| القرية الالكترونية
* الجزيرة فهد الزغيبي
ينتظر أن يبلغ عدد مستخدمي البريد الالكتروني في العالم بنهاية عام 2001 القادم اكثر من مليار مستخدم بينما كان العدد بنهاية عام 1999م 600 مليون مستخدم ولكن هل جميع هؤلاء المستخدمين في مأمن في بريدهم الخاص؟
فلو افترضنا انه يصل لكل شخص من 20 الى 30 رسالة يومياً فذلك يعني عشرات المليارات من الرسائل التي تبحر عبر الإنترنت يومياً مما يسهل لبعض الرسائل مهمة التنقل بدون ان تتم ملاحظتها غالباً.
وهذه الرسائل تحتوي على أداة التدمير وهي الفيروس كما حدث في فيروس الحب وميلسا فقد كان ظاهر هذه الفيروسات البراءة ولكنها تحمل كل الشرور, إذا كنت بالعادة لا تستقبل او بمعنى اصح تثق برسالة اليكترونية من مصدر لا تعرفه كما هو حال الكثير من مستخدمي الشبكة فقد تظن انك بمأمن من أذى تلك الفيروسات ولكن ماذا إذا وصلتك تلك الرسالة من مصدر موثوق به كصديق أو شركة تتعامل معها فإنك ربما تقوم بفتحها مع مرفقاتها لأنه يوجد لديك ثقة لمرسلها ومعروف لديك, وهنا قد تحدث الكارثة فقد تكون تلك الرسالة هي الدمار خصوصاً إذا ما كان مصدر الرسالة قد أصيب بذلك الفيروس وكما هو معروف فإن تلك الفيروسات تقوم بإرسال نفسها الى جميع عناوين البريد الموجودة في دفتر العناوين على جهاز الضحية وقد يكون الضحية شركة يزيد عدد العناوين في دفترها عن الألف أو قد يكون مستخدماً فردياً يحتوي دفتر عناوينه على العشرات فقط وبغض النظر عن ذلك فبمجرد فتح تلك الرسالة ومرفقاتها فقد تكون قد انضمت لقائمة المصابين بذلك الفيروس.
وقد يحدث احياناً ان تكون مشتركاً بقائمة بريدية فلو أن شخصاً من تلك القائمة مصاب بذلك الفيروس فقد يؤدي ذلك الى اصابة عدد لا بأس به من أفراد القائمة في بعض الأحيان وبدورهم يقومون بتوصيلها الى أشخاص آخرين وهكذا.
وقد يظن البعض ان تلك الفيروسات خطورتها متوسطة ولكن ذلك غير صحيح فتلك الفيروسات تتسبب بخسائر جسيمة تقدر بملايين الدولارات ويكفي من ضررها أنها تضطر بعض الشبكات عن الإصابة الى وقف عملها لساعات طويلة ليتمكن مسؤولوها من إصلاحها وتنظيفها من الإصابة وإعادتها الى العمل الطبيعي.
ومما يدعو الى القلق ان هذا النوع من الفيروسات قد انتشر كثيراً وأصبح موضة لبعض من يتسابقون على تصميم فيروسات أقوى وأشد ضرراً من سابقاتها وأصبحت هذه اللعبة كالماراثون ولكن بدون نهاية والمتضرر دائماً وابداً المستخدم العادي لأن الشركات والشبكات لديها القدرة والكفاءة لمواجهة مثل هذا النوع من الهجمات وقد يكون الرابح شركات برامج مكافحة الفيروسات لتسويق منتجاتها.
|
|
|
|
|