عزفتَ على نايِ نُبلٍ، فهل
عجيباً تَرى أن أكون الصدى؟
سللتَ يراع الوفاء بحقٍّ
وقد كان من قبل ذا مُغمَدا
وأطلقتَ من قفص الكبتِ طيري
وعلّمته النبل إذ غرّدا
أتعجبُ أن أينعَت مهجتي
لغيثكَ؟ إذ لم أكن جلمدا
وأعجبُ منيَ رامٍ بسهمٍ
بحذقٍ، ويعجب أن صرّدا!
وكم ينكر الزهرُ فصل الربيع
إذا ما رعاه وماورّدا
أحبّك إجلالَ شيخٍ، إليك
أفيء، ولو كنتَ أنت الردى! (1)
لأنك فردٌ بهذا الوفاء
ولستُ اللئيم الذي ألحدا
حمدتُ لك الفضلَ من فطرتي
وإن كنتَ ترفض أن تُحمدا
يراعي الذي أنت شكّلته
أيُذهب فضلَك فينا سُدى؟
فلا ترك الحبرَ فيه جفاف
إذا لم يطِر بامتناني المدى
وإنّ الجحودَ يراع يخطُّ
لك اسماً، أتى حبرُه أسودا!