| مقـالات
تساءلت في المقالة السابقة من خلال استعراض أمثلة واقعية عن السر وراء نجاح بعض البشر في ادعاء القدرة خداعا ووهما على انقاذ البشر، فالسيطرة على عقولهم، وفي النهاية دفعهم الى الموت زرافات ووحدانا؟ كيف يحدث هذا؟,, كيف يتسنى لفرد واحد خداع آلاف مؤلفة من الأفراد حتى الموت، وكيف لهذه الآلاف المؤلفة من الأفراد الوقوع ضحايا لوهم وزيف فرد واحد الى حد الفناء؟
حري بي القول هنا أن الحيز الفكري والمكاني لهذه الزاوية لا يتيح فرصة الايغال في استكناه كافة أسباب وحيثيات هذه الظاهرة الانسانية العجيبة، ومع ذلك دعني اشحذ خيالك بالطلب منك أن تستعيد فتتخيل ما شاهدته في السابق من أفلام وثائقية لاعداد هائلة من الحيوانات البرية وهي تفر طمعا بالنجاة من مخالب ذئب! حجمه لا يصل إلى ربع! حجم أحد هذه الحيوانات؟ بل واصل الخيال وتخيل! كيف أن غالبية الحيوانات المذعورة هذه تنجح في الهرب من الذئب لتموت أخيرا في أحد الأنهار غرقا! حسنا، ما هو القاسم المشترك بين الانسان والحيوان هنا؟ ما الفرق بين الانسان حين يهرب عن الواقع فيصدق أوهام وأكاذيب انسان آخر حتى الموت وهذا الحيوان الهارب في سبيل النجاة من الذئب ليموت غرقا,, أليس القاسم المشترك هنا هو الهروب حتى الموت! فكريا أولا وجسديا ثانيا بالنسبة للانسان والحيوان على حد سواء؟!! إن المسألة إذن قابلية واستعداد وميل يولد مع الانسان فينمو ظروفا عائلية، أو عاطفية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو دينية,, فيهرب من مجتمعه، ليتبلور انحرافا، ويتأصل ضعفا ، وهنا يجهز عليه الذئب البشري فيبادر باستغلاله، فالسيطرة عليه الى حد الالغاء موتا! إن المسألة هنا لا تتعدى اتقان التعامل مع طرائق تفكير الضحية، فصياغة البيان المناسب الى درجة السحر، فالتحدث الى هذا الانسان بما لا يليق، فضخ المزيد من جرعات التحييد العقلي في كيانه، فالظفر بعاطفته، وحينها يصطدم مالا يليق بعقله بما لا تعقله عاطفته، فيتشتت باحثا عن الأمان النفسي، فالانتماء، فالاعتمادية،فالعزلة، فمزيدا من الالغاء العقلي، وأخيرا السيطرة، ومن ثم المصير المأسوي تحت أقنعة الخلاص والإنقاذ.
ما ذكر آنفا ليس سوى تسطيح بعجالة! ولمحة عن علم قائم بذاته: علم لديه القدرة بتزويدنا بالقدرة! على فهم واقع الحركات الاجتماعية المضادة/المنحرفة كمنظمات التطرف والارهاب والجرائم المنظمة فتفكيكها من خلال سبر غور آليات وطرائق جذبها للاتباع، وماهية سبل تجنيدها واخضاعها لهم، فبرمجتهم! عن طريق الغائهم عقولا، فالتحكم بهم أجسادا، ومن ثم الزج بهم في سبيل تحقيق الأهداف الضيقة المنحرفة,.
,, العقل الانساني بسيط الى درجة التعقيد، ضعيف الى درجة الخطورة,,!!
* ص,ب 454 رمز 11351 الرياض
|
|
|
|
|