| مقـالات
منذ بضعة أشهر وفي هذه الزاوية بالذات من جريدتنا كان لي الفخر بأن أكتب تحت عنوان هذا العالِم ملتمساً تكريم علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر غفر الله له قبل رحيله عن طريق تسمية صرح علمي باسمه من باب الاعتزاز والاعتراف بالجميل لما قدم هذا العالم وأفنى شبابه من أجله تجسيداً لرسالته وتقديراً لمكانته العلمية والثقافية التي شملت كافة أنحاء الوطن العربي الممثلة بالأبحاث التي قدمها للمجامع اللغوية والنفائس التي أمدها للمكتبة العربية كإصدارات مميزة ثم وهو يراجع ويحقق في الكثير من مخطوطات الاسلاف وإبعاد الشوائب عنها وهي متناثرة في المكتبات العالمية التي يرتادها خصيصاً رغم المشقة وبعد المسافات في لندن وتركيا وايران وواشنطن وباريس بنسخها الفريدة التي تسربت من العواصم العربية مثل بغداد والقاهرة ودمشق والأندلس أثناء الحكم الأجنبي في السنوات البائسة من تاريخنا الكئيب.
وحين تلقيت دعوة اللجنة التأسيسية لمشروع تكريم علامة الجزيرة رغبة في المشاركة مع هذه العقول النيرة تحت رعاية نصير الثقافة والفكر في هذه البلاد سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض شعرت بالفرح والسعادة ان تحقق حلمي الذي لم أفقده مطلقاً وهو أن في وطننا الحبيب الكثير الكثير من الأخيار والمبدعين انصار هذا الرجل الانسان المتميز لا يقلون اعتزازا مثلي ومحبة لهذه القامة السامقة الذي أفنى شبابه للرسالة التي آمن بها لخدمة الثقافة ليس في وطنه فحسب وانما للأمة العربية والإسلامية جمعاء عن طريق البحث والتنقيب, اضافة إلى تأسيس اول مطبعة في المنطقة الوسطى واصدار الصحيفة الأولى فيها تحت مسمى اليمامة التي مازالت تواصل الصدور ثم أعقب ذلك باصداره مجلة متخصصة هي العرب التي ذكرت بأنها لا تجد ذلك الانتشار مع الأسف لانها موجهة إلى العلماء وهم أقلية في الوطن العربي وإلى النخبة المثقفة في مجال الآثار واللغة والبحث العلمي.
ان انشاء مؤسسة خيرية تحمل اسمه ومركز حمد الجاسر للثقافة لمواصلة النهج الذي بدأه هذا العالم الجليل ولا سيما استمرار عطاء المجلة تجعله سعيداً وهو بين يدي خالقه لأن جهوده لم تذهب سدى وان جهده سوف يبقى خالداً أو ذكراه العطرة لن تزول لأن ابناء هذه الأمة وقادتها أوفياء لمن يبذل ويتفانى في سبيل رفعة وطنه وأمته ليس معنوياً فحسب وانما مادياً أيضاً وما تبرع سمو الأمير سلمان بمبلغ مليون ريال الذي افتتح به باب التبرع لتأسيس تلك المشاريع الحيوية خيرية وثقافية التي تحمل اسم الفقيد وتخلد اسمه سوى دليل واضح بأن وطننا الحبيب سوف يبقى شعلة متقدة للفكر الحر والثقافة الأصيلة وما تسمية الرياض عاصمة للثقافة العربية لهذا العام سوى اعتراف من الاخوة العرب بما تبذله هذه البلاد ممثلة برجالاتها الأبرار والأوفياء للعلم والثقافة وليس في ذلك أي غرابة لأن الرسالة السماوية الخالدة إلى البشرية جمعاء انما انطلقت من هذه الربوع الطاهرة التي لا نجيد الحديث عنها كثيراً, وما تقدمه من عطاء وبذل في سبيل امتنا الإسلامية المجيدة انما هو تأكيد لدورها القيادي، وكم شعرت بالسعادة والفرح وانا أتابع باكبار انهيال التبرعات الخيرية التي بلغت عدة ملايين عند افتتاح باب التبرع مع ثقتي بان باب التبرع لم يقفل وهناك العشرات الذين سوف يسارعون إلى تقديم ما تجود به أنفسهم لمثل هذا المشروع تخليداً لاسم عالم من ربوع هذا الوطن فشكراً للزملاء أعضاء اللجنة التأسيسية للمشروع وعلى رأسهم معالي الصديق الدكتور إبراهيم العواجي وكافة الزملاء ولا سيما الزميل حمد القاضي الذين أضع نفسي تحت تصرفهم في أي وقت عسى أن استطيع تقديم خدمة تذكر كما نجزل الشكر والثناء لأميرنا الانسان,, أميرنا المحبوب سلمان بن عبدالعزيز الذي نقف اجلالاً وتقديراً لسعيه المتواصل نحو الخير والعطاء اينما كان في هذا الشهر الفضيل وكافة أوقات السنة جزاه الله كل خير وأمد الله في عمره على بذله وشهامته وليس في ذلك أية غرابة على سليل المجد والسؤدد البطل المغوار عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه.
وكل عام والأمة العربية والإسلامية بخير ان شاء الله.
* للمراسلة: ص, ب 6324 الرياض 11442
|
|
|
|
|