينتهي مصير الخلافة في قرطبة بوجود خليفتين يستعين كلاهما على الآخر بممالك الشمال.
في ذروة هذا الصراع استعان العامريون بأمير سبتة علي بن حمود للقدوم الى الأندلس والاستيلاء على الخلافة، فلم يفوت أمير سبتة الفرصة واستولى على قصر الخلافة عام 407 هجرية بعد أن أعمل السيف في جميع الخصوم متعصباً لحزبه البربري ليدخل الصراع الانتحاري في الأندلس مرحلة حاسمة، حيث راح الناس يبحثون عن قزم من أقزام بني أمية كي يبايعوه بالخلافة ويدعى المرتضى لكن من المفارقات الأليمة ان انتهى الصراع بقتل الاثنين علي بن حمود، والمرتضى الأموي.
وفي حلقة جديدة من هذا الصراع انقسمت أسرة بني حمود على نفسها ونجح يحيى بن علي في خلع عمه من الخلافة لكن سرعان ما نجح أهل قرطبة في خلع يحيى بعد ذلك بعدة أشهر فحسب، ومرة أخرى راحوا يبحثون عن خليفة جديد تجري في عروقه الدماء المروانية إلى ان أتوا بشخص يدعى المستكفي وكان عاطلاً من الخصال والفضائل لم يتوقع يحيى بن علي بن حمود أن ينتهي حكم أسرته لقرطبة بعد 7 سنوات فقط فنجح مرة أخرى في الزحف الى قرطبة واسترداد عرش الخلافة في 16 رمضان عام 416ه, وكان هذا التاريخ هو بداية لمدينة قرطبة العظيمة وبداية النهاية للخلافة الأموية أيضاً, فكما هو متوقع قتل يحيى على يد بعض العامريين وتعاقب الخلفاء في مدد لا تتجاوز أشهراً معدودة ما بين بني حمود والعامريين والأمويين, لتتمزق الأندلس كدولة موحدة على يد بنيها ويعلن ابن جهور انتهاء الخلافة وسقوط ملك بني أمية بالأندلس عام 422ه.
|
|
|
|
|